شعوب اختارت العزلة.. «المورسي» النساء يزيّن رؤسهن بالحشرات الميتة
الحياة كما عاشتها شعوب لم يبقى منها إلا أطلالها، العيش انتظاراً للإنقراض بلا أثر، هذا ما عليه بعض قبائل إفريقيا الرافضة للصعود إلى عالم التكنولوجيا والحضارة .
يأخذكم «شبابيك» في جولة إلى قبيلة «المورسي» أو أرض النساء المتوحشة وحلقة جديدة من سلسة (شعوب اختارت العزلة وتخلفت عن الحضارة) .
المورسي
هي قبيلة تعيش في جنوب غرب أثيوبيا بالقرب من الحدود السودانية، لم تغرهم الحياة يوما ولم تجذبهم نهضة الشعوب من حولهم، حتى أصبحوا من أغرب القبائل في أفريقيا إن لم تكن أغربها على الإطلاق بسبب شفاه نساؤها المستديرة .
يعيش هناك ما يقرب من 7500 شخص منهم من طالته يد الحضارة واختلط بالمدنية بعض الشيء، إلأ أن ما يقرب من 95% ظلوا بلا وجبات سريعة أو هواتف محمولة، حتى القراءة والكتابتة ذاتها لم تجد لها بينهم مكان، فهم يعتمدون على لغتهم (الأمهرية) القديمة في الحديث مع بعض الرموز والرسومات للتدوين- إن أحتاجوه أصلاً- .
الشفاه المستديرة.. مقياس الجمال
عانت قبائل شرق أفريقيا من تجار العبيد القادمون من اليمن، فمنهم من لجأ إلى الإختباء في الجبال وبعضهم وجد في تشويه نسائهم طريقة لمنع استعبادهن وبيعهن كرقيق.
وكانت (المورسي) من بين تلك القبائل، حيث تقوم الأم أو أي من النساء المقربات لأهلها بقطع شفاه الفتاة السفلية عندما تبلغ 15 عاماً، ثم يوضع بها قطعة خشب أو فخار دائرية صغيرة بعد أن يتم إزالة صف الأسنان الأمامية حتى لا تحتك معها، وينتظر حتى يتوقف النزيف، ثم تبدء في استبدال القطعة في شفتها بقطعة أكبر ثم أكبر حتى تصل إلى تركيب أكبر قطعة محلاة يمكن احتمالها، ويصل قطر بعضها حتى 15 سم.
الأمر برمته كان لحماية الفتيات من السبي والبيع في أسواق الرقيق، لكنه تحول مع مرور الزمن إلى مقياس لجمال المرأة المورسية، وصفة تتبارى فيها سيدات القبيلة وكأنها أحد عروض الأزياء البارسية في غياب الملابس.
الزواج
لديهم موسم كامل للزواج يتوجب فيه على الشباب الراغب البحث وإن لم يجد زوجة فعليه الإنتظار حتى الموسم القادم.
يحضرون حفلات الزواج دون ارتداء أي ملابس، حتى وإن كنت زائراً فعليك خلع ملابس احتراماً لطقوس القرية.
والزوجة هي محور القبيلة، وجمالها يحدده حجم الدائرة في شفتها، فكلما كانت أكبر اعتبرت أجمل وزاد مهرها من الأبقار والماشية، علماً أن الفتاة تخير قبل القطع ولها القبول أو الرفض، وفي حال حافظت على شكلها كما هو فربما تواجه بعض الصعوبات في إيجاد زوجاً لها وإن وجدته فقد يكون مهرها ضئيلاً جداً، حيث يعتبرها الرجال "قبيحة".
أما إذا حملت الفتاة قبل الزواج فينتظر حتى إنجابها ويتم التخلص من الجنين دون إيذاء والده ووالدته، مكتفين بموت الطفل كعقاب كافي لهما.
شعوب اختارت العزلة.. "الهيمبا" قبائل المرأة الحمراء
المجتمع
لا يفضلون زيارة أحد لهم، ويعتقدون في ذلك أنه نذير شؤم ولهذا فإنهم يربون الكثير من الكلاب التي تتجول حول القبيلة إيماناً بأنها تحميهم من الغرباء.
ويعتمدون بشكل كامل في طعامهم على حساء الذرة، حيث يجدون صعوبة في تناول غيره بسبب إزالة اسنانهم والحلى المعلقة في شفاههم، أما الذكور فيقومون بتزيين أجسامهم بالطين الأبيض، ويستخدم النساء النباتات الجافة والأغضان والحشرات الميتة وذيول الحيوانات وجلودها في تزيين رؤسهن وبذلك تكون زينة ملونة وغريبة.
إلا أنك تجد رائحتهم قبيحة جدًا بسبب ما يقومون به من فرك أجسامهم بمواد طبيعية ذات رائحة مميزة ممزوجة برائحة جلود الحيوانات حتى تحميهم من الطفيليات والحشرات.
كل ما وصل إليهم من الحضارة كان هادمها في حضارات أخرى- السلاح الناري-، فهم يمتلكونه بكميات كبيرة لحماية أنفسهم من الحيوانات المفترسة والمتوحشة، كما تمكنهم من فرض سيطرتهم على المنطقة والحفاظ على نفوذهم من القبائل الأخرى.
هؤلاء وغيرهم موجودون معنا على الأرض بمثل تلك البساطة وإن اعتبرها البعض تخلفا، فجئنا بحكاياتهم إليكم، وسنعود إليكم بحلقة جديدةوشعب قابع بعيد عن الحضارة.. انتظرونا.
تابع السلسلة:
شعوب اختارت العزلة وتخلــفت عن الحضارة.. (الأميش)
شعوب اختارت العزلة وتخــلفت عن الحضـارة.. (الكازاخ)
شعوب اختارت العزلة.. «الإيبان» مهر العروسة جمجمة