أزمة في جامعة سوهاج بسبب نقل قسم الإعلام إلى «الظهير الصحراوي».. ماذا يحدث هناك؟
صورة على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها بعض «الكراسي» غير المرتبة، يتداولها طلاب وأساتذة الإعلام في جامعة سوهاج على أنها مقر التدريب في حرم الجامعة الجديد بالظهير الصحراوي الغربي بـ«الكوامل».
موجة غضب كبيرة بين طلاب وأساتذة قسم الإعلام في كلية الآداب جامعة سوهاج، بسبب قرار الجامعة بنقل القسم إلى الحرم الجامعي الجديد بمنطقة الكوامل.
بدروم لتدريب الطلاب
رئيس قسم الإعلام جامعة سوهاج، الدكتورة عزة عثمان، قالت إن قرار النقل غير مدروس ولم يتم التخطيط لاتخاذ هذه الخطوة، لافتة إلى أن «المقر الجديد به 3 غرف للأساتذة وبدروم تحت بير السلم بدون شباك ده عبارة عن المعمل اللي هيتم تدريب الطلبة فيه».
وفي مداخلتها مع فضائية «صدى البلد» أكدت رئيس القسم أن قسم الإعلام له لائحة تدريبية ولا يعتمد على التلقين النظري فقط، وأن قرار النقل مفاجئ ولم يعتمد على المناقشة، وتضيف: «فوجئت بعميد الكلية يوم الخميس بيقولي لو سمحتي المفاتيح علشان هننقل».
تظاهر الطلاب
فور علم الطلاب بقرار نقل القسم إلى الكوامل، سادت حالة من الغضب وقرروا تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بإلغاء هذا القرار، لكن رئيس القسم الدكتورة عزة عثمان تمكنت من إقناعهم باتخاذ المسار القانوني لحل المشكلة والابتعاد عن التظاهر والوقفات الاحتجاجية، والتزم الطلاب بهذا الأمر.
وتعتبر «عثمان» أن غلق قسم الإعلام أفضل من نقله إلى الكوامل، تقول: «الطلبة أغلبها من القرى هييجوا الصبح على الكوامل افرض فيه تدريب هيكون محتاج يروح المدينة اللى هي المقر الحالي علشان يعمل تحقيق أو تقرير ويكده احنا بنتعب الطلبة وبنقضي على المجال التدريبي نهائيا».
«سبوبة» مشاريع تخرج طلاب كليات الإعلام في مصر
الجامعة ترد
فور تصاعد وتيرة الرفض لقرار النقل، أصدرت الجامعة بيان فنّدت فيه أسباب القرار، موضحة «أن توجه القيادة السياسية لتنفيذ مشروع الجامعة الجديدة، كان رغبة في تنمية الظهير الصحراوي الغربي، ومن ثم الامتداد العمراني بعيد عن الشريط الضيق لوادي النيل، هذا التوجه الذي أتى ثماره في المدن الجديدة لمحافظات الجمهورية، وعلي رأسها العاصمة الإدارية».
وأشار البيان إلى أن خطة جامعة سوهاج والمعروفة منذ سنوات هي تحويل المقر القديم إلى مجمع طبي، يحتوي على الكليات الطبية، ومن ضمن الخطة وبعد انتقال كلية الآداب إلى مقرها الجديد تحويل المبنى الذي يضم قسم الإعلام الحالي إلى معامل ومقر إداري لكليات طب الأسنان والصيدلة والطب البشري لكي يتناسب وطبيعة تلك الكليات.
قسم الإعلام يعلّق
وردت رئيس القسم، الدكتورة عزة عثمان على بيان الجامعة الذي أوضح أسباب النقل.
وجاء في بيانها أن القسم لجأ للقنوات الشرعية ومقابلة رئيس الجامعة للمناقشة حول القرار وتسليمه ورقة موقعة من أعضاء هيئة التدريس، ووعدهم بدراسة الأمر، بقاء قسم الإعلام في الدور الأرضي في المبني القديم وضم المكتبة القديمة للقسم وعمل استوديو مجاور للقسم.
وأضافت أنهم تفاجأوا بعد أجازة عيد الفطر برفض رئيس الجامعة لمناقشة البقاء في المقر القديم أو التدث إلى أساتذة الإعلام ورفض المقابلة.
وأكدت رئيس القسم أن الصورة المتداولة حقيقية وهي عبارة عن بدروم مخصص لطلاب الصحافة ولا توجد به أي نوافذ وغير مؤهل للتدريب.
رئيس الجامعة يعد بالحل
في مداخلة لرئيس الجامعة، الدكتور أحمد عزيز، مع فضائية صدى البلد، أكد أن قرار النقل لا تناسبه هذه الضحة الإعلامية، مؤكدا أن المقر الجديد بالكوامل ليست منطقة صحراء أو غير مأهولة لكن يدرس بها طلاب كليات أخرى منذ سنين.
وأشار إلى أن الجامعة اتخذت قرارا منذ 7 سنوات بتحويل المباني في الحرم القديم إلى مجمع طبي لخدمة أهالي المحافظة، ويشمل كليات الطب والصيدلة وإنشاء كلية لطب الأسنان.
وبحسب تصريحات رئيس الجامعة، فإنه تم نقل 10 أقسام من كلية الآداب للمقر الجديد، ومتبقي 6 قسام من بينهم قسم الإعلام، لفتا إلى أن وسائل المواصلات متوفرة بشكل مستمر وسيتم تخصيص أوتوبيسات الجامعة لنقل الأساتذة والتعاقد لشراء أوتوبيسات جديدة لنقل الطلاب.
ونفى رئيس الجامعة عدم توفير مكان مناسب للقسم، موضحا «كلية الآداب لها مبنى 6 أدوار بأحدث طراز، وقسم الإعلام له دور كامل، والمعامل المطلوبة كلها على أحدث طراز هتجهز لطلاب كليات الإعلام، هنخصص أوتوبيس لنقل طلبة إعلام للتحرك ما بين المقر الجديد ومدينة سوهاج علشان تدريبهم، وهنعملهم مقر في مدينة سوهاج لو فيه دورات تدريبية أو لقاءات مع الصحفيين في الجامعة القديمة، وهيكون مكان مجهز».
لقاء مرتقب
بعد التصريحات المتبادلة من الطرفين، نشرت رئيس القسم، الدكتورة عزة عثمان، على صفحتها الشخصية بموقع فيس بوك، أن إدارة الجامعة تواصلت معها بشأن قرار النقل وتم تحديد موعد غدا الإثنين 9 يوليو لمقابلة رئيس الجامعة لإنهاء الأزمة.
وأضافت «الحقيقة تفهمت حرص الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة على أهمية التدريب وأهمية توفير سبل انتظام العملية التعليمية والوصول إلى حلول تؤدي إلى انتظامها وتحقيق أهدافها، وبما يتوافق مع مصالح الطلاب».