أبو هيف والتوني وسميكة.. أبطال مصر الدوليين من القرن العشرين

أبو هيف والتوني وسميكة.. أبطال مصر الدوليين من القرن العشرين

حقق المصريون بطولات عالمية في الألعاب الرياضية، ليس فقط مؤخرا، بل منذ عشرينات القرن الماضي، وحازوا الشهرة الكبيرة ولفتوا أنظار العالم.

بأسمائهم التي تدل على أصلهم المصري الشديد، «أبو هيف»، و«التوني»، و«سميكة» وغيرهم، نرصد أهم الأبطال في هذا التقرير من «شبابيك».

فريد سميكة

قفزة فريد سميكة على غلاف مجلة الأبطال التابعة لجريدة المصور

غواص عالمي من مواليد 1907 لعائلة قبطية عريقة بالإسكندرية، والده مدير جمارك المدينة وأعمامه يحملون رتبة البشوية، غادر مصر في عام 1926 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تعلّم الغوص وحصل على رخصة طيران.

في أوليمبياد 1928 حقق «سميكة» أول فوز لمصر والعرب في الغوص، فقد فاز بميداليتن فضية وبرونزية، رغم أن الذهبية كانت من نصيبه إلا أن الحكام تراجعوا في قرارهم في شبهة عنصرية، وبعدها فاز ببطولات الولايات المتحدة في الغوص لثلاث سنوات متتالية، كما فاز ببطولة اليابان بطوكيو عام 1932. 

اشترك «سميكة» في بطولة فيلمين وثائقيين عن الغوص لشركة مترو جولدن ماير، كما مثّل كدوبلير في فيلم بحري هوليودي عام 1931 اسمه  Seas Beneath.

في العام 1942، حصل «سميكة» على الجنسية الأمريكية وانضم للجيش على أمل أن يكون طيارًا، لكن القادة عينوه كمصور استطلاع لحبه للتصوير، وفي أحد مهماته قرب استراليا أثناء الحرب العالمية الثانية، أسقط اليابانيين طائرته وأسروه، ثم قطعوا رأسه وعلقوها على الباب مع رؤوس أخرى كنوع من التخويف، ليتعرف عليها أحد مراقبي السواحل.

فريد سميكة في الجيش الأمريكي

اعتبرت الولايات «سميكة» مفقودًا في أثناء العمليات ومنحته وسام الصليب الطائر، كما أطلقت مصر اسمه على شارع مهم في مصر الجديدة.

خضر التوني

يعرف المصريون شارع خضر التوني بمدينة نصر، ويعرف الألمان كذلك شارع خضر التوني بالقرية الأوليمبية بألمانيا، فهذا الرباع المصري حاز إعجاب الزعيم النازي أدولف هتلر شخصيًا بعد فوزه بذهبية أولمبياد برلين عام 1936، حينها قال له «هتلر» كلمة تذكرها كل المراجع الرياضية في سيرته «كنت اتمنى أن تكون ألمانيًا».

هو ابن حي شبرا القاهري ومن مواليد 1916، عشق رياضة رفع الأثقال منذ الصغر، ونال بطولة مصر في رفع الأثقال، ثم حطم الرقم القياسي في رفعة الضغطة عام 1935 قبل أن يحقق بطولات عالمية عديدة بين 1936 و1951 بحسب الموسوعة الرياضية.

كانت أرقامه تثير عجب الحكام، لأن وزنه في نظرهم لا يؤهله لحمل هذه الأثقال. توفي «التوني» عن عمر 40 عاما، نتيجة الإصابة بماس كهربي عام 1956.

نتيجة بحث الصور عن عبد اللطيف ابو هيف
عبد اللطيف أبو هيف

عبد اللطيف أبو هيف

لم يعبر السباح المصري عبد اللطيف أبو هيف بحر المانش مرة واحدة، بل فعلها 3 مرات آخرها عام 1953 فكان رقمًا قياسيًا عالميًا، كما فاز في أول سباق دولي للمانش عام 1955، متفوقًا على سباحين عالميين، وسباقات أخرى عديدة وصلت في بعضها عدد ساعات السباحة إلى 60 ساعة.

و«أبو هيف» من مواليد الإسكندرية لعائلة رياضية عاشقة لكرة الطاولة، لكنه قرر الاتجاه للسباحة بعد مشاهدته لفيلم طرزان وقد كان، ليحصل على بطولة الاسكندرية بعمر 10 سنوات، ثم يستكمل مشواره الطويل كواحد من أهم سباحي المسافات الطويلة في العالم.

كرّمه الملك فاروق وحقق رغبته بدخول أفضل الكليات العسكرية في العالم، وهي أكاديمية «سانت هيرست» العسكرية الملكية ببريطانيا، وتخرج منها عام 1956، وحصل على لقب أفضل رياضي عام 1963بعد نجم الكرة البرازيلي بيليه، أما لقب «سباح القرن» فاز به بعد فوزه بسباق تتابع وحده عام 1965 متفوقًا على أزواج السباحين، بسبب إنسحاب زميله الذي أصيب بنزلة برد حادة.

ويشتهر «أبو هيف» بمواقفه الإنسانية، فحين مات زميله السباح الإنجليزي ماتيوس ويب عام 1951 بسبب برودة الماء وشدة التيارات تبرع بجائزته المالية لصالح أسرة الفقيد، كما تقاسم جائزة سباق التتابع مع زميله رغم انسحاب الأخير.

توفي سباح القرن عام 2008 بعد صراع طويل مع الأمراض التي يعتقد أنها أصابته بسبب السباحة، وأطلقت مصر اسمه على أحد شواطيء مدينته الإسكندرية.

محمد رشوان

في لعبة قتالية مثل الجودو، لم يشتهر مصري بمثل شهرة محمد رشوان ابن محافظة الإسكندرية، والواقع أنه اشتهر عالميًا لدرجة تكريمه من أكثر من دولة، والغرابة في قصته أن التكريم ليس بسبب الفوز كالعادة، وإنما بسبب الخسارة.

من مواليد 1956، وقرر احتراف كرة السلة في البداية قبل أن يكتشفه أحد مدربي الجودو، فيقرر تبنيه وتأهيله رياضيًا، ليحقق «رشوان» الفوز في أكثر من بطولة، منها ميداليتان فضيتان في ولاية كولورادو بأمريكا، وأخرى في البرازيل، كما فاز بذهبيتان في إفريقيا عام 1983، قبل محطته الأهم التي شهرته عالميًا.

في أوليمبياد لوس أنجلوس عام 1984، خسر «رشوان» بإرادته المباراة النهائية أمام بطل العالم الياباني، رغم أن الفرصة كانت سانحة ليفوز عليه ببساطة، بسبب إصابة الياباني في قدمه، ورغم طلب المدرب من «رشوان» أن يركز على الإصابة، إلا أنه رفض الفوز على حساب خصم مصاب، واكتفى بالميدالية الفضية.

أصدرت منظمة اليونسكو بيانًا في يوم المباراة تشيد فيه بموقف محمد رشوان، وتمنحه ذهبية الروح الرياضية، وهنا لفت «رشوان» الأنظار لأخلاقه، وكرمته اليابان التي اختار زوجته من أهلها، وحاز جائزة في اللعب النظيف من اللجنة الدولية، وما زال «رشوان» يحصد التكريمات وقد صار حكمًا دوليًا في الجودو.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة