تجنيس الأبطال الرياضيين.. ما الذي دفعهم لترك الجنسية المصرية؟
قبل عدة أيام، نشر لاعب المصارعة الرومانية محمود فوزي صورته مرتديًا «تيشرت» يحمل اسم الولايات المتحدة الأمريكية على صفحته الرسمية، معلنًا رغبته في اللعب باسم أمريكا في أوليمبياد طوكيو 2020.
لم يكن «فوزي» أول من أثار قصية تجنيس اللاعبين المصريين، فقد فعلها أكثر من لاعب قبله في رياضات مختلفة، فماذا كانت دوافع هؤلاء للرحيل؟
طارق عبد السلام.. نصفته الشاورما البلغارية
بعد إصابته بشدة في الرقبة دون تدخل الاتحاد المصري لعلاجه، لم يجد المصارع المصري طارق عبد السلام سوى علاج نفسه على نفقته الخاصة مما أفقده كل ما يملك من أموال، بعدها قرر الاعتزال عن اللعب والسفر لبلغاريا كي يكسب رزقه من أحد محلات الشاورما.
في بلغاريا وجد «عبد السلام» اهتمامًا من القائمين على اللعبة وعرضوا عليه التجنيس فوافق مرحبًا، ورغم رفض الاتحاد المصري إعطاءه التصريح ليلعب باسم بلغاريا، اضطر للانتظار عامًا بحسب القوانين الدولية ودفع غرامة حتى يلعب في بطولة أوروبا كبلغاري ويحصل على ذهبية مستحقة.
يقول «عبد السلام» في مداخلة هاتفية لى فضائية dmc «كان نفسي أرفع علم مصر بدل بلغاريا، لكن كل اللي في الاتحاد بيفكروا في مصلحتهم، ومحدش مهتم باللعيبة»
كريم طارق.. مهندس وبطل جودو أمريكي
طالب هندسة مصري ذو 22 عامًا، وفي نفس الوقت لاعب جودو محترف، هذا هو كريم طارق ابن محافظة الإسكندرية، قرر الرحيل إلى الولايات المتحدة لاستكمال حلمه الأوليمبي، بعدما واجه التهميش التام في مصر كما حكى بنفسه في تصريحات صحفية.
على الرغم من تحقيق كريم طارق لبطولات محلية ودولية، لم يكن أعضاء الاتحاد يعرفون اسمه أصلاً، وكان يضطر لشراء مستلزماته الرياضية من جيبه الخاص، إلى أن جاءه قرار مفاجئ بمنعه من السفر لبطولة العالم رغم مجهوده الكبير في التدريب وانقطاعه عن الدارسة من أجل الجودو.
هنا يقرر كريم طارق أن يفعل الشيء الوحيد الممكن، أن يسافر لأمريكا بحلمه وبالفعل يحصل على الجنسية ويحقق أول بطولاته بذهبية بطولة أمريكا المفتوحة 2017، لكنه حرص على ارتداء بدلة تحمل علم مصر أثناء التتويج، في إشارة منه لاعتزازه ببلده الأصلي رغم التجنيس.
سيد الباروكي.. سباح «جينيس» الإيطالي
حصل السباح المصري سيد الباروكي على الجنسية الإيطالية بعدما حقق أرقامًا قياسية في قفزة الدولفين عام 2010 ليدخل موسوعة «جينيس»، إلى جانب فوزه بعدة ألقاب مع نادي «سوب فريد» الإيطالي الذي أمضى معه عقد الاحتراف.
يحكي «الباروكي» عن مدى معاناته في مصر أثناء عمله كسباح في نادي هيئة قناة السويس، فقد طلب العمل في تقديم المشروبات بالنادي لزيادة دخله، لكن المدير طرده من مكتبه ثم فوجئ باستبعاده من بطولة العالم بفرنسا لصالح السباح السابع الجمهورية في حين كان «الباروكي» هو الثالث.
قرر السباح الشاب الهرب من البلاد بحد تعبيره، فاستغل رحلة سفر مع المنتخب إلى مدريد وترك البعثة إلى محطة القطار الدولية هناك ومنها إلى باريس، ثم إلى إيطاليا التي عمل بها في محطة بنزين حتى وقّع العقد مع النادي الإيطالي ومنه إلى العالمية.
حسام بكر.. سعيًا إلى التجنيس
كما حدث في الألعاب الفردية التي ذكرناها، تعرض حسام بكر بطل الملاكمة المصري إلى التجاهل مما دفعه لاعتزال اللعبة أكثر من مرة، رغم تمثيله لمصر دوليًا في أكثر من مرة وحصوله على بطولات أفريقية بالإضافة لبرونزية في المجر.
أصيب حسام بكر بعدد من الإصابات في أوقات حرجة منعته من المشاركة الفعالة وسببت له الأزمات مع اتحاد الملاكمة الذي تغيرت معاملته بعد الإصابة، فقرر الرحيل لأمريكا سعيًا وراء حلم الحصول على ميدالية أوليمبية في طوكيو 2020.
يؤكد «بكر» أنه ليس هاربًا، بل يسعى إلى تأمين مستقبل أولاده في ظل إهمال المسؤولين، فرغم كل إنجازاته الرياضية يرى أن بطاقته الآن في مصر تحمل في خانة الوظيفة «عاطل».
محمود فوزي.. نحو تجنيس آخر
بالعودة إلى محمود فوزي لاعب المصارعة الرومانية، فقد شكى من الفساد والمحسوبية داخل الاتحاد المصري وأعلن توقفه عن اللعب مع مصر بعد استبعاده من دورة ألعاب البحر المتوسط لصالح لاعب آخر أقل منه في المستوى.
في نفس الوقت يؤكد رئيس الاتحاد المصري للمصارعة عصام النوار أن محمود فوزي لن يستطيع الحصول على الجنسية الأمريكية قبل سنتين من الآن، لأن الاتحاد المصري أوقفه عن اللعب لسنتين وأخطر الاتحاد الدولي بذلك.
كما أن لعب «فوزي» باسم أمريكا لابد أن يكون بعد حصوله على الجنسية بعامين آخرين، وهكذا لن يستطيع المشاركة باسم أمريكا سوى بعد 4 سنوات، في إشارة من رئيس الاتحاد أن زعم «فوزي» بلعب أوليمبياد 2020 عارِ من الصحة.