هؤلاء انتصروا على التدخين في رمضان.. إليك الطريقة
تمكن مصطفى فرحان من الإقلاع عن التدخين نهائيا في رمضان. ويحكي لـ«شبابيك» عن تجربته مع محاربة السجائر حين لاحظ أن مجهوده أقل بكثير من المعتاد، لدرجة أنه يصعد سلم العمارة بتعب كبير.
وقرر «فرحان» وهو محامي مصري 32 عام، أن يستغل الصيام كي يقلع عن التدخين ويسترد صحته، فقد كان يعرف أن رغبته للطعام لا تقل عن رغبته في السجائر، فاعتبر أن الشهر انقطاع عن الأكل والتدخين أيضا.
ورغم أنه كان شرهًا في التدخين لدرجة علبة ونصف العلبة يوميًا من السجائر، إلا أنه انقطع عن التدخين بشكل كامل وبلا تدريج، ساعده في هذا الصيام والأكل القليل بقدر المسطاع، يقول: «الأكل الدسم هيشجعني على التدخين، فكنت بفطر خفيف واتمشى لحد صلاة التراويح».
وفي نفس الوقت، حرص «فرحان» على الابتعاد عن أصحابه المدخنين بعد الإفطار، واستغل فترة العمل القصيرة في أيام رمضان حتى لا يرهقه غياب التدخين والنيكوتين.
والـ«شيشة» أيضًا
أما طالب كلية طب الأسنان، مصطفى عاطف، لم تكن السجائر مشكلته، لأنه يخشى تدخينها أمام أهله، لذا فقد اعتاد النارجيلة «الشيشة» حين يقابل أصحابه على المقهى.
اعتمدت تجربة «عاطف» على الاهتمام بشيء آخر بدلاً من الاشتياق لدخان الشيشة، وليس هناك أفضل من المذاكرة والعبادة في رمضان، لقد حاول نسيان «المعسل» كلما أمسك بالملزمة أو المصحف.
لم يكن الأمر سهلاً للغاية، فهو بالتأكيد يحتاج إلى إرادة، لكن العبرة كما يقول «عاطف»: «مفيش حل غير إنك تشغل نفسك من كل الجهات، متخليهاش أصلاً تلحق تفكر في الدخان».
التدخين عادة وليس إدمانًا
استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان جمال فرويز، أشار إلى سهولة التخلص من التدخين لأنه في نظر الطب ليس كالإدمان، هو مجرد تعود يكسره صاحبه إذا أراد.
التحدي الأساسي مع النفس وليس مع السيجارة أو «مبسم» الشيشة، عليك أن تتخذ القرار ثم تنفذه بعزيمة حتى النهاية فقط.
لذا إليك هذه النصائح الهامة في تحدي نفسك:
اشغل فمك
الخطوة الأولى في رحلتك للإقلاع هي ما تسمى «المرحلة الفمية» كما أشار «فرويز»، والتي يجب أن يشغل فيها المدخن فمه بأي شيء، لأنه اعتاد لذة السيجارة في فمه.
إذن عليك أن تعتاد أي وسيلة لتشغل فمك: «اللب، اللبان، النعناع» كلها تشغلك عن التدخين.
أعراض توتر لا انسحاب
يؤكد الدكتور «فرويز» أن ما يشعر به المدخن من صداع أو توتر بسبب غياب التدخين نابع من الداخل لا من الخارج.
لأن نسبة النيكوتين الذي يحل محل «الإندروفين» الطبيعي بسبب السجائر قليلة، ولا تقارن مثلاً بالنسبة في الهيروين وغيره من المخدرات.
لذا فالحل هنا في محاربة التوتر بشكل طبيعي جدًا، عن طريق أي نشاط آخر يبعد المدخن عن توتره أو صداعه، وهذا ما يحدث في حالة 60 % من المدخنين، ربما يلجأ المدخن لحمام ساخن أو قراءة كتاب أو أي نشاط صحي.
أما الـ40% المتبقية، يلجأ وقتها المدخن للطبيب حتى يصف له مضادات التوتر والاكتئاب، فهذا الحل يساعده على إكمال مشواره دون مشاكل، وهو حل أفضل من لاصقات النيكوتين التي يقل مفعولها مع الوقت.
قلل من المنبهات والأكل الدسم
يُفضل أغلب المدخنين أن يتبعوا الوجبة الدسمة بالسيجارة، لا سيما مع فنجان القهوة أو الشاي، هذه العادة التي ستجعلك تتذكر الشعور حتمًا وترغب في تجربته.
الحل هنا في تقليل المنبهات نفسها أو على الأقل تغيير موعدها، فلا داع لشربها بعد الوجبة مباشرة، حتى تفصل بين العادة القديمة ونظامك الجديد.
الحركة خير وسيلة للنسيان
بعد الإفطار، يجب أن تشغل نفسك بعيدًا عن التدخين، لذا فالتمشية للصلاة أو زيارة الأقارب أو حتى التنزه مع العائلة سيفيدك كثيرًا.
ممارسة الرياضة أيضًا من أفضل الاختيارات، كاشتراكك في صالة كمال الأجسام والاتفاق على تمرينات تناسب رمضان، وهناك دورات كرة القدم الرمضانية أيضًا.
ابتعد بقدر المستطاع
في الأغلب، لو قابلت أحد المدخنين وعرض عليك السيجارة، أو حتى جلست بجانبه واستنشقت دخان سيجارته، فنسبة عودتك للتدخين الآن صارت كبيرة جدًا.
عليك أن تبتعد عن كل المدخنين إذن بقدر المستطاع، وحتى إذا قابلت أحدهم في زيارة عائلية مثلًا، اجعل بينك وبينهم مسافة كافية حتى لا تشم الدخان.
ابحث عن رفاق
وجود شريك لك في خطة محاربة التدخين سيزودك بالمزيد من التشجيع والإرادة، بل إن هناك مجموعات مخصصة وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لمحاربة التدخين.
انضمامك لهذه المجموعات سيساعدك حتى لو شعرت بالحاجة للسيجارة، فهناك ستجد من هو مثلك أو سبقك في التجربة والنجاح، أحد هذه المجموعات هنا