رئيس التحرير أحمد متولي
 غير مريم والحوت الأزرق.. ألعاب تقتل الأطفال وتجبرهم على الانتحار

غير مريم والحوت الأزرق.. ألعاب تقتل الأطفال وتجبرهم على الانتحار

الألعاب التي تؤدي بالأطفال والمراهقين إلى الانتحار، انتشرت كثيرا في الفترة الأخيرة حتى أصبحت ظاهرة يجب تحذير الآباء منها.

فقد تبدو مجرد ألعاب عادية مليئة بالتشويق والإثارة، ولكنها تضع نفسية الطفل بالتدريج تحت السيطرة، وتكلفة بالمهمات التي تتعلق بإيذاء النفس ثم الانتحار.

حالات انتحار ملحوظة شهدتها مصر والدول العربية بسبب بعض هذه الألعاب، فما هي أشهر هذه الالعاب؟

ألعاب إلكترونية تقود للاننتحار

  • لعبة مريم


 

«مريم» هي طفلة صغيرة تائهة عن منزلها، ولكنها تظهر في شكل مريب ومخيف أشبه بالأشباح وشخصيات أفلام الرعب.

وفي جو مليء بالمؤثرات الصوتية والبصرية المرعبة، يحاول اللاعب أن يعثر على منزل الطفلة الصغيرة، الذي تلقي عليه الكثير من الأسئلة خلال الطريقة، وهنا تبدأ المأساة.

فالأسئلة تتضمن معلومات شخصية مثل مقر السكن واختراق الخصوصية وتصوير المستخدمين من خلال كاميرا الموبايل الأمامية، وطرح أسئلة مريبة تتعلق بالوضع السياسي الحالي.

وفجأة تقول مريم أنها شعرت بالتعب ولا تستطيع إكمال اللعبة؛ وبهذا تضع المستخدم تحت سيطرتها فهو لن يستطيع فتح اللعبة إطلاقا إلا بناء على رغبة «مريم».

تعمل اللعبة على مبادئ مثل التشويق والرعب والاستدراج حتى تضع الطفل أو المراهق نفسيا تحت سيطرتها تماما، وهنا تدخل اللعبة في مرحلة تالية وهي أن تطلب من المستخدم تنفيذ بعض المهام، حتى يصل إلى التحدي الأخير وهو قتل نفسه.

  • تحدي الحوت الأزرق


 

في تحدي «الحوت الأزرق» لا يعرف المستخدم إذا كان يتعامل مع لعبة أم شخصا حقيقيًا يطلب منه أوامر محددة.

يسجل المراهق الدخول إلى اللعبة من خلا مواقع التواصل الاجتماعي، ليتواصل مع مشرف اللعبة الذي يقدم له 50 تحديا حتى ينهي اللعبة.

تبدأ «الحوت الأزرق» بالمهام البسيطة من الاستماع لنوعية معينة من الموسيقى وأفلام الرعب والإثارة، والفيديوهات التي تضع اللاعب في حالة نفسية سيئة.

وبعد أن يخضع الطفل لسيطرة اللعبة ويتوحد معها، تدخل في مرحلة من التحديات الخطرة، فتطلب منه ثم أن يرسم بعض العلامات بآلة حادة على جسده حتى ينزف الدماء؛ ثم تحدي الوقوف على سطح المنزل أو السير على الجسر، بشرط أن يستيقظ كل يوم فجرا لينفذ هذه التعليمات حتى يصل إلى التحدي الأخير وهو الانتحار!

  • لعبة جنية النار


 

«في منتصف الليل وعندما يكون الجميع نائمون، انهضي من فراشك ودُر حول الغرفة ثلاثة مرات، ثم تلفظي بالتعويذة السحرية واذهبي مباشرة إلى المطبخ وأوقدي الغاز ثم اذهبي إلى سريرك في صمت دون أن يلاحظك أحد، وستجدين نفسك وقد أصبحت جنية نار حقيقة».. كان هذا وصفُا لإحدى المهام في لعبة «جنية النار» كما تذكر جريدة «ديلي ميل» البريطانية.

فعندما نقرأ هذه الكلمات لأول مرة سنعتقد أنها تحمل كلمات صريحة تأمر الطفل بقتل نفسه، ولكنها تخدعه أولًا وتجعل الطفل الصغير يعتقد أنه يمارس نوعًا من الألعاب السحرية.

ففي العام 2017 أصيبت بالفعل طفلة عمرها 5 سنوات بحروق خطيرة بسبب لعبة «جنية النار» وفقا للجريدة البريطانية.

اللعبة مصممة بشكل جذاب للأطفال يشبه أفلام الكرتون، ولها تأثير يجعل الطفل يعتقد أن بإمكانة أن يتصرف مثل شخصيات الكرتون السحرية.

ألعاب غير إلكترونية تؤدي للانتحار

  • تحدي تشارلي

لعبة «تحدي تشارلي» ليست لعبة إلكترونية، وإن كان الأطفال يأخذون التعليميات من خلال مقاطع فيديو خاصة بها.

فالأطفال يجهزون اللعبة بأنفسهم باستخدام إمكانيات بسيطة؛ فيبدأ الطفل بتقسيم ورقة بيضاء إلى أربعة مربعات، ويكتب في كل مربع كلمة «نعم» و«لا» وفي المنتصف يقطعها باستخدام قلمين متعامدين على بعضهما.

ثم يطرح اللاعب بعض الأسئلة على «تشارلي» الذي يعتقد أنه روح شريرة، وعند كل سؤال يتحرك القلم ليشير إلى كلمة «نعم» أو«لا».

يعتقد اللاعب أنه يتواصل مع تشارلي بالفعل وأن هناك قوى غامضة تجيب عن أسئلته.

وبالمثل لا يمكن أن تترك اللعبة قبل أن تسأل «تشارلي» ويسمح لك، وبهذا الأطفال والمراهقين تحت سيطرة اللعبة، ويصابون الأطفال والمراهقين بحالة نفسية سيئة تقودهم للإغماء أو الانتحار.

وفي الحقيقة لا تشتمل اللعبة على أي ظواهر غير طبيعية، فالقلم يتحرك بفعل الهواء والجاذبية، وفقًا لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

  • تحدي الاختناق

الهدف من هذه اللعبة هو أن يخنق الأصدقاء بعضهم البعض؛ فالخنق والضغط الشديد على الرقبة يمنع وصول الدم إلى المخ، وعندما يتوقف هذا الفعل فجأة، يتدفق الدم بسرعة وكميات كبيرة إلى المخ، فيشعر المراهق بحالة من الانتشاء الشديد تشبه تأثير المخدرات.

يبدأ المراهق في خنق زميله حتى يصل إلى هذه الحالة، وفي لحظة محددة عليه أن يتوقف فورًا، لكن الأمر بهذه الدقة، ويموت اللاعب فورا.

ففي عام 2016 تسببت لعبة الاختناق في وفاة طفل عمره 12 عاما في بريطانيا، كما أنها مسئولة عن حالات وفاة تتراوح ما بين 250 و1000 حالة سنويا في الولايات المتحدة، كما تقول «الإندبندنت».

أميرة عبد الرازق

أميرة عبد الرازق

محررة صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بشؤون التعليم واللغات وريادة الأعمال