إن كنت تخشى الحديث بصراحة مع من حولك، نقدم لك دليل الهروب لـ3 مساحات آمنة
هل تشعر أنك تفتقد الصدق في الحديث مع الناس؟ تخفي أشياءً بداخلك؟ وترجو أن تتحدث إليهم ويحدثونك بدرجة كبيرة من الصراحة والشفافية؟
بعيدًا عن الأهل والمعارف وكل من يسبب لهم الخجل، لجأ هؤلاء إلى 3 حلول للبحث عن الصراحة المفقودة.
مجتمع افتراضي
أراد «هاني» أن يهجر المجتمع الحقيقي الذي يعيش فيه ويقابل أشخاصًا آخرين على درجة من الوعي كي يناقشهم بحرية في شتى الموضوعات.
لم يجد «هاني» أفضل من موقع «فيس بوك»، فأنشأ مجموعة مغلقة، ودعى لها من يتوسم فيه المعايير اللازمة لمجتمع مثالي صريح، حتى لو كان افتراضيًا على الإنترنت.
قوانين المجموعة صريحة وهي «لا قوانين»، بشرط واحد هو احترام الآخر عند الحديث في أي موضوع، مع الابتعاد عن السياسة بقدر الإمكان حتى لا تخنق المجموعة بدخانها.
يضم المجتمع البديل رجالاً ونساءً بمختلف الأعمار والأديان والثقافات، منهم الأدباء والأطباء والشعراء وغيرهم، ومع كل منشور يحرص الجميع على الإجابة بكل صراحة ووضوح.
المنشورات تشمل قضايا دينية وجنسية وتاريخية يصعب مناقشتها في المجتمع الحقيقي. إضافة الأعضاء الجدد ليست بالأمر الهين، فيجب أن يوافق كل القدامى على العضو الجديد أولاً، وبالرغم من محدودية الأعداد إلا أن النقاش يستحوذ على مشاركة الجميع مما ينتج ثراء قد لا يكون موجودا في تجمعات تضم عشرات الآلاف.
ينقل «هاني» هذه التعليقات من الأعضاء على سؤال «ماذا يمثل المجتمع البديل لكم؟»:
- مكاني السري اللي بكون فيه براحتي وكل اللي فيه بحسهم فعلا قريبين من روحي جدًا.
- مكانى اللى بحس فيه أنى من غير قيود وحقيقى حرة فى كل الأوقات والمكان الوحيد اللي مش بخاف أني أقول فيه رأيي بصراحة.
- The Only place for my naked self
- مساحة كبيرة للرحرحة من غير ما حد يفهمني غلط.
- My special world,my comfortable corner
هذه الصراحة والألفة، جعلت جميع الأعضاء يشعرون بالمزيد من الاستقرار النفسي، فقد وجدوا من يستمع لهم ومن يحدثهم دون خوف وكذب، ودون شبهة استغلال وفساد.
لإن أعجبتك الفكرة يمكنك إنشاء مجموعة مغلقة على فيس بوك تحافظ على خصوصية الأعضاء وتناقش فيها ما تريد.
بـ«صراحة».. الانتقاد مجهول المصدر قد يدمرك، فاحذره
The Train.. على أرض الواقع
ربما من الصعب إقامة مجتمع بديل على أرض الواقع، لكن مكانًا صغيرًا قد يفي بالغرض كي تقابل فيه من يسمعك بصراحة وتقبل.
الحاجة للاستماع والفضفضة مهمة، ومخاطر الكبت النفسي كبيرة، لهذا جاءت فكرة هذا المكان الذي تجد فيه من يستمع إليك.
القطار The Train، مكان فريد من نوعه في الشيخ الزايد، وههذا يشرح القائمون عليه فكرته الأساسية:
«زمان الناس اللي كان عندها مشاكل أو أسرار و متقدرش تحكيها لأقرب الناس ليها كانوا بيركبوا القطر و يبدأوا يحكوا عن مشاكلهم للركاب الغرباء عنهم!، أيوة كانوا بيحكوا لناس أول مرة يشوفوهم و كانوا بمجرد ما يخلصوا الكلام عن أسرارهم أو مشاكلهم كانوا بينزلوا فى أقرب محطة جاية».
كلنا عايزين نطلع اللي جوانا وعايزين نتسمع لكن الغريب مش هيديك كامل الاهتمام ولا هيحس بيك او يفهمك ومش مؤهل كمستمع جيد. المستمع الجيد صفة نادرة فهو لازم يكون محايد، ذكي، متفهم ويقدر يديك النصيحة في نفس الوقت.
https://www.facebook.com/thesecretrain/posts/596551097377336
إحنا هنكون صاحبك اللى هيسمعك باهتمام واللي هتقدر تتشارك معاه مشاكلك و أسرارك من غير حتى ما يطلب يعرف اسمك ولا حتى أي حاجة عن معلوماتك الشخصية.
احنا مش طبيب نفسي و بالتالى مش هتاخد أدوية. «في قطارنا هتلاقي نفسك في رحلة من الراحة مع مستمعين مؤهلين وهنكون ملاذك اللي بتهرب ليه و تحب دايماً تحكيله».
يقول أحد مديري Train The لـ«شبابيك»، إن زبائن المكان أشخاص عاديين، لكنهم في حاجة لمن ينصت إليهم فقط بشكل آمن.
يخطط Train The لتوظيف متخصصين في علم النفس كي يستمعوا للوافدين عليهم ويمنحوهم النصيحة الدقيقة.
الصراحة راحة.. مصروف ابنك مش قليل والتعامل معاه كده
الطبيب النفسي.. صديق بأجر ولكن
النفس تمرض كالجسد تمامًا، وقد يلجأ الإنسان إلى الطبيب النفسي مباشرة كي يتمكن من معالجة «جروحه النفسية» بشكل علمي وأكاديمي، والحصول على دواء نفسي مناسب.
الطبيبة النفسية ياسمين الناظر، تحكي عن مريضة في منتصف العمر، زارتها كي تعترف بأنها تفسد كل بيت تدخله وكل علاقة زوجيه تراها وكأنها «خرابة بيوت».
«المريضة» تتصل بالنساء المتزوجات من معارفها لتخبرهن أنها على علاقة مع الزوج، ورغم هذا الخراب المتعمد تشعر بالذنب وترغب في العلاج بأسرع وقت.
الدكتورة ياسمين تشير إلى كثير من الحالات الشبيهة التي تزورها لأجل التحدث بصراحة، خاصة في الأمور الخفية عن مجتمعها، مثل أخطائها واعتقاداتها الشاذة أو السيئة.
الطبيب النفسي قد يكون صديقًا بأجر، لكن في نفس الوقت تبقي العلاقة مع المرضى بشكل واضح «طبيب ومريض»، حتى يقّدره المريض ويستطيع علاجه بالشكل السليم.