راموس.. المبالغة في أذى الخصوم (مقال)
في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، خرج لاعب الريدز المصري محمد صلاح في الدقيقة 31 مصابًا في الكتف على أثر إصابته من «سيرجيو راموس» كابتن فريق ريال مدريد.
أثار خروج «صلاح» المبكر عاصفة من الجدل والغضب من مشجعي فريقه ليفربول، خاصة بعد خسارته أمام النادي الملكي.
الجمهور المصري كان رد فعله أقوى وأشد، خوفًا من احتمالية ابتعاد ابنهم هداف الدوري الإنجليزي عن مونديال روسيا 2018 متأثرًا بإصابته.
راموس.. الأشد عنفًا وأذية
يشتهر المدافع الإسباني «سيرجيو راموس» بالعنف الشديد في الملعب، والأرقام تثبت هذه الحقيقة منذ بدأ مشواره الكروي.
في شهر مارس 2018، كسر «راموس» الرقم القياسي لعدد البطاقات الصفراء والحمراء في دوري أبطال أوروبا، حين تسلم البطاقة رقم 37.
صحيفة «ديلي ميل» البريطانية وصفت «راموس» بأنه أقذر لاعب في تاريخ البطولة، وهذا ليس بجديد لأنه نال أكبر عدد من بطاقات الإنذار والطرد كذلك في تاريخ الدوري الإسباني.
المدير الفني لفريق ليفربول «يورجن كلوب» وصف المدافع الإسباني بسرطان لعبة كرة القدم الجميلة، مهما اعتبرته جماهير الريال بطلاً.
محمد صلاح.. النجاح قد يدفع للأذى
إنطلاقة محمد صلاح الإحترافية أذهلت الجميع، خاصة في مشواره مع الريدز، وحصوله على الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي إلى جانب ألقاب أخرى عديدة أثارت الإعجاب وجلبت الغيظ كذلك.
هل تعمد المدافع العنيف «راموس» أن يلتحم بهذه الكيفية مع النجم المصري؟!، خاصة أن الإصابة شديدة هذه المرة؟
استشاري الطب النفسي جمال فرويز يرى أن الضغط النفسي يدفع للغضب حتمًا، خاصة في حالة شخص عنيف مثل «راموس» يعرف قوة واحترافية محمد صلاح.
في الوقت نفسه، لا يمكن لأحد أن يجزم أن الإصابة متعمدة لإحداث كل هذا الضرر، خاصة أن دور «راموس» الأساسي هو الدفاع بكل قوته.
وأضاف «فرويز» أن أغلب اللاعبين المحترفين تعرضوا لهذه الإصابات مثل «ميسي» حديثًا و«مارادونا» قديمًا، بل إن بعضهم يتعلم كيفية السقوط على الأرض بحيث تكون الإصابة أقل ما يمكن.
نظرية المؤامرة
صفحة منسوبة لوزير الدفاع الإسرائيلي هنأت «راموس» ونشرت صور زياراته للأراضي المحتلة، وشكرته على زيارة أسرة أحد قتلاها، كما تفعل مع كل من يشجع سياستها.
ظهرت العديد من الآراء عن تعمد إيذاء محمد صلاح لأن «راموس» يشجع الصهيونية المحتلة لفلسطين، برسمه وشمًا لنجمة داوود على ذراعه.
الدكتور جمال فرويز، ذكر أن نظرية المؤامرة تخرج في هذه الأوقات دائمًا مع الكثير من المبالغة، لذا يجب الحذر من الأكاذيب لأن الشعب أحيانًا يحب أن يلعب دور الضحية.
إصابة «صلاح» أحزنت الشعب كله وقد تدفعه لافتراض النظريات البعيدة عن المنطق، لأنه ابن مصر الذي شرفها في الكرة العالمية، وفرصتها في كاس العالم.
يحيى خليفة يكتب في مديح محمد صلاح
مبدأ اللعب النظيف
في أوليمبياد لوس أنجلوس 1984، قدم لاعب الجودو المصري محمد رشوان نموذجًا معكوسًا لما قدّمه «راموس» بالأمس.
رغم أن لعبة الجودو قائمة على القتال والعنف، رفض محمد رشوان أن يستغل إصابة خصمه في المباراة ويفوز على حسابها، وفضل التضحية بالميدالية الذهبية والخسارة أمام الخصم المصاب.
منحت منظمة اليونسكو «رشوان» ميدالية الروح الرياضية، كما حصل في العام التالي على جائزة اللعب النظيف، وجائزة أحسن خلق رياضي من اللجنة الأوليمبية الدولية.
هل من اعتراض على العنف؟
هذا التكريم والتعظيم لمبدأ اللعب النظيف والأخلاق بلغ صداه العالم كله، فلماذا لا يكون هناك اعتراض رسمي على العنف والشدة غير المبررة في بقية رياضات العالم؟
سواء تعمد «راموس» أن يقصي محمد صلاح عن الفوز واللعب بهذا الشكل أم لم يتعمد، هل من إجراء لازم للحد من هذه الممارسات العنيفة؟
المقالات المنشورة في قسم شباك تعبر عن رأي كاتبها وليس لشبابيك تدخل في محتواها