محمد شريف يكتب.. إلى عبدالله السعيد: «شوفلك شقة»
عبدالله السعيد هو الخاسر الأكبر، فخسارة الجماهير تعني النهاية للاعب توج العام الماضي بالأفضل في مصر، لتتحول مقولة الجماهير من «من جاور السعيد يسعد» و«شوفلنا شقة جنبك يا سعيد» لــ«شوفلك شقة يا سعيد».
على مدار 110 عاما هو تاريخ النادي الأهلي منذ تأسيسه وكثيراً ما تتغنى جماهير النادي الأهلي بعبارة واحدة «مبادىء النادي»، مستشهدين بمواقف كثيرة لمجالس إدارته المختلفة عبر التاريخ، التي وضعت له «دستور أحمر» يسير عليه الجميع دون تفرقة أو تمييز وفقا لمصلحة النادي، دستور وضع شعار يتغنى به الجميع وهو «الأهلي فوق الجميع».
لم يكن هيناً على جماهير الأهلي أن تعلم بوجود المستشار تركي آل الشيخ في جلسة مفاوضات عبدالله السعيد لاعب النادي الأهلي ونجم منتخب مصر، حتى وإن كان الرئيس الشرفي للأهلي، فوجوده في الجلسة أثار الكثير من الجدل وردد بعضهم شعارات معادية لإدارة النادي مثل أن الأهلي حاليا يدار بالمال وأن المستشار تركي آل الشيخ أصبح الرئيس الفعلي والخطيب الرئيس الشرفي، واعتراف السعيد بأنه وقع للزمالك وغيرها من أحاديث تجعل مبادئ النادي تسقط للمرة الأولى.
«تاريخ.. مبادئ.. تطوير» ثلاث كلمات كان لها مفعول السحر في انتخابات النادي الأهلي الماضية وفوز محمود الخطيب برئاسة النادي، فلا يستطيع أحد إنكار أن المهندس محمود طاهر من أنجح الشخصيات الاقتصادية التي تولت النادي الأهلي، لكنه واجه الكثير من الانتقادات من الجماهير العاشقة للكيان بسبب ما تردد عن رغبته في إعادة التوأم حسام حسن وإبراهيم حسن من جهة، ووضع حملته الإعلانية قبل الانتخابات "بانر" كبير يحمل صورته وقائمته فوق صورة شهداء الأهلي، أعلى البوابة المطلة على الأوبرا ومستشفى المعلمين بفرع الجزيرة، التي وضعها حسن حمدي رئيس النادي السابق، تخليدًا للشهداء من جهة أخرى، وغيرها من المواقف التي اعتبرتها جماهير الأهلي سقطات لمبادئ النادي.
ولأن «الأهلي بمن حضر» ليس شعاراً يردد، كان مجلس الأهلي بقيادة كابتن محمود الخطيب في ورطة، بين التجديد لواحد من أفضل اللاعبين في مصر في السنوات الأخيرة والأفضل في مركزه حاليا، وبين إعلاء شعار «الأهلي فوق الجميع» فإذا ما أراد اللاعب التجديد فليرحل، ولعل من تابع الأزمة سيجد أن الخطيب في البيان الصادر بعد مباراة مونانا الجابوني أكد على كلمة مبادئ النادي قائلاً «متمسكين بقيم ومبادئ النادي بين عناصر المنظومة الأهلاوية حتى إن كان هناك خلاف في وجهات النظر لا يجوز أن يؤثر على التقدير المتبادل بين كل الأطراف».
لا أحد يستطيع أن ينكر أن قيم ومبادئ النادي الأهلي تنتصر في النهاية ولكن عبدالله السعيد يبدو أنه لم يتطلع إلى مصير غيره من المغضوب عليهم في النادي الأهلى بعدما كانت تتغنى بهم الجماهير، أمثال عصام الحضري وحسام وابراهيم حسن، ألا يرى عشق جماهير الأهلي لمحمد أبوتريكة الذي رفض الكثير من عروض الإحتراف بمبالغ طائلة من أجل الأهلي.
ربما كان يفكر عبدالله السعيد أن ينضم لقائمة الذين نالوا شرف اللعب للأندية الثلاثة الكبرى في مصر الأهلي والزمالك والإسماعيلي ليكون هو النجم الـ7 في تاريخ الكرة المصرية بعد محمد عبد الله، والصقر أحمد حسن، إسلام الشاطر، وإبراهيم سعيد، وعصام الحضري، وهاني سعيد، ولكنه في النهاية خسر جماهير الأحمر والأبيض والأصفر.
بعد تفجير مجلس إدارة الأهلي قرار عرض عبدالله السعيد للبيع أو الإعارة، ليلة تمديد تعاقده، انفجرت جماهير الأهلي فرحا بقرار تسويقه كما لو كان السعيد أصبح عبئا ثقيلاً على الجماهير الحمراء، ولكن في واقع الأمر مبادئ الأهلي هي من تنتصر في نهاية المطاف، يأتي من يأتي ويرحل من يرحل، ليكون رحيل السعيد بمثابة دخول القائمة السوداء لبعض النجوم الذين لم يلبوا نداء الكيان.
لو نظر عبدالله السعيد لثواني في ما كان ينتظره لو وقع للأهلي قبل مماطلته لما كان خسر دعم الجماهير له، بالإضافة إلى المناصب الذي اعتاد الأهلي على مدار تاريخه أن يتولاها المخلصين من أبناء النادي، الذين فضلوا مصلحة الكيان، بل وأصبح في حكم المستحيل أن يحصل السعيد على منصب فني أو إداري في القلعة الحمراء.
ليبقى في الأخير عبدالله السعيد هو الخاسر الأكبر، فخسارة قطاع كبير من جماهير الكرة المصرية تعني النهاية للاعب توج العام الماضي بأفضل لاعب في مصر، لتتحول مقولة الجماهير من «من جاور السعيد يسعد» و«شوفلنا شقة جنبك يا سعيد» لــ«شوفلك شقة يا سعيد».