سامي عنان والصوفية.. ما لا تعرفه عن «الطريقة العمرية» التي ينتمي إليها منافس السيسي

سامي عنان والصوفية.. ما لا تعرفه عن «الطريقة العمرية» التي ينتمي إليها منافس السيسي

بالبحث وراء نسب الفريق سامي عنان بعد ترشح لانتخابات الرئاسة، يبرز اسم «الطريقة العنانية العمرية الصوفية» التي يقول زعماؤها بأنها تعود في النسب للخليفة عمر بن الخطاب.

فما هي هذه الطريقة وما هي أفكارها ومنهجها ومرجعيتها.. متى نشأت.. وأين يتركز نشاطها، وما علاقة شقيق الفريق سامي عنان بها؟

المنهج والوسيلة

تعرف الطريقة العمرية نفسها عبر صفحة «الطريقة العمرية. فرع مصر» بأنها طريقة تربوية سلوكية، تعتمد التزكية الشرعية، ومنهاجها السنة النبوية، ووسيلتها الصحبة والذكر المأذون، وغايتها هو الله.

يرأس الطريقة العنانية العمرية، حاتم عنان شقيق المرشح لرئاسة الجمهورية ورئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقا.

تتحدث الطريقة عن نفسها فتقول: «نجتمع على الذكر، ونتعاون على البر والتقوى، ونحب جميع المسلمين، ونشاركهم همومهم، ونتعاون معهم على مرضاة الله، ولا ندخل في الخلافات المذهبية، والصراعات الداخلية».

يرأس الطريقة العنانية العمرية، حاتم عنان شقيق المرشح لرئاسة الجمهورية ورئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقا. تتحدث الطريقة عن نفسها فتقول: «نجتمع على الذكر، ونتعاون على البر والتقوى، ونحب جميع المسلمين، ونشاركهم همومهم، ونتعاون معهم على مرضاة الله، ولا ندخل في الخلافات المذهبية، والصراعات الداخلية».


«لا نشتغل بالسياسة كما تفهم اليوم، ولكن هذا لا يمنعنا من أن تكون لنا مواقف سياسية شرعية. نحافظ على تميزنا بصفتنا مسلمين في زمن العولمة ولا نقبل بالانصهار فيما يخالف ثوابتنا. نحاور كل من له مرجعية عقلية أو شرعية، ونرفض الدخول في الجدل العقيم مع من لا أهلية له».

جذور الطريقة

ترجع الطريقة العنانية في النسب للصحابي والخليفة الثاني للمسلمين عمر بن الخطاب، وفق صفحة «أنساب السادة العنانية» التي تعني بالدراسة الوثائقية لتاريخ وأنساب شيوخ الطريقة.

كما أن أصل الطريقة يرجع إلى ذرية الشريف على بن عنان بن على بن عليم بن عبدالرحمن بن عبدالمجيد بن أبى النجا بن أبى بكر شبانه بن أبى القاسم بن عبدالله بن عنان بن أبى العباس بن محمد بن على بن عليل بن محمد بن عمار العدوى بن يوسف بن يعقوب بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما.

ترجع الطريقة العنانية في النسب للصحابي والخليفة الثاني للمسلمين عمر بن الخطاب، وفق صفحة «أنساب الطريقة العنانية» التي تعني بالدراسة الوثائقية لتاريخ وأنساب شيوخ الطريقة.

ويتصل نسب علي بن عنان أيضاً بآل بيت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من جهة البطون عن طريق والدة على بن عليم الشريفة فضة بنت على البدرى بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر بن إسماعيل بن عمر بن على بن عثمان بن حسين الفاسى بن محمد بن موسى بن يحى بن عيسى بن على التقى بن محمد بن حسن بن جعفر بن الإمام على الهادى بن الإمام محمد الجواد بن الإمام على الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين رضى الله عنه.

أولاد عنان ينتشرون في مصر 

وقد أعقب علي بن عنان أربعة أولاد كلهم مشايخ. أولهم يوسف الرشيد ومقامه ومسجده بقرية القيطون بميت غمر بمحافظة الدقهلية وما جاورها، وبالشرقية والقاهرة والصعيد، أم أولاده فانتشروا بالدقهلية وبمحافظات غرب الدلتا والقاهرة والصعيد.

