انتحروا لكنهم تركوا رسائل إيجابية قبل الرحيل.. آخر ما كتبه هؤلاء مشاهير
قد يشعر المنتحر أنه يملك الأسباب والدوافع الكافية لقتل نفسه، ويترك رسالة الوداع قبل رحيله، وعادة ما يذكر فيها كرهه للعالم والظروف التي أوصلته لهذه الحالة.
وعلى العكس نجد أن بعض المشاهير كتبوا كلمات انتحار تفيض بالحب والارتياح رغم صعوبة وقتامة حالتهم النفسية. تعرف على أكثر رسائل المنتحرين إيجابية في هذا التقرير.
روبين ويليامز.. رسالة حب
كان الأمريكي «روبن ويليامز» من أبرز ممثلي الكوميديا في الثلاثين عامًا الأخيرة، ولم تكن جائزة الأوسكار أول انجازاته أو آخرها، فقد حقق شعبية كبيرة بأفلام جمعت بين الضحك والعمق الإنساني.
نتيجة إصابته بأكثر من مرض أبرزها «الشلل الارتعاشي» الذي يسبب الاكتئاب، تأثر الممثل الضاحك بالمرض حتى الانتحار في عمر 63 سنة، لكنه لم يرحل قبل أن يودع شخصًا عزيزًا عليه.
وضع «روبن ويليامز» صورة تجمعه بابنته «زيلدا» على موقع «إنستجرام» وكتب رسالة يقول فيها «آنسة زيلدا ويليامز!.. عيد ميلاد سعيد، اليوم تكملين ربع قرن من عمرك، لكنك ستبقين طفلتي.. أحبك».
فيرجينيا وولف.. رسالة امتنان
تعتبر «فيرجينيا وولف» من علامات الأدب الإنجليزي في القرن العشرين، فقد تركت ميراثًا هامًا من الروايات والقصص القصيرة والمقالات وحتى الدراسات النقدية.
حتى بعد رحيلها ظلت مُلهمة للكثير من الحركات النسوية، بل كتب عنها الأدباء مسرحيات وروايات مستوحاة من حياتها، ودرس الطلبة أعمالها في أغلب مدارس العالم، وظهرت صورتها على طوابع البريد.
رغم هذا النجاح والشعبية، عانت «فيرجينيا وولف» من الاكتئاب بعد كتابة آخر أعمالها، بالإضافة لإصابتها في الأصل بمرض الاضطراب ثنائي القطب الذي يجعل الشخص يتأرجح بين الفرح الشديد والحزن التام.
مع قلة الفهم لحالتها، قررت الأديبة الانتحار غرقًا في عمر 59 سنة، وقبل الرحيل كتبت رسالة شهيرة جدًا بأسلوبها الأدبي العذب، كأنها جزء من قصة أو عمل روائي، الرسالة موجهة للزوج هذه المرة وتقول فيها:
«عزيزى، أنا متأكدة بأننى سأجن، ولا أظن بأننا قادرون على الخوض فى تلك الأوقات الرهيبة مرة أخرى، كما لا أظن بأننى سأتعافى هذه المرة، لقد بدأت أتخيل أصواتًا وفقدت قدرتى على التركيز، لذا سأفعل ما أراه مناسبًا، لقد أشعرتنى بسعادة عظيمة ولا أظن أن أى أحد قد شعر بسعادة غامرة كما شعرنا نحن الاثنين سويًا إلى أن أصابني هذا المرض الفظيع، لست قادرة على المقاومة بعد الآن وأعلم أننى أفسد حياتك وبدونى ستحظى بحياة أفضل. أنا متأكدة من ذلك، أترى؟ لا أستطيع حتى أن أكتب هذه الرسالة بشكل جيد، لا أستطيع أن أقرأ. كل ما أريد قوله هو أننى أدين لك بسعادتى. لقد كنت لطيفًا معي وصبورا والجميع يعلم ذلك، لو كان بإمكان أحد ما أن ينقذنى فسيكون أنت، فقدت كل شىء إلا يقينى بأنك شخص جيد، لا أستطيع المضى فى تخريب حياتك»
كلمات قد تدفع صديقك للانتحار بدلا من مواساته
رينالدو ريناس.. رسالة حرية
أديب آخر كتب المسرحية والشعر والرواية، يعتبر من أشهر أدباء كوبا المعاصرين، وجمع بقوة بين الأدب والنشاط الثوري السياسي، لهذا كان في صف الثورة الكوبية منذ البداية التي قادها «كاسترو» و«جيفارا».
لم يستمر «رينالدو ريناس» في دعم الثورة طويلاً وكتب ضدها مما أدى إلى سجنه أكثر من مرة، وبعد محاولات عديدة استطاع الهرب إلى الولايات المتحدة، لكنه انتحر يأسًا في النهاية.
سنة 1990 ترك رسالة انتحار يقول فيها لشعبه «لقد أنهيتُ حياتي لأنني لا استطيع المشاركة في سبيل كوبا، أرجو أن تصير حرة في يوم من الأيام، وعزائي أنني شاركت بدوري المتواضع في سبيل هذه الحرية، رسالتي ليست من أجل الهزيمة، بل من أجل الهدف والنضال، كوبا ستكون حرة، وكذلك أنا»
فلاديمير ماياكوفسكي.. رسالة نصح
شاعر ثوري آخر اشتهر في بدايات القرن العشرين، وترك تأثيرًا كبيرًا على مستقبل الشعر في روسيا، كما مارس التمثيل والإخراج في الأفلام وألقى الخطب الحماسية ليؤثر بقوة على شعبه ويغضب الكبار والمسؤولين.
اعتقلته السلطات ثلاث مرات لنشاطه السياسي، وخرج من السجن ليتابع كتابة الشعر الملتهب، فقد كان يرى أن الفن ليس مرآة للواقع، بل هو مطرقة لتشكيله وتعديله، ليعاني من الملاحقة السياسية كما فشلت علاقته العاطفية.
وجه «ماياكوفسكي» رسالة نصح قبل انتحاره قائلاً «إلى الجميع، لا تتهموا أحدًا في موتي، إلى أمي وأخوتي ورفاقي، ليس ما أفعله الآن هو الصحيح، ولا أنصح أحدًا به، لكن لم يعد لي مخرج، حظًا سعيدًا للجميع».