ماذا يعني انسحاب أمريكا من البرنامج النووي الإيراني؟ القصة باختصار
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من البرنامج النووي الإيراني ردود أفعال عالمية وغضب من طهران ودول أوروبا.
فما هو البرنامج النووي الإيراني؟ وما هي بنوده؟ ولماذا انسحبت أمريكا منه؟ ولما عارضت الدول الأوروبية موقف أمريكا في حين تتوافق مع إيران؟ وماذا سيحدث مستقبلا؟
الحكاية كاملة نلخصها لكم في السطور التالية:
ما هو الاتفاق النووي؟
هو اتفاق بين إيران والدول الست (الصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) وقع خلال الفترة من في 26 مارس حتى 2 أبريل 2015 في مدينة لوزان السويسرية.
الهدف من الاتفاق؟
التوصل إلى تسوية شاملة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء جميع العقوبات الاقتصادية على إيران بشكل تام.
ماذا يعنى الانسحاب الأمريكى من الاتفاق؟
يعنى إعادة فرض العقوبات المتعلقة بالنفط على إيران والتى تم رفعها منذ أكثر من عامين بموجب شروط الاتفاقية.
القرار يعني مزيد من التصعيد في الوضع المتوتر بالفعل في الشرق الأوسط، لدرجة لا يستبعد فيها هؤلاء إمكانية نشوب حرب، بجانب أنه سيؤدي على مستوى آخر إلى توسيع الخلاف بين أمريكا وحلفائها الأوربيين، الذين ظلوا يضغطون حتى اللحظة الأخيرة، من أجل الإبقاء على الاتفاق مع إدخال تعديلات عليه تلبي المطالب الأمريكية.
هل تنسحب إيران من الاتفاق النووي أيضا؟
يعتبر مراقبون أن انسحاب واشنطن وربما انسحاب طهران من الاتفاق لاحقا، سيؤدي إلى إضعاف الرقابة على المشروع النووي الإيراني، وربما يزيد من فرص تمكن إيران من تطوير سلاح نووي، وقد كان ذلك واضحا في تصريحات معظم المسؤولين الأوربيين.
المسئولون الأوربيون حذروا خلال الأيام الماضية من أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، ربما يجعل القوة النووية الإيرانية خارج السيطرة.
حرب في منطقة الشرق الأوسط
على صعيد التوتر المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط، يرى مراقبون أن الانسحاب من الاتفاق سيجعل سياسة طهران، أكثر عدائية في المنطقة، وأنها ربما تنخرط بصورة أكبر في سياسات عدائية تجاه دول خليجية على رأسها السعودية، والتي تمثل عدوا إقليميا لها في المنطقة خاصة وأن هناك حربا بالوكالة تقودها الدولتان عبر وكلاء، في عدة دول حاليا ولا يستبعد كثيرون أن تتحول إلى حروب مباشرة.
وشهدت الفترة الأخيرة تبادلا للتهديد والوعيد بين مسؤولين إيرانيين وإسرائيليين، خاصة بعد هجوم اتهمت إسرائيل بشنه على قاعدة عسكرية في سوريا، يخدم فيها عسكريون إيرانيون وأدت وفقا لتقارير، إلى مقتل عدد من هؤلاء العسكريين، وقد توعدت إيران بأن ردها على تلك الهجمة الإسرائيلية هو بمثابة الأمر الحتمي، في حين هددت إسرائيل بدك المنشآت النووية الإيرانية، في حالة إقدام طهران على ضرب تل أبيب، وفي ظل كل هذا التوتر يخشى كثيرون من أن يزيد الانسحاب من الاتفاق النووي من المخاطر القائمة بالفعل لاندلاع حرب بين البلدين ربما يتسع نطاقها في الشرق الأوسط.
كيف سيكون رد فعل أصدقاء الولايات المتحدة فى أوروبا؟
يمكن لقرار ترامب أن يتسبب فى خلاف خطير مع الحلفاء الأوروبيين الذين هم غاضبون بالفعل من قرار ترامب فرض رسوم جمركية على صادرات الصلب وتهديده بالإنسحاب من اتفاق باريس بشأن المناخ.
وأوضحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبى أنهم سيعيدون النظر فى إعادة فرض العقوبات المتعلقة بالنفط على أنها انتهاك للاتفاقية النووية، مشيرين إلى أنهم لن ينسحبوا من الاتفاق.
كما قال المسئولون إنهم سيسعون إلى حماية الشركات الأوروبية من أى عقوبات أمريكية، وذلك باستخدام ما يطلق عليه «قانون الحظر» الذي وضع في التسعينيات.
ولكن من غير الواضح ما إذا كان من الممكن البقاء على الاتفاق على المدى الطويل بدون دعم أمريكى.
من الممكن أن تفرض العقوبات الأمريكية على الشركات الأوروبية أن تختار بين الاحتفاظ بالوصول إلى السوق الأمريكية أو السوق الإيرانية.
ماذا ستفعل إيران؟
فى البداية على الأقل، يمكن لإيران أن تحاول عزل الولايات المتحدة من خلال العمل مع الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق للحفاظ على الاتفاق.
لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني يتعرض لضغوط سياسية لإظهار الفوائد الاقتصادية للصفقة التى تم التشكيك فيها من قبل منافسيه الأكثر تشددًا في النظام، ولا يزال اقتصاد البلاد بطيئا، ولم تتحقق بعد موجة من الاستثمارات الأجنبية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الشركات الغربية توقعت أن يؤدى ترامب إلى تمزيق الاتفاق.
تأثير القرار على اقتصاد إيران؟
انسحاب ترامب من الاتفاق يعيد العقوبات على قطاع النفط، وذلك معناه حرمان إيران من الحصة السوقية النفطية فى أسواق العالم وستضطر إلى العودة إلى طريق التجارة فى النفط قبل توقيع الاتفاق بأن تبيع النفط بالآجل وبأسعار أقل من السعر العالمية (السوق السوداء) إلى دول مثل الهند والصين.
وهذا ما سيعرض العملة الإيرانية إلى عجز فادح بسبب عدم الحصول الفورى على أثمان النقط وبالتالى تنتج تلك الحالة عجز كبير فى الموازنة المهترءة أصلا بفعل الانهيار الدرامى لسعر التومان مقابل الدولار الذى يعادل نحو (1 دولار = 4200 تومانا فى السوق الرسمية) و(1 دولار = 8000 تومان فى السوق الموازية).
سبب اعتراض دول أوربا؟
مصالح شركاتهم الاستثمارية مع إيران هي السبب، ويمكن القول إن الموقف الأوروبي الداعم بشدة لإيران للاحتفاظ بمكتسباته المالية والتجارية، لن يظل بنفس الدرجة من التماسك ما لم تقدم إيران مشهيات وحوافز للبقاء على الخط السياسى نفسه.
وهل من المتوقع أن تبقى أوروبا في مواجهة الولايات المتحدة كثيرا؟ خاصة مع قرارات ترامب الأخيرة بفرض رسوم جمركية على الفولاذ والمعادن اللازم للتصنيع الحرب.
الرئيس الإيراني يهدد
هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، بإعادة إيران لتخصيب اليورانيوم بدون حدود إذا اقتضت الضرورة.
وجاءت تصريحات روحاني بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران الذي وقعت عليه عام 2015 مع دول أوروبية بالإضافة إلى روسيا والصين.