كوارث العشق.. ومن الحب ما أدى للقتل والجنون والانتحار
للحب ثمن، وقد يسبب لأصحابه الضيق والنكد، كما يسبب لهم السعادة والمشاعر الجميلة، بل يؤدي الحب أحيانًا لكوارث حقيقة لأصحابه تتجاوز المشاكل المعتادة.
عبر التاريخ، في الشرق والغرب، نستعرض أشد كوارث الحب قديمًا وحديثًا، كما ورد بعضها في كتاب «الحب في التاريخ» لسلامة موسى.
كلام مهم لأي بنت خارجه من قصة حب فاشلة
قيس بن الملوح.. جنون وانعزال
في التاريخ العربي، لا يشتهر ثنائي للحب مثل قيس وليلى، وقد وصل ذكرهما للأدب التركي والفارسي والهندي، بل إن وصف «مجنون ليلى» أصبح عامًا لكل عاشق ولهان، و«قيس بن الملوح» نفسه كان شاعرًا مهمًا في قبيلة نجد العربية منتصف القرن الأول الهجري.
أحب قيس ابنة عمه ليلى منذ الصغر فبادلته الحب نفسه، وأنشد فيها أشعاره الشهيرة في العشق والغرام، حتى بلغا سن الشباب، ليرفض والد ليلى أن يزوجها لقيس، لأسباب عديدة في نظر الرواه، منها إعلان قيس حبه كوصمة في حق ليلى، أو ربما لخلافات بين والد قيس وأخيه والد ليلى.
تزوجت ليلى بعد هذا مجبرة من رجل آخر، فاعتزل قيس الناس يتغنى بحب ليلى حتى سموه بالمجنون، مسافرًا لأماكن بعيدة عن أهله، حتى وجدوه ميتًا في أحد وديان الحجارة.
أنطونيوس.. هزيمة وانتحار
أحب «أنطونيوس» القائد الروماني ملكة مصر البطلمية «كليوباترا السابعة» فانتهى به الأمر إلى الانتحار، والقصة تبدأ منذ سعت «كليوباترا» لحكم مصر، مستغلة دهاء وفطنتها فقط، فهي لم تكن جميلة كما يقول المؤرخين.
ساعدها الإمبراطور الروماني «يوليوس قيصر» على هزيمة أخيها والجلوس على العرش قبل أن يقتله أعداءه في روما، ليقتسم العالم الروماني بعده رجلان هما «أنطونيوس» الذي تسلم الجزء الشرقي، و«أوكتافيوس» الذي حاز الجزء الغربي.
وقع «أنطونيوس» في غرام «كليوباترا» ونادى بجلوسها على العرش بدلاً من ابن «يوليوس قيصر»، في حين أن «أنطونيوس» متزوج من أخت شريكه في الحكم «أوكتافيوس»، وهذا ما دفع الأخير لقتاله وهزيمته في معركة أكتيوما البحرية، عادت «كليوباترا» بعدها للإسكندرية وأشاعت أنها قتلت خوفًا من الأسر، وعلم «أنطونيوس» بهذا فانتحر حزنًا عليها.
عماد الفايد والأميرة.. قتلهما الحب
الاقتراب من العائلة المالكة في بريطانيا ليس بالأمر الهين، لكن هذا ما حدث مع «عماد عبد المنعم الفايد» المعروف باسم «دودي الفايد»، حين قُتل مع صديقته الأميرة «ديانا» في نفق بالعاصمة الفرنسية باريس.
وبحسب رواية محمد الفايد الملياردير المصري والد عماد الفايد، أن الحكومتين البريطانية والفرنسية قد دبرتا حادث الاغتيال للأميرة وابنه، خوفًا من زواجهما بعد انفصال ديانا عن زوجها «تشارلز»، وقد رفع الفايد قضية ضد الحكومتين بالفعل.
قصة حب ديانا والفايد بلغت شهرة كبيرة في العالم كله، وظهرت نظريات مؤامرة عديدة بشأن الحادث، لكن الرواية الأشهر اعتبرت الأمر عملية قتل مكتملة المعالم.
جون هنكلي.. في المنفى لمدة 35 عام
دفعه الحب لارتكاب جريمة قتل مكث بسببها في المنفى 35 عامًا، هذا هو الشاب «جون هنكلي» الذي أراد الفوز بإعجاب الممثلة الأمريكية الشابة «جودي فوستر» حين سكن بجوارها وأرسل لها الخطابات عبر الفتحة من تحت باب غرفتها، أو عن طريق المكالمات الهاتفية.
تبدأ القصة باشتراك «جودي فوستر» في فيلم أمريكي شهير في السبعينات بعنوان «سائق التاكسي» وفيه يحاول البطل اغتيال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لذا قرر «جون هنكلي» تنفيذ نفس السيناريو في الواقع حتى يجذب انتباه «فوستر».
بالفعل يطلق الشاب المجنون الرصاص على الرئيس الأمريكي «رونالد ريجان» عام 1981 بعد توليه الرئاسة بفترة قصيرة، كانت النتيجة إصابة الرئيس بطلقة في رئته، وظل «هنكلي» في منفاه بمستشفى الأمراض العقلية حتى عام 2016 حين قررت المحكمة الإفراج عنه.
كامل الشناوي.. اكتئاب حتى الموت
يشتهر الشعراء بإحساسهم الزائد عن عامة الناس، وفي قصص الحب بالذات، تكون مشاعرهم في قمتها، مثل حالة الشاعر الراحل كامل الشناوي التي حكاها صديقه الصحفي مصطفى أمين في كتابه «شخصيات لا تنسى»، عن قصة تأليف قصيدة «لا تكذبي» التي غنتها المطربة نجاة الصغيرة.
يقول مصطفى أمين عن الشناوي: »عشت مع كامل الشناوي حبه الكبير، وهو الحب الذي أبكاه وأضناه..وحطمه وقتله في آخر الأمر، أعطى كامل لهذه المرأة كل شيء المجد والشهرة والشعر ولم تعطه شيئا أحبها فخدعته..أخلص لها فخانته..جعلها ملكه فجعلته أضحوكة«
وانتهى الحال بكامل الشناوي يزور المقابر ليستعد للموت القريب، بالفعل دخل في اكتئاب ومات بسببه عام 1965، وطلبت المطربة نجاة الصغيرة اعتذارًا من مصطفى أمين عن التشهير بها كسبب في موت الشناوي، إلا أن مصطفى أمين رفض طلبها.