حين واجه الطلاب رؤساء مصر.. حكاوي من الأرشيف
الطلاب من أهم شرائح المجتمع وأكثرها تأثيرا على الحياة السياسية والاجتماعية، ويعمد رؤساء الجمهورية إلى الاجتماع بالطلاب وفتح النقاشات معهم. التاريخ سجّل عدة مواجهات ومواقف بين الطلاب ورؤساء مصر المتعاقبين، وبعض هذه المواجهات والمواقف اتسمت بالندية، والبعض الآخر بالحب والرغبة في التقرّب.
أبو الفتوح في مواجهة السادات
في يناير 1977 اندلعت مظاهرات واحتجاجات شعبية في مصر بسبب قرار رفع أسعار السلع الأساسية ومن بينها الخبز، وبعد هدوء الوضع قرر الرئيس الراحل أنور السادات الاجتماع بعدد من السياسيين والصحفيين والطلاب للحديث معم.
في استراحة الرئيس بالقناطر الخيرية كان اللقاء الذي عقد في فبراير، ونقلت القنوات والإذاعات لقاء الرئيس بالرموز الشبابية والسياسية.
طلب رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة وقتها، عبد المنعم أبو الفتوح، التحدث، ورفع يده أكثر من مرة لكن السادات لم يسمح له بالحديث، فاتحه «أبو الفتوح» للميكروفون وبدأ في الحديث، ووصف اجراءات رفع الأسعار في ذلك الوقت بـ«القاسية».
جاء في كلمة عبد المنعم أبو الفتوح أنه لم يتبق في مصر سوى علماء السلطة ممن ينافقوا الرئيس والحكام، ما أثار غضب الرئيس.
صمت الرئيس أنور السادات للحظات، وظن الرئيس الحالي لحزب مصر القوية، أنه تعرض لأزمة صحية بسبب حدة الكلام، لكن «السادات» صرخ في وجهه «اقف مكانك .. اقف مكانك .. أنا لا أسمح أبدا .. مفيش حد بينافقني ولا أقبل النفاق، ولو كنت بقبل النفاق مكنش حالكوا كبلد زي دلوقتي أو اجتمع بيكم وتقفوا قدامي، اتعلموا الأدب في مخاطبة الناس».
مبارك.. حضن وبوسة للطلاب
في لقاء الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك مع شباب الجامعات بالأسكندرية، تقدم أحد طلاب كلية الطب البشري بجامعة جنوب الوادي وألقى شعر مدح في «مبارك».
وعقب الانتهاء من إلقاء الشعر، رغب الطالب في مصافحة الرئيس، فسمح له «مبارك» بمصافحته وقام باحتضانه.
طالبة أخرى من كلية التربية بنفس الجامعة، سألت الرئيس عن دور الدولة في مواجهة البلطجة، وبعد الانتهاء من السؤال طلبت منه مصافحته، وبعدما اقتربت منه قالت: «ممكن أبوس حضرتك»، فأجابها الرئيس: «طبعا طبعا».
لقاء «مبارك» بالطلاب كان في نهاية أغسطس 2001.
مقاطعة مؤتمر السيسي
خلال منتدى شباب العالم الذي أقيم في توفمبر 2017 بمدينة شرم الشيخ، قاطع أحد الطلاب جلسة المناقشات وأصر على الحديث عن مشروعه في علاج مرض الفشل الكلوي.
الطالب فخري مصباح، يدرس في كلية الصيدلة جامعة القاهرة، ومقيد بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، ولم يستمع لمطالبات الإعلامية التي تدير الجلسة بكتابة ملاحظاته وتقديمها وتابع حديثه، حتى سمح له الرئيس السيسي بالحضور للمنصة والاستماع لمطالبه.
وقال الطالب: «أنا عالم مصرى وبقالي 3 سنين شغال على مرض الفشل الكلوي، وعملنا الكلى الصناعية قابلة للزراعة في جسم الإنسان».
تمرد الطلاب على «عبد الناصر»
في حديثه لـ«شبابيك» قال القيادي البارز في الحركة الطلابية بالستينات، ممدوح حمزة، إن من أقوى الانتفاضات الطلابية كانت عقب نكسة 1967، ما دفع الطلاب للتظاهر عام 68 عقب صدور حكم بحق كوادر بسلاح الطيران بسبب ضرب إسرائيل المطارات المصرية، وأضاف «لك أن تتخيل قوة الطلاب اللي تخلي رئيس الجمهورية –يقصد عبدالناصر- يجي الجامعة ويلقي بيان 30 مارس».
والتقى «عبد الناصر» رؤساء اتحادات الطلبة فى الجامعات، واستجاب لمطلبهم بإعادة انتخابات الاتحاد العام لطلاب مصر، التى كانت قد توقفت منذ عام 1965، وأعاد تشكيل الوزارة التي كان يرأسها، ليضيف إليها 9 وزراء من أساتذة الجامعات، بينهم عدد ممن كانوا على صلة بالطلاب، ومحل ثقة منهم، وأفرج عن الطلاب الذين ألقي القبض عليهم بسبب قيادتهم التظاهرات.
وأعلن بيان 30 مارس وقرر طرحه للاستفتاء العام، ليكون بمثابة برنامج سياسي لمرحلة إزالة آثار العدوان.