سالي منصور.. من اللعب في شوارع المنصورة إلى أوروبا لكن المعاناة مستمرة

سالي منصور.. من اللعب في شوارع المنصورة إلى أوروبا لكن المعاناة مستمرة

منذ الرابعة من عمرها تلعب كرة القدم وتشعر بمتعة كبيرة في تمرير الكرة، لم تنجذب سالي منصور للدمية التي صنعتها أمها لها بل أعجبت بهولاء الصبية الذين يلعبون الكرة في الشارع ويهللون عندما تدخل الشباك.

انضمت «سالي» للعب وسط الصبية الذين أعجبوا بمهارة الصغيرة الملفتة وأصبحت لاعبة أساسية ضمن الفريق الصغير في شوارع المنصورة، لتحجز لها مكانا في منتخب مصر ومنه إلى الاحتراف في الخارج.

تقول «سالي»: «الشارع كله كان بيحكي ويتحاكى على مهارتي في اللعب». حشد كبير يقف من أجل مشاهدة الصغيرة التي تلعب وسط الصبية وتتفوق عليهم بهارتها وتحرز الأهداف بخفة وسرعة ملحوظة، وكان الجميع يشجعونها بالرغم من أنها كانت ظاهرة غريبة بالنسبة لهم ولعاداتهم.

سالي، لاعبة كرة قدم نسائية

الإعجاب الذي نالته من الجيران والصبية الذين يشاركونها اللعب، جعل الأهل يتحولون لسند وداعم أساسي في مشوار «سالي» الكروي، بعد أن كانوا يرفضون لعبها في الشارع مع الأولاد، وذهبت تلعب بمركز الشباب في فريق للذكور نظرًا لعدم توافر فريق كرة قدم نسائي.

وفي نادي سماد طلخا بالمنصورة عرفت بوجود فريق نسائي وانضمت له وعمرها 11 عاما، وكانت أصغر أعضاء الفريق سنًا ولكنها كانت الأمهر بسبب خفتها وسرعتها في اللعب والتحرك بوسط الملعب، وشاركت بالدوري كأصغر لاعبة وحققت نتائج كبيرة مما جعلها تنضم إلى صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم النسائية.

الاحتراف

بينما هي مندمجة باللعب لفتت انتباه أحد المدربين الأجانب وأصر على أن يصحبها معه إلى بلده إستونيا لتحترف الكرة هناك، وكانت فرصة كبيرة بالنسبة لأحلام «سالي» التي اعتقدت أنها ستكون بوابة إلى أوروبا. 

أقنعت أهلها أنها على أعتاب الحلم وتود خوض تلك التجربة التي قد تفتح لها باب النجومية، وتنقلها إلى الشهرة والانتصارات .

مستوى سالي منصور أهلها للذهاب للعرب في أستونيا

أحلام «سالي» تلاشت بمجرد أن وصلت تلك المدينة التي تغطيها الثلوج. صغيرة في عمر الـ16 اعتقدت أن الغربة ستكون أكثر عقباتها وستحاول التغلب عليها لأجل الحلم. تعلمت القليل من الكلمات التي تسمح لها بالتعامل مع من حولها. تقول: «كنت بلقط تعليمات المدرب على طول وكان ديمًا يقولي إني ذكية جدًا واستاهل أكتر من كده بكتير».

كان مدربها يستغل مهارتها ويصحبها لأداء عروض باستخدام الكرة، دون مقابل مادي، فقط كانت تحظى بتصفيق المشاهدين: «كنت بستغرب وأنا مالي بالكلام ده بس مكنش عندي غير إنى أقبل علشان مضيعش الفرصة دي» قالتها مستطردة: «أنها ذهبت معه في رحلة إلى فيرلاندا على أساس أنها فرصة جديدة، ولكن مكثت 15 يوما فقط وعادت مرة أخرى بصحبة المدرب إلى استونيا».

لم تفهم حقيقة القصة ولكنها خمنت أنه عرض عليه مبلغ مالي قليل مقابل بيعها وأنه كان يرغب في أكثر من ذلك، ولكنها شعرت برغبة في العودة لبلادها، حاولت إقناع مدربها بأنها ستذهب لزيارة أهلها وستعود، حاول مرارًا أن يقنعها بالمكوث ولكنها أصرت على الرحيل.

سالي منصور ترتدي قميص وادي دجلة

إلى القاهرة

عادت إلى القاهرة ولم تستسلم وانضمت لفريق وادي دجلة وحققت معه انتصارات كبيرة، وتوجت أحسن لاعبة في الفريق والهدافة لأكثر من عام.

ظل الجانب المادي يؤرق «سالي» التي شعرت أن عمرها ضاع دون أن تجلب لنفسها أي دخل مادي يساعدها في إنشاء مشروع خاص، استكفت بالحصول على الدبلوم وفرغت نفسها وطاقتها لكرة القدم دون أن تجلب أي مكاسب مادية، وعادت إلى بلدتها بمدينة المنصورة، تقول: «كلهم كام سنة ومش هلعب كرة تاني خلاص.. لأن اللعبة ليها عمر».  تبحث سالي عن فرصة جادة للاحتراف بالخارج لتستثمر السنوات القادمة لها.​​​​​​​

ندى سامي

ندى سامي

صحفية مهتمة بشؤون المرأة والمجتمع