الابن الثاني هو خضر، ومقامه ومسجده بقرية بشلا بميت غمر أيضاً، وانتشر أولاده من بشلا حتى طمبول بمركز السنبلاوين بالدقهلية وما جاورها، وبالقاهرة، أما أولاده فانتشروا بالدقهلية ومحافظات غرب الدلتا والقاهرة والصعيد.

أما الثالث محمد أبو مشعل فضريحه ومسجده بالقبة الشرقية بمركز منيا القمح وما جاورها، وسُمي بـ«أبو مشعل» لأنه كان ينير طريق الحجاج، وقد أعقبه تسعة رجال كلهم شيوخ وبنتاً واحدة، ومساجدهم ومقابرهم بمنيا القمح وما جاروها، أما البنت فهي السيدة العنانية ومسجدها وضريحها بطنطا، وانتشر أبناؤه بالشرقية والدقهلية والصعيد.

الرابع هو عمر وكان ملازماً لوالده وضريحه مجاور لضريحه بميت أبوخالد، وانتشر أبناؤه بميت أبي خالد وجصفا وشمبارة وكفر عرفة بميت غمر وما جاورها، وبالشرقية من قرية إنشاص حتى مدينة فاقوس.

وانتشرت ذرية على بن عنان فى محافظات الوجه البحرى والقبلي، ومن ذريته العارف بالله محمد أبوالصفا المدفون بضريحه بمسجده بميدان رمسيس بالقاهرة -مسجد الفتح الشهير- والذي يتخذه أتباع الصوفي مقراً لهم.

تاريخ الطريقة

ويرجع تاريخ نشأة الطريقة إلى العصر العثماني، عندما أنشئت ما يعرف بـ«السجاجيد الصوفية» والتي كان زعماؤها أكثر مكانة وقدراً من رؤساء الطرق الصوفية.

وبحسب ما ذكره الدكتور محمد صبري الدالي في كتابه «التصوف وأيامه.. دور المتصوفة في تاريخ مصر الحديث» فإن عدد السجاجيد الصوفية التي أنشئت في مصر آنذاك أربع: هي السجادة البكرية نسبة لأبي بكر الصديق والساداتية نسبة لعلي بن أبي طالب، والعنانية نسبة إلى عمر بن الخطاب، والخضيرية نسبة إلى الزبير بن العوام.

وذكر أن بروز هذه السجاجيد وشهرتها كانت إحدى السمات التي تميز بها  التصوف في مصر إبان العصر العثماني، فرغم وجود بعض السجاجيد منذ أواخر العصر المملوكي، إلا أن ظهورها وبروزها يعود للعصر العثماني.

ويرجع تاريخ نشأة الطريقة إلى العصر العثماني، عندما أنشئت ما يعرف بـ«السجاجيد الصوفية» والتي كان زعماؤها أكثر مكانة وقدراً من رؤساء الطرق الصوفية.وكان أصحاب السجاجيد يمثلون شريحة غنية اقتصادياً ومتميزة اجتماعياً بين متصوفة مصر آنذاك، بل وعلى مستوى الشعب المصري كله، خاصة أنهم تمتعوا بمكانة اجتماعية مرموقة واحترام كبير، بالنظر لأنسابهم ووضعهم الصوفي/الديني.

وكان أصحاب السجاجيد يمثلون شريحة غنية اقتصادياً ومتميزة اجتماعياً بين متصوفة مصر آنذاك، بل وعلى مستوى الشعب المصري كله، خاصة أنهم تمتعوا بمكانة اجتماعية مرموقة واحترام كبير، بالنظر لأنسابهم ووضعهم الصوفي/الديني.

لذا عندما حكم السلطان سليم الأول مصر، اهتم بأمر أصحاب السجاجيد، ورتّب لهم موارد رزق سخية ودائمة، وأعطاهم بلاداً ومكنهم فيها، وبعدها كانوا أعضاء في «ديوان القاهرة».

كما كان الباشا وكبار موظفي الإدارة العثمانية في مصر يرجعون لأصحاب السجاجيد عندما تُستغلق عليهم دقائق المسائل الهامة، ليسترشدون بآرائهم، ويستعيونون بنفوذهم.

وفي المقابل كانوا يتلقون الهدايا من الباشا عند تعيينه وقدومه لمقر منصبه، كما حصلوا على امتيازات أخرى.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية