احترس من الرجيم.. هؤلاء أهلكهم البحث عن جسم نحيف
كانت «هبة» زائدة في الوزن منذ الصغر، ولم يضايقها هذا يومًا، حتى أنها قبلت لقب «قلبوظة» الذي أطلقه عليها أصحابها ومعارفها على سبيل الدعابة، كما تحكي أختها لـ«شبابيك»، وتقول: «كنا كلنا بنحبها زي ما هي، كان وزنها جزء من جمالها، وملامحها لايقة على جسمها جدًا».
ظلت «هبة» على هذه الحال بلا مشاكل إلى أن دخلت الجامعة، وهناك تعرفت على زميلها الوسيم، وحين اعترف لها برغبته في الزواج منها، طلب منها أولاً أن تفعل شيئًا بشأن وزنها الزائد، فهو يخشى كلام الناس عن زوجته «التخينة».
لم تقاوم «هبة» كثيرًا، واتبعت الرجيم القاسي، وأكلت أعشابًا خاصة لإيقاف الشهية، وبالفعل صارت نحيفة، لكنها مرضت بشدة بسبب غياب المعادن والفيتامينات اللازمة، وعانت من هشاشة العظام، وظلت 6 شهور تتعالج بالجلوكوز والمحاليل. في النهاية، تركها الحبيب الوسيم، وعلى حد تعبير أختها: «أكيد قال لنفسه هيفضل معاها ليه وهي بقت هيكل عظمي؟»
ما زالت «هبة» تتعالج من آثار ما حدث، وإن كان قد استردت بعضا من عافيتها.
الرجيم الكيميائي
تحكي «أماني» عن تجربتها مع نوع من الحمية الغذائية المسماة «الرجيم الكيميائي» والذي أدى لفقدها 7 كيلوجرام في أسبوعين فقط.
عن طريق إفطار مكون من خبز «توست» وبيضة واحدة، وغداء من ربع دجاجة مشوية، والعشاء تفاحتين فقط، أما طيلة اليوم إذا جاعت فكانت تكتفي بالسلاطة والمياه، مع التمارين الرياضية ورقصات الزومبا.
ورغم هذه النتيجة التي تبدو جيدة، وجدت «أماني» أن شعرها يتساقط فجأة، فهل خسارة الوزن تعني أيضًا خسارة الشعر والأنوثة؟ أصابها الخوف وأوقفت الرجيم بسرعة، واكتفت بالتمشية للمحافظة فقط على ما خسرته من وزن.
الموز كذلك
أما «أحمد» فيحكي عن تجربته مع الرجيم قائلاً إنه سافر بعيدًا عن أهله لشهور طويلة، وأصابته الغربة ومشاكل العمل باكتئاب شديد، شعر فيه برغبة عاتية في الأكل والنوم، وبالفعل أكل كل ما وقع تحت يديه من طعام، خاصة المنتجات الغذائية المعلبة في السفر.
بسرعة وجد «أحمد» أن ملابسه المفضلة تضيق عليه، ولم يعد بحاجة إلى حزام يشد بنطاله، ثم تحقق كابوسه الرهيب كما يحكي «بقى عندي كرش كبير كأنه حمل غير شرعي، بقيت أسحب بطني في كل مناسبة».
هكذا زاد الاكتئاب عند «أحمد» أكثر بسبب الوزن الزائد، وفكر في أسرع طريقة لإيقاف هذا، فلجأ إلى أكل الشوفان ومعظم الأطعمة الخاصة بالرجيم بلا فائدة، وأخيرًا قرأ عن رجيم الموز.
في هذا الرجيم، لا يأكل الشخص سوى الموز والحليب والماء، وحتى حين عاد «أحمد» لأهله، حرم نفسه من الأكل البيتي لأنه يشتري الموز باستمرار، وصار يتشاجر مع أخيه إذا أكل موزه الخاص.
وكل هذا بلا فائدة، ببساطة لأن «أحمد» لم يستمر في الرجيم طويلاً، لقد عاد للأكل مجددًا، فالموز لا يكفي لسد جوعه، ولكنه لم يفقد الوزن سوى حين انتقل لعمل جديد كله حركة وبذل مجهود، وهكذا عاد كما كان دون أن يشعر.
مروة السعيد.. بكبوظة فاشون
في مصر، حاولت مروة السعيد أن تغير النظرة إلى الشخص الممتلئ أو البدين، فقد كانت بدينة منذ الطفولة، وحاولت الحصول على الجسم المثالي بطرق عديدة، حتى لجأت إلى إجراء عملية تحزيم المعدة وتحويل المسار.
فشلت العملية وظلت «مروة» تعاني من آثارها طويلاً، لذا قررت أن تستمتع بحياتها حتى لو ظلت بدينة، وأنشأت دار أزياء أسمته «بكبوظة فاشون» خاص بالمقاسات الكبيرة، لأنها عانت كثيرًا من قبل في شراء الملابس المناسبة لها.
ولم تتوقف خطة «مروة» عند هذا الحد، فقد أطلقت مسابقة ملكة جمال البدينات «البكبوظات» كي تعلن كل فتاة ممتلئة عن نفسها بلا خجل ولا تحبس نفسها حتى يأتي الفرج بالنحافة، وبالفعل لاقت المسابقة الكثير من النجاح، وهناك مشاريع لجعلها «مس بكبوظة العرب».
تقول «مروة» في حديثها لجريدة «الاتحاد»: «أنا لا أشجع السمنة، وفي الوقت نفسه لا أقبل أن يؤجل الإنسان أحلامه أو يوقف حياته لأي سبب، ورسالتي لكل فتاة بدينة هي استمتعي بكل لحظة في عمرك الآن. كوني جميلة وأنيقة وواثقة من نفسك حتى تحققي حلم الرشاقة، فأنا أعرف كم هو شاق وقاس الوصول إلى القوام المثالي».
بالوصفات دي.. الرجيم مش بيضة مسلوقة وربع رغيف
العالم يحذرك من مخاطر الرجيم
كشفت الحالات التي تحدثت إلى «شبابيك» أن الاتباع الخاطئ للرجيم قد يسبب المشاكل الجسدية، مثل أمراض المعدة وسوء الهضم وهشاشة العظام، وكذلك المشاكل النفسية نتيجة كره البدين لجسده.