Spacetoon.. حنين لا ينتهي إلى كارتون الطفولة الراقية
«سنعود بعد قليل»، كم مرة سمعت هذه الجملة في منتصف مسلسلك المفضل، لتنتظر بكل شوق حتى يقول المذيع من جديد «عدنا»، فتعود أنت الآخر للتحليق في خيالك على واحدة من أهم شاشات الطفولة في الوطن العربي، «سبيستون» Spacetoon.
تربى عدد كبير من أطفال الوطن العربي على المسلسلات الكارتونية لهذه القناة، وصارت جزءًا ثابتًا في يومهم على شاشة التليفزيون. «شبابيك» يصحبك في رحلة حنين إلى «سبيستون» عبر هذا التقرير.
الأصل والتسمية
انطلقت القناة في مارس من عام 2000 ضمن تليفزيون دولة البحرين الحكومي، واستمر عرضها سنتين لمدة ست ساعات يوميًا، ثم استقلت في قناة فضائية خاصة بها حتى يومنا هذا، وتفرعت أيضًا لسلسة قنوات بمختلف لغات العالم.
وكلمة سبيستون Spacetoon مكونة من مقطعين، الأولSpace بمعنى الفضاء، والثاني toon بمعنى الكارتون، فيكون الاسم الكامل بمعنى «فضاء الكارتون».
وجاءت هذه التسمية لأن القناة تعرض برامجها حسب كواكب معينة في الفضاء، كل كوكب خاص بنوع معين يسمى به، فهناك كوكب «أكشن»، و«كوميديا»، و«مغامرات»، و«زمردة»، وهكذا.
أهم أعمدة القناة
ولأن قناة «سبيستون» قائمة بالأساس على مسلسلات الكارتون اليابانية المسماة «أنمي»، فكان لابد من دبلجتها بالعربية في إستوديو ومركز «الزهرة» في سوريا، باستخدام العربية الفصحى، والسهلة مراعاة للجمهور من الأطفال، فكان للقناة دورًا تثقيفيًا وتعليميًا.
وبخلاف الدبلجة، كانت المهمة الأخرى الأصعب هي تأليف وتلحين تترات المسلسلات، واختيار الكلمات المعبرة عن كل قصة بأسلوب غنائي مناسب للطفل.
وقعت هذه المهمة على عاتق الفنان السوري طارق العربي طرقان، الذي كتب الأشعار والألحان لأغلب وأشهر مسلسلات القناة، بل غنى فيها أيضًا.
ديزني لازم ترجع مصري.. الحكاية من طقطق لسلامو عليكو
الجانب الأخير وهو الصوت الأنثوي الأشهر في القناة، وكان من نصيب المطربة السورية رشا رزق، التي درست الغناء الأوبرالي وتخصصت فيه، فاستغلته في تترات القناة بشكل مناسب للأطفال حتى أطلق عليها محبوها «الحنجرة الذهبية».
أشهر أعمال القناة
من الصعب أن نقارن بين العشرات من مسلسلات الأطفال المهمة على القناة لاختيار الأفضل منها، لكن نذكرك بأشهر هذه الأعمال ذات الشعبية في العالم كله، وليس الوطن العربي وحده:
المحقق كونان
الجرائم لا تنتهي من العالم، وحين تحدث الجريمة في بلد مثل اليابان، تتوقع أن يكون مستوى الذكاء فيها عاليًا أو خارقًا، وهنا يأتي دور الشاب العبقري الذي تقلص في جسد الطفل الصغير، فصار «كونان» علامة مسجلة بنظارته الكبيرة وعقليته الفذة.
ما زال «كونان» يحل ألغاز الجرائم حتى يومنا هذا، ويبحث عن العصابة التي سببت تقلص جسده، والجميع يتساءل عن نهاية القصة، حتى ظهرت النظريات والتوقعات العديدة من المشاهدين أنفسهم.
سابق ولاحق
«انطلقي يا ماجنام!» هكذا صاح الكثير من أطفال الوطن العربي مع عرض مسلسل «سابق ولاحق»، القائم على سباق سيارات بين الأطفال، ورغم الهدف التجاري الذي يراه البعض من مسلسل كهذا، إلا أن قصته احتوت العديد من المواقف الإنسانية عن العمل والصداقة، والحث على التفكير والإبداع.
القناص
من الأعمال التي يمكن اختصارها في كلمة واحدة فقط. التتر في أغنية «القناص» بصوت المطربة رشا رزق وحازت إعجاب الكثيرين، حتى أن الجمهور يطلبها في حفلات الأوبرا العادية، أما المسلسل نفسه فيحكي عن رحلة صياد وحوش يبحث عن أبيه الغائب، ويقابل الأصدقاء والأعداء ويتحرى الأخلاق والمباديء دومًا.
أنا وأخي
مسلسل تربوي بامتياز، هادئ الأحداث ويناسب كل العائلة، تدور قصته عن أخوين يتيمي الأم، الأخ الكبير يلاقي المتاعب مع أخيه الطفل، لكنه يتعلم الطريقة المثلى للتعامل معه، وتبقى أغنية التتر مؤثرة في الحنين للأم الراحلة وضرورة التراحم بين الأخوة.
تأثير «سبيستون» في مشاهديها
قال الفنان طارق العربي طرقان، في أحد البرامج، إن ثمرة عمله في القناة لم تظهر إلا بعد 20 عامًا، حين أصبح أطفال «سبيستون» شبابًا يعبرون عن حبهم واعتزازهم بهذه الذكريات.
الكاتبة حلا المطري في روايتها الثالثة «إمرأة بطعم التوت» ذكرت «سبيستون» في مواضع عديدة من القصة، فهي تشكل جزءًا أساسيًا من طفولة بطلتها «ريم»، حتى أنها خصصت فصلاً كاملاً للأغنية الرسمية للقناة، وتلوم شخصيات الكارتون «ريم» حين تفعل الخطأ في كبرها كأنها انسلخت من الطفولة البريئة.
وهتمت فرقة «هيستريا» المصرية الغنائية بتراث «سبيستون» من التترات المحبوبة، وخصصت حفلات عديدة تحت مسمى «هيستريا تون» في ساقية الصاوي، ويتفاعل الشباب مع هذه الأغاني مثل الحفلات الغنائية التقليدية وربما أكثر.