رئيس التحرير أحمد متولي
 استثمر في نفسك.. هكذا تصنع ثروة ضخمة من الصفر

استثمر في نفسك.. هكذا تصنع ثروة ضخمة من الصفر

الاستثمار أحد أهم الطرق للمكسب والربح، فالإنسان قد يستثمر أمواله عبر مشروع أو بنك أو بورصة، لكن هل يمكن أن تستثمر في نفسك؟

العمل على تنمية النفس وتطويرها باستمرار هو بمثابة استثمار لا يكلف أموالاً طائلة، ولا يحتاج للمجازفة والمخاطرة الضخمة، فهل يمكن تحقيق النجاح به مثل أنواع الاستثمار التقليدية؟

هرم ماسلو

تؤكد استشاري الطب النفسي رضوى عبد العظيم أن الاستثمار في النفس هو الطريق الأصح، وتشير إلى نظرية «هرم ماسلو» للاحتياجات الإنسانية، وفيها يصل الإنسان للابتكار والإبداع بعد أن يحقق احتياجاته الأساسية، كالطعام، والشراب، في قاعدة الهرم.

وتقول «عبد العظيم» إن كثير من الناس ليس عندهم رفاهية الاستثمار في النفس، لقلة وضعف الإمكانيات، لكن طالما أنه إنسان معتدل العقل ليس لديه أي ميول خبيثة أو عنيفة، أو سادية، بمعنى حب أذية الغير، فسوف يستثمر في نفسه ويسعى طالما لديه الاحتياجات الأساسية التي تمكنه من الحياة.

هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية

متى نستثمر في أنفسنا؟

الطبيبة النفسية ياسمين الناظر تشير إلى أن بعض الفئات مجبرة على العمل وتطوير الذات، فالأطباء مثلا بحكم عملهم يدرسون طويلاً ويطورون من معرفتهم حتى ينالوا درجة الماجستير والدكتوراة، لكن أن يختار المرء تطوير نفسه وقدراته بدلاً من العمل الروتيني المتاح فهي مجازفة أخرى تحتاج لصبر وتحمل، ويبقى الأمر في النهاية اختيارًا لا إجبارًا.

يكتشف المرء أولاً موهبته وملكته أيًا كانت، ويلاحظ أنها قد تصبح شيئًا أفضل حين يبدأ في التطبيق والإنتاج، فيجد ردود الفعل الحسنة ومدح المقربين الصادقين منه وذوي الخبرة، وإقباله هو نفسه على تطوير نفسه بحماس وشوق، طبعًا سوف يصيبه التعب والمشقة، لكن بعد انقضاء الوقت سيعود النفع العظيم عليه ويعوض ما فاته، والأفضل هو إعداد خطة وقتية يعرف فيها إمكانياته واحتياجاته.

أن تستثمر في نفسك يعني أن تكون أنت مشروعك الخاص وأنت أيضا صاحب العمل الخاص الذي تعمل فيه وأنت مدير المشروع الذي تعمل فيه وأنت الموظف الذي تعمل بالمشروع.. أن تكون حالة نجاح كاملة لتصبح مشروعا مربحا.

تجربة من الواقع

 مؤسس شركة «موكي لانس» للتنمية الذاتية أحمد عماد، حكى لـ«شبايبك» عن تجربته في استثمار الذات، فقد تخرج من كلية الصيدلة ولم يسلك الطريق المرسوم له كطبيب صيدلي، وقرر ألا يعمل في صيدلية أو شركة أدوية، بل جرب العمل في أكثر من فرع بعيدًا عن تخصصه، كالتسويق، والماليات، والموارد البشرية، لم يجد نفسه في أي منهم لذا فكر في الكورسات والدورات التدريبية المختلفة. 

 تعلم «عماد» الإنجليزية في أقل من شهر عن طريق التطبيق العملي من خلال مشاهدة الأفلام والحديث مع الأجانب لمدة 12 ساعة يوميًا، درس كورسات الخريجين وهو ما زال طالبًا، وأخيرًا قرر تأسيس شركته للتدريب، وإعداد الشباب لسوق العمل. 120 ألف متدرب خرجوا من دورات «موكي لانس» ليعملوا في شركات كبيرة أو يبدأوا عملهم الخاص كرواد أعمال.

