هذا ما جناه عليّ أبي.. أغرب ما كتبه المشاهير على شواهد قبورهم
في مصر، يكتب السائقون عبارات كثيرة على سياراتهم، بهدف التنفيس عن ضغوطهم، ولإيصال حكمة للناس من حولهم. بنفس المنطق، قد يوصي الأموات بكتابة عبارات على شواهد قبورهم، كرسالة أخيرة للأحياء قبل الرحيل الأبدي.
في هذا التقرير من «شبابيك» ستتعرف على أغرب وأطرف ما هتف به المشاهير الراحلون إلى العالم الآخر، من العرب وغيرهم.
البوليميا.. حين يؤدي حب الطعام إلى الموت
أبو العلاء المعري
هو شاعر وفيلسوف سوري كفيف من القرن الـ11 الميلادي، ترك العديد من المؤلفات الأدبية والفلسفية. اعتزل الناس لفترة حتى سموه «رهين المحبسين»، واشتهر بآرائه المثيرة للجدل حين هاجم الأديان كلها خاصة الخرافات فيها.
كان يعتبر الحياة شقاءً في شقاء، لذا تجد على قبره عبارة «هذا ما جناه علي أبي» وكأنه يلوم أباه الذي أتى به للدنيا.
جلال الدين الرومي
شاعر وفقيه من أهم أعلام التصوف، عاش في القرن الـ13 الميلادي، متنقلاً بين بغداد وإيران وتركيا. وبعكس «المعري» المتشكك بالدين، ألّف جلال الدين الرومي كتاب «المثنوي» الشعري الذي يحتوي أكثر من 25 ألف بيت، معبرًا عن رحلة الإنسان في سبيل حب الله.
يلقبه محبيه «مولانا جلال الدين»، وكأنما عرف بأن أثره سيكون طويلاً، ومكتوب على شاهد قبره «لا تبحث عن مرقدنا بعد الوفاة، إنما مقامنا في صدور العارفين من الأنام».
محمود درويش
شاعر فلسطيني، من أهم من عبّروا عن قضية بلاده، مازجًا في شعره بين حب الوطن وعشق الحبيبة مع الكثير من الرمزية، اعتقلته إسرائيل أكثر من مرة لنضاله السياسي.
عاش لاجئًا في القاهرة لبعض الوقت، ثم استكمل مشواره بلبنان،حتى توفي عام 2008 ودفن في رام الله. وفي مرقد «درويش»، كُتب على شاهد قبره: «على هذه الأرض.. سيدة الأرض.. مايستحق الحياة»، قاصدًا بها بلده فلسطين.
ويليام شكسبير
أشهر كتاب المسرح الإنجليز، عاش في القرن الـ16، وما زالت مؤلفاته قوية الذكر حتى الآن في معاهد التمثيل والمسرح. كتب في التاريخ والكوميديا، ومن أشهر أعماله «هاملت» و «روميو وجولييت». على شاهد قبره، نجد هذه الكلمات «الشُكر لمن جاد بالأحجار لبناء مقبرتي، واللعنة على من يحرِك عِظام».
شكسبيريات غامضة.. ميلاد مجهول وشك مستمر
هربرت جورج ويلز
كاتب خيال علمي بريطاني، يعتبر من أهم أعلام هذا النوع من الأدب، خاصة أنه مزجه برؤية إنسانية فلسفية، كتب أشهر رواياته مثل «آلة الزمن» و«الرجل الخفي».
كان من المتشائمين بالتقدم العلمي، ويرى أن الإنسان لم ينضج بعد ليستخدم علومه في الخير، وبالفعل توقع استخدام القنبلة الذرية في أحد رواياته، توفى عام 1946.
أراد «ويلز» أن يُكتب على شاهد قبره رسالة تحذير يقول فيها «لقد أنذرتكم: أيها الأغبياء» لكن الوصية لم تنفذ بعد إحراق جثمانه.
جورج برنارد شو
كاتب أيرلندي شهير حاصل على جائزة نوبل، اشتهر بحسه الفكاهي الشديد والساخر، ومن أشهر أعماله مسرحية «بجماليون» التي قدمت في مصر باسم «سيدتي الجميلة».
يروى أنه عندما بلغ السبعين من العمر، طاف بجميع مدن وقرى إنجلترا بحثًا عن مسكن مناسب، وفي إحدى القرى وجد قبرًا كتب عليه صاحبه «هنا يرقد هنري توماس الذي مات في ريعان الشباب في الخامسة والسبعين من عمره».
قال «برنارد شو» لنفسه إن المكان الذي يعيش فيه المرء شابًا في سن الـ75 لهو الاختيار الصحيح لاستمرار الحياة، واشترى بيتًا لنفسه عاش فيه حتى الرابعة والتسعين من العمر، ثم توفي في سنة 1950. مكتوب على قبره: «لقد كنت أعلم أن شيئًا كهذا سيحدث لي مهما طال بي العمر».