في ذكرى يوم الطالب المصري.. كل الدعم والمناصب لمن قال «نعم»
كان الطلاب في مصر خلال العقود الماضية من أهم شرائح المجتمع وأكثرها تأثيرا في القضايا الوطنية، ويستحوذ الطلاب على جزء كبير من تاريخ نضال الشعب المصري في العصر الحديث.
وتحل ذكرى يوم الطالب المصري في 21 فبراير من كل عام، بعدما سطر طلاب مصر نضالا ضد الاحتلال الإنجليزي عام 1946 لرفض معاهدة 1936.
وتختلف أوضاع طلاب في مصر مع مرور الأعوام، فأين وصل حال الطلاب الآن؟
اختفاء الحركات
السنوات الماضية شهدت اختفاءً لكثير من الحركات الطلابية، مثل «صوت طلاب مصر، طلاب تحيا مصر، طلاب 6 أبريل، طلاب الاشتراكيين الثوريين، طلاب مصر القوية، طلاب مقاومة» وغيرهم.
ورغم أن قضية جزيرتي تيران وصنافير أحيت بعضا من هذه الحركات مرة أخرى، وشهدت الجامعات المصرية مظاهرات منددة باتفاقية ترسيم الحدود، في ظل التشديد الأمني ومنع التظاهر داخل الجامعات. إلا أنها سرعان ما اختفت.
وعاد مشهد الاختفاء الكامل مرة أخرى للحركات، لتظهر في أكتوبر 2017 حركة طلاب مصر القوية بمؤتمر في الذكرى السنوية لتأسيسها، لكن دون ممارسات لها داخل الجامعات.
ومع إعلان جدول انتخابات اتحاد الطلاب، أعلنت بعض الكيانات المشاركة في الانتخابات مثل: «طلاب تحيا مصر، طلاب من أجل مصر، طلاب مصر القوية، وطلاب تيار الكرامة»، إلا أنهم لم يعلنوا نتيجة ما حصلوا عليه من مقاعد في الاتحادات الطلابية.
طلاب من أجل مصر.. الكيان الوليد الوحيد
يعتبر «طلاب من أجل مصر» الكيان الوحيد الموجود داخل الجامعات المصرية، بجانب بعض الأسر التي تمارس أنشطة يغلب عليها طابع الترفيه.
ومع انطلاق العام الدراسي 2017/2018، انتشر كيان «طلاب من أجل مصر» في مختلف الجامعات المصرية، واستضافت جامعة القاهرة مؤتمر حاشدا للإعلان عن الحركة في حلتها الجديدة ضمن احتفالات نصر أكتوبر.
«طلاب من أجل مصر» يلقون اهتماما كبيرا من إدارات الكليات والجامعات، ويتولى طلابهم تنظيم الفعاليات والأنشطة على مستوى الكليات أو الجامعة.
وعزف الطلاب عن المشاركة في آخر انتخابات اتحاد طلاب وقعت في نهاية الفصل الدراسي الأول، ما أدى لتعيين أغلبية المجالس، وكان النصيب الأكبر لطلاب من أجل مصر.
ويرأس اتحادات 12 جامعة حكومية أعضاء من طلاب من أجل مصر، ويحضر العديد منهم مؤتمرات دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ولرؤساء الاتحاد التابعين لطلاب من أجل مصر، أنشطة سابقة وحضور مستمر في فعاليات الجامعات، كما أن رئيس اتحاد طلاب جامعة المنصورة -على سبيل المثال- يشغل منصب معاون رئيس الجامعة.
وضع جامعة الأزهر
في جامعة الأزهر، ورغم صعوبة تشكيل الأسر وعدم إجراء الانتخابات الطلابية منذ 5 أعوام، ظهرت أسرة «أزهري من أجل مصر» التي تشارك قيادات الجامعة في جميع فعالياتهم.
ووجهت الجامعة الكليات بترشيح 50 طالبا وطالبة للانضمام للأسرة على أن يكون بينهم منسق ونائب للرابطة في كل كلية، كبديل عن الاتحادات المنتخبة.
واشترطت الجامعة أن يكون الاختيار للطالب المشهود له بالانتماء للجامعة والحس الوطني. الأمر الذي قد تضمن معه الجامعة ولاء الطلاب.
لماذا غابت المعارضة عن الجامعات؟
دائما ما يرجع ممثلو الحركات الطلابية اختفائهم من الحراك الجامعي للتضييق الأمني وملاحقات أعضائهم والقبض علي العديد منهم.
ويستشهد قيادات هذه الحركات بالإجراءات التي اتخذتها إدارات الجامعات ضد المشاركين في أي حراك داخل الحرم الجامعي، مثل فصل عدد من الطلاب والقبض على عدد آخر بسبب الاحتجاج على اتفاقية تيران وصنافير.