يقول «عماد» إن أهله عارضوا أفكاره لأنه طبيب صيدلي في الأساس، واضطر للعمل في خدمة العملاء لتوفير مصاريف التعليم، لكنه الآن في هذه المرحلة يستعد لإطلاق شركة أخرى بجوار «موكي لانس»، كما أن مرتبه الشهري يتضاعف ةيقةل بأنه لا يقارن براتب الصيدلة.

No automatic alt text available.
شركة موكي لانس 

أبو تريكة والاستثمار في النفس

في الملتقى الشبابي الخامس المنعقد بدولة الكويت، تحت شعار «الشباب بناء وانتماء»، ألقى لاعب الكرة المصري المعتزل محمد أبو تريكة كلمة ورسالة للشباب العربي، بدأها بقوله «أفضل شيء يمكن فعله هو الاستثمار في النفس، وقبل البناء لابد من تقوية أساس المبنى».

وأضاف «أبو تريكة» أن العمل على النفس يستلزم القدوة الحسنة، مثل شعاع النور يقود الإنسان إلى النجاح، وإذا كانت القدوة العامة للجميع هي النبي محمد (ص) في الأخلاق والتعامل، فالحياة نفسها تستلزم القدوة الحية للسير خلفها، ووالده الراحل هو قدوته الدائمة في العمل والكفاح.

ذكر «أبو تريكة» رحلته من أندية الدرجة الثانية وحتى وصوله للنجاح كلاعب كرة قدم كرمته الفيفا، وأن هذا أتى من الاقتداء بوالده والعمل على نفسه رغم الظروف الصعبة والفقر.

أغنى كاتبة في التاريخ

كانت البريطانية جوان كاثلين رولينج مجرد معلمة فقيرة فشلت في أكثر من وظيفة، وحصلت على الطلاق بعد زواج قصير سيء، وصارت تنفق بصعوبة على ابنتها الرضيعة وحدها، لكنها تحب الكتابة منذ الصغر، لم يكن عندها سوى استثمار هذه الموهبة، وكانت تكتب في المقهى لساعات طويلة حين تنام ابنتها حتى أنهت الجزء الأول من روايتها.

بعد فشلها في نشر الرواية مع 12 دار نشر، نجحت أخيرًا مع الدار رقم 13 التي اشترطت أن اسمها على الغلاف سيكون «ج. ك. رولينج» حتى لا يعرف القارئ أنها امرأة فلا يشتري الكتاب، وافقت الكاتبة مضطرة ليبدأ النجاح القليل في البداية، لكن مع نشر الأجزاء التالية من قصتها، توالى النجاح وتوالت الملايين، وصارت هي الكاتبة الأغنى في العالم بثروة تفوق المليار دولار، هذه هي جوان «جوان كاثلين رولينج» مؤلفة سلسلة هاري بوتر الخيالية الأكثر مبيعًا في كل العصور.

تقول «رولينج» إن كل هذا لم يأتِ بسهولة، فكل مظاهر الحزن في القصة عاشتها أثناء الكتابة، حتى الأشباح كانت تسكن غرفتها في الفندق.

الكاتبة البريطانية جوان كاثلين رولينج

د. مصطفى محمود

يقول مصطفى محمود إن: «القدرة على الابتكار موهبة أودعها الله في كل عقل، كل ما عليك أن تبدأ، وتأكد من أن تسخيرك لذكائك أسهل من تسخيرك للجن، وثق بأن مفعول ذكائك أقوى من مفعول السحر».

في إحدى مقالاته بعنوان «كيف تكسب ألف جنيه فورًا»، حين كانت الألف جنيه رقمًا كبيرًا، يتحدث دكتور مصطفى محمود عن الاستثمار في النفس وكيف أنه يؤهل صاحبه ليفوز بهذا المبلغ بكل سهولة. ويشرح الكثير عن الحياة والمعيشة والفرص المتاحة قائلاً: «لا عذر لك، لا يصح أن تتعلل بأن حظك من التعليم قليل. فقد بدأ أديسون المخترع العظيم حياته صبيًا يبيع الجرائد، ثم اخترع لنا المصباح الكهربي والجراموفون. لا تبرر كسلك بأن العلم في المدارس والجامعات وأنت محروم، فالعلم في الكتب والمكتبات وهو متاح على الأرصفة أرخص من علب السجائر».

يقول مصطفى محمود إن: «القدرة على الابتكار موهبة أودعها الله في كل عقل، كل ما عليك أن تبدأ، وتأكد من أن تسخيرك لذكائك أسهل من تسخيرك للجن، وثق بأن مفعول ذكائك أقوى من مفعول السحر».

د.مصطفى محمود

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة