ملابس «أون لاين».. قصص ناجحة من التجارة عبر الإنترنت
تقطع نرمين حسن عشرات الكليومترات يوميا من منزلها في حدائق المعادي إلى منطقة العتبة لشراء «طلبات الصفحة»، فيما تقضي ساعات طويلة في مترو الأنفاق في سبيل تسليمها.
لم تعثر «نرمين» على وظيفة منذ تخرجها من الجامعة قبل عامين، لكن الآن تدير إحدى صفحات بيع الملابس النسائية «أونلاين».
«فكرت إزاي أشوف شغل خاص في حدود علاقاتي وإمكانياتي المادية، على طول صحابي بيواجهوا أزمة الأذواق في الملابس وتحديد أماكن جيدة بأسعار رخيصة» كان هذا مفتاح نرمين حسن للعثور على وظيفة منزلية.
العقبة الأكبر
صممت «نرمين» صفحتها التي أطلقت عليها «langery» وبدأت في مرحلة إضافة أصدقائها على «فيس بوك». تقتصر العملية التجارية على الصفحة المذكورة بوضع صورة المنتج مرفقا بسعره، ثم تتلقي عليه التعليقات بالطلب.
«مجرد ما الناس تطلب كميات أحدد الأماكن التي تعرضها بأسعار الجملة، معظمها في منطقة العتبة»، تقول «نرمين» إن العقبة الأكبر أمامها في عملية تسليم الطلبات، فأحيانا تصطدم بإلغاء الطلب، وأحيانا أخرى تتفاجأ بعدم ملائمة المقاسات لأصحابها.
لكنها لا ترى ذلك عائقا أمام حجم التسهيلات التي سمح بها البيع «أون لاين»، فهي توفر قيمة استئجار محل لعرض الملابس وغيرها من الالتزامات الضريبية.
وبحسب تقرير المدفوعات الإلكترونية لعام 2017 الصادر عن مؤسسة «بيفورت» للمدفوعات الإلكترونية، فقد اشترى حوالي 17.7 مليون مواطن مصرى بضائع وخدمات عبر الإنترنت، ما يعني أن ما يقرب من ربع المصريين اشتروا من الإنترنت العام الماضى.
ويعج موقع «فيس بوك» بالعديد من الصفحات المتخصصة في بيع الملابس، ولا تخضع هذه الصفحات لأي غطاء ضريبي، ما عزز من فرص انتشار هذا النوع من التجارة في السنوات الأخيرة.
احترف الفوتوشوب ببلاش.. دروس أونلاين بالفيديو
تتحدث «نرمين» عن جاذبية عالم البيع «أون لاين» لشرائح مختلفة في الفترة الأخيرة، تقول: «أصحابي بعد ما كانوا بيشتروا مني بدأوا هما كمان يعملوا صفحات ويجذبوا زبائن ليهم»..
تقدر «نرمين» أرباحها بنسبة 10% من ثمن القطعة الواحدة، خصوصا أنها تعتمد على نفسها في عملية الشحن، وهو ما يزيد من نسبة المكسب بعكس آخرين يعتمدون على المندوب في تسليم الطلبات.
Marketplace
ومؤخرا، أطلق موقع «فيس بوك» تطبيقا جديدا يدعم هذه التجارة بمسمى «Marketplace»، وهو مكان يتيح للناس اكتشاف المنتجات وبيعها في Facebook ضمن المنتدى المحلي. ويمكنك من خلاله العثور على الكثير من المنتجات والسلع الجديدة أو المستعملة في السوق، بدءًا من الملابس وحتى أجهزة التلفزيون والسيارات والعقارات.
هذا التطبيق جذب أشخاصا آخرين لمجال البيع «أون لاين»، فالأمر لا يحتاج منك سوى عرض صورة منتجك على التطبيق مرفقا بها السعر، وفي حال إعجابك بالمنتج المعروض سواء قطعة ملابس أو حذاء رياضي أو جهاز كهربائي تضغط على طلب المحادثة من أجل التحدث إلى صاحب العرض.
«شبابيك» كانت له جولة سريعة داخل التطبيق الذي يشبه السوق الشعبي، فلا تخلو القائمة من عروض التيشرتات والأحذية الرياضية، وأجهزة البلاي ستيشن، والعطور، وهناك من يعرض سيارت قديمة أيضا.
اختبار
حسين أبو ياسين، أحدث المنضمين لهذا التطبيق، يقول إنه لا يزال يختبر الأمر بعد عرضه بلاي ستيشن للبيع، مشيرا إلى أنه يعتريه بعض القلق من تجارب البيع «أون لاين» لخوفه من سقوطه في فخ عملية نصب.
يوضح «أبوياسين» أن: «الشخصية المصرية بطبيعتها عندها قرون استشعار بأى جريمة يكون هو فيها ضحية يعنى لو شخص بطبيعته نصاب صعب ينصب من خلال أون لاين، ولكن من السهل أن تتحول سيدة بيت محترمة لنصابة دون أن تدرى مثلا ممكن حد يبعلها حاجة وبعد الشراء تكتشف أن البضاعة التي اشترتها ليست هي المعروضة أو فيها أخطاء فتريد أن يتم استرجعها فى هذا الوقت يتحول البائع على زر البلوك لا ينهي المشكلة فتضطر هي أن تفعل ما فعل معها مع شخص تانى وهكذا للتحول بقدرة قادر إلى نصابه محترفة».
يبدى «أبوياسين» رضاه عن تجربته في التطبيق والبيع «أون لاين» حتى الآن، مؤكدا أن العملية لو سارت بشكل طبيعي سيستمر بدون أي مخاوف.
يقول: «أؤيد البيع أون لاين بشرط أن يكون ذلك من خلال مجموعه مسئولة عن جروب وتكون هذه المجموعة بأجر وتكون مسئولية هذة المجموعة إيجاد مكان دائم وكل من يريد عرض بضاعته يطلب من الأدمن موعد لعرض بضاعته في المكان وفي الموعد المحدد قبلها بيوم يتم عرض البضاعة على الجروب ويتم الاعلان عن المباع ويتم التنبيه في الإعلان أن أي عملية بيع او شراء تتم بعيدا عن هذه الطريقة فيكون اللوم فيه على المشترى»، هكذا يطالب «أبو ياسين» بعض الأطر للعمل في الـ«أون لاين».
التطبيق لا يقتصر على الأشخاص والمبادرات الفردية، بل تسعى شركات التسويق الإلكتروني لاستغلاله أيضا في الترويج لبعض المنتجات.
سمية السنهابي، ثلاثينة تعمل لدى إحدى شركات التسويق الإلكتروني، تقول إن مجال البيع «أون لاين» يحقق أرباحا كبيرة للبراندات والمنتجات بسبب سهولة رواج المنتج في التطبيقات والصفحات المتخصة.
قضت «السنهابي» 3 أيام فقط في التطبيق الفيسبوكي، واستطاعت خلالهم تكوين قرارها بعملية هذا التطبيق، فتهافتت عليها الطلبات، خصوصا أنها تستهدف فئة الشباب التي تهتم بمجال السوشيال ميديا.