أحمد حماد يكتب: غذاءُ العقلِ يا أمة إقرأ
يبدأُ غذاء عقلك من حيثُ أول حرف تقع عينيك عليه في كتابك المفضل، ومن حيث انتهت أصابعك من الإشارة إلى آخر كلمةٍ في آخر صفحةٍ بالكتاب.
وها هي عقارب الساعةِ تدور وتُعلن معها اقتراب انتهاء العِقد الثاني من القرن الحادي والعشرون في عصرٍ امتلئت فيه أرفف المكتبات ودور النشر والمعارض بالكتب، التي تبحث عن من يقتنيها، فهناك الآلاف من الكتب التي لم تُغازلها أعين القراء والتي تكتظ بالمعلومات والأسرار.
القراءة ستجعل منك شخصاً مختلفاً وستشعر بفرقٍ عندما تنتهي من قراءة آخر صفحةٍ من كتابك أو حتى من روايتك، فأنت لم تعد ذالك الشخص الذي كان قبل القراءة، وقتها سيشرق نور النُضج من عقلك، وينبض قلبك قبل عقلك في اشتياقٍ إلى كتاب آخر، وعينك أيضاً ستشتاق لمغازلة الصفحات المنقوشة بالحبر في كتابٍ آخر.
ربما لا تجد نفسك مغمورا بالسعادة في شئٍ أكثر من سعادتك وأنت تجلس في غرفتك تُطالع الكتب.
ولربما تعتريك الدهشه والفرحه عندما تُطالع أحد الكتب وتعلم بأن «العبقريّة إذ لم تتغذى بالقراءة فأولى بها أن تجف وتذبل، وأن الذكاء إذا لم يلازمه الاطلاع يتحول إلى هباء».
إقرأ، إقرأ عن كل شيء، الحديث منه والقديم، الجيد منه والسيء، في الأدب وفي التاريخ وفي السياسية، عن كل شيء، كُن تمامًا مثل نجارٍ بدأ عمله كصبي وتدرج ليصبح رئيساً، وكلاعب كرة بدأ حياته كناشئ في أحد الأندية المغمورة وتدرج حتى حصل على حذاءٍ ذهبي كأفضل لاعب في العالم، اقرأ واستوعب ثم قرر بعد ذلك إن كان ما تقرأه جيدًا أم لا.
ويبقى السؤال هنا ماهو حالنا من قوله تعالى «إقرأ»؟؟؟
ما حالنا من القراءة التي هي غذاءٌ للعقول، ما هو غذاء عقلك إذ لم تكن القراءة، فهل تُعطيها حقها مثل باقي الأشياء؟ هل فعلا تهتم بتنمية عقلك وتغذيته مثلما تهتم بباقي الأشياء كالأكل واللهو واللعب.
نعيب زماننا والعيب فينا، نعيب التطور الكبير في وسائل اللهو التي أصبحت كثيره كالفيس بوك وغيره ولكنها سلاح ذو حدين، فمن منّا استعلمها في نشر وقراءة الكتب والروايات الهادفه، ومن منّا استعملها في نشر الإباحيات وتداولها، فالعيب ليس في الزمان ولا في الوسائل، العيب فينا، نعم العيب فينا.