رئيس التحرير أحمد متولي
 استرخي واتفسح بعيد عن زحمة القاهرة.. اقضي إجازة العيد هنا

استرخي واتفسح بعيد عن زحمة القاهرة.. اقضي إجازة العيد هنا

إذا كنت تفكر البعض في قضاء إجازة عيد مميزة بدلًا من النوم وتصفح الانترنت، ففكرة السفر خارج القاهرة تعتبر الحل الأمثل، ولكن تحديد الوجهة هو أهم ما في الأمر. 

دائمًا تتجه الأنظار صوب المدن الساحلية والتي لا تخلو من الزحام وارتفاع الأسعار، لذلك يعرض التقرير أماكن للسفر والسياحة غير معتادة تضفي على إجازة العيد المزيد من المغامرة بعيدًا عن القاهرة الروتينية والمزدحمة في صحبة الطبيعة الخلابة.

«وادي الوشاشي».. لمحبي المغامرة  

وادي الوشاشي في نويبع بجنوب سيناء هو منطقة اكتشفها بدو الصحراء بالصدفة تبعد عن نويبع حوالي 15 كيلو متر فقط. وهناك ستجد الطبيعة في أبهى صورها حيث الأشجار تنمو في باطن الجبال ومخرات السيول ترسم لوحة فنية بفعل الطبيعة، فتزين جبالها الفيروزية الخلابة. قضاء الإجازة في خضم الطبيعة يمكنه أن يجدد من الطاقة التي يستنزفها روتين العمل والحياة وبجانب الاستجمام يمكنك الترفيه أيضا.

رياضة القفز من فوق جبال الفيروز التي تحد الوادي من جميع الجهات ويصل ارتفاعها من 100 إلى 150 متر، تعتبر من أهم الأنشطة التي يمارسها زائرو الوادي، فالقفز في البحيرة والاستمتاع بمياهها نشاط ينظمه البدو بعد أن يقوموا بتأمين الأشخاص، وتعتبر تلك البحيرة الخضراء من معالم وادي الوشواشي ومن أجمل المناطق والتي تتمتع بماء دافئ بسبب أحجار الجرانيت التي رسبتها الأمطار بها.

كما تعتبر العيون الثلاثة أبرز الأماكن التي يمكن زيارتها في الوادي عن طريق تسلق الجبال لمدة ساعة لتصل إلى العين الأولى المسماة بالبحيرة الخضراء ومن السباحة بها يمكن الوصول إلى الثانية ثم الثالثة. مغامرة فريدة في قلب الوادي الفيروزي، لم يعرف عنها الكثير وينظمها البدو فقط في رحلة بعربات الدفع الرباعي.

«عين السور».. رحلة في قلب الصحراء البيضاء

رحلة تقطع فيها قلب محمية الصحراء البيضاء بالوادي الجديد شمال واحة الفرافرة، وهي غير شاقة على الاطلاق، فالبيات سيكون في الواحة في إحدى المخيمات التي يوفرها البدو، ومع أول خطوط النهار تنطلق الرحلات التي يتم تنظيمها إلى تلك العين الجوفية العذبة التي يأتي السياح من كل حدب وصوب حتى يشربوا من مياهها ويشاهدون سحرها.

سحر من نوع خاص يبدأ عندما تقترب الأرجل من العين تقوم الأرض بملئها بالمياه العذبة وترتفع رويدًا دون إنذار أو علامة حتى تمتلئ تمامًا وتطفو على الأرض، وبمجرد الابتعاد عنها تعاود في الإنخفاض حتى تجف تمامًا، ويتكرر الأمر بمجرد الاقتراب منها، ويقال عن ميائها أن لها مذاق حلو تروي الظمأن وتخفف من حدة الشمس.

هذه الظاهرة حقيقة وليست مجرد مزحة ولقد رآها الكثيرون وخاصة أهالي المنطقة الذين يتحدثون عنها، ولها تحليل علمي يوضح هذه الظاهرة العجيبة وهو أن الأرض في هذه المنطقة تربتها من نوع خاص تشبه قطعة الأسفنج هذه الإسفنجه تكون بمثابة مخزن للمياه في باطن الأرض وعندما يقترب منها أي كأن حي ويضغط على الأرض في دائرة هذه العين السحرية تجود بما فيها من ماء وتخرج ما هو مخزن داخلها.

جمال تلك الرحلة يكمن أيضًا في الطريق حيث أشكال الحجر الجيري البديعة ترسم لوحات فنية تعكسها رمال الصحراء التي يحدها ظلال اللون الأخضر الذي يكسو واحة الفرافرة ويميزها عن غيرها من الواحات.

وادي سنور .. «هنقبل على الصعيد»

الوجهة قبلية في هذه المرة حيث محافظة بني سويف، فجمال تلك الرقعة المحفوفة بالآثار جعلها كنز لمحبي القطع الفنية الغير مقدرة بثمن، فالإجازة وسط ذلك الكنز مختلفة، وخاصة الرحلة إلى وادي سنور أقدم محمية طبيعية في مصر بعد أن تم اكتشافها متأخرًا عام 1992 أثناء تنقيب عمال المحاجر عن الرخام وأثناء التفجيرات اكتشفوا كهف وادي سنور وقد قدر العلماء أن الكهف يرجع إلى العصر الأيوسي الأوسط وأن عمره يقترب من 40 مليون سنة.

تراكيب جيولوجية بديعة من حجر الألباستر تشكل كتل صخرية نادرة في العالم مما جعل له أهمية عالمية، فلا يوجد مثيل له إلا في كهف واحد بولاية فيرجينيا الأمريكية، كما تم اكتشاف سد أثري من العصر الروماني يبعد عن الكهف بحوالي 2.5 كيلو متر.

تفاعلات كيميائية مع المياة الجوفية نتج عنها ندوب في قلب الصخر كون لوحات اتخذت أشكال عدة بين الجامد والانسيابي بواسطة رخام الألباستر الباهظ الثمن، جعلت من كهف وادي سنور أهم المزارات الساحية في مصر والذي يغفل عنه الكثيرون.

لازلت أرض المحروسة تحمل في طياتها الكثير من الأماكن التي لا يعرف عنها أحد، ولازال هناك الكثير من الإجازات التي يمكن استغلالها في التعرف جمال بلادنا ورؤيتها عن قرب.



ندى سامي

ندى سامي

صحفية مهتمة بشؤون المرأة والمجتمع