رئيس التحرير أحمد متولي
 البوليميا.. حين يؤدي حب الطعام إلى الموت

البوليميا.. حين يؤدي حب الطعام إلى الموت

«البوليميا» أو الشره العصابي أحد الاضطرابات المرتبطة بالأكل، وربما يعرّض من يعاني منه للموت، فما هو؟ وكيف يمكن التعافي منه؟ «شبابيك» يُجيبك عن هذه الأسئلة وأكثر في التقرير التالي.

ما هو الشره العصبي؟

اضطراب نفسي؛ من يعاني منه يلتهم الأكل بكميات كبيرة دون قدرة منه على السيطرة على نفسه، ثم يضع أصبعه في فمه للتخلص من الطعام، هذا وفقا لما يقوله مدرس واستشاري الطب النفسي بجامعة الأزهر الدكتور محمد حمودة، مضيفا أن السبب في هذا المرض هو خلل في الأفكار، فالمصاب به تكون صورته عن جسده مشوهة ويخشى من زيادة وزنه لذلك يلجأ إلى التخلص من الأكل بعد تناوله.

استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية الدكتور جمال فرويز، يتفق مع «حمودة»، مضيفا أن الشخص المصاب بالشره العصبي تزداد شراهته للطعام خاصة في الحفلات أو المناسبات ولكنه يتخلص منه بمجرد الانتهاء من تناوله، لأنه يعاني من اضطراب تشوه صورة الجسم، حيث يرى أنه يعاني من السمنة وزيادة الوزن وهذا على غير الواقع.

ويتابع «فرويز» أنه غالبا ما تظهر آثار أسنان خلف كف يد من يعاني من الشره العصبي بسبب تكرار استخدام الأصبع لتقئ الطعام بعد تناوله، مشيرا إلى أن من المشاهير الذين أصيبوا بهذا المرض «الأميرة ديانا».

مضاعفات خطيرة

حالة من الضيق والغضب تسيطر على من يعاني من الشره العصبي، عندما يحاول أي شخص إقناعه بأنه نحيف أو لا يعاني من زيادة الوزن، وبل يمكن أن يصاحبه أعراض جسمية أيضا، كالصداع، وفقا لدكتور «فرويز».

«حمودة» و«فرويز» يؤكدان أن من يعاني من الشره العصبي يصاب بمضاعفات خطيرة، لأنه يحدث نقصا في البوتاسيوم والصوديوم والماغنسيوم في الجسم بسبب تقئ الطعام بعد تناوله، ومن ثم يعاني المريض من تقلصات العضلات واضطرابات في التركيز والانتباه، ومغص، وربما يصل الأمر إلى الوفاة في الحالات الشديدة التي لا تخضع للعلاج.

هكذا يمكن علاجه

من يعاني من الشره العصبي يحتاج إلى الحجز في المستشفى لتلقي العلاج فيها، ووفقا لدكتور «فرويز» هناك حالات تحتاج إلى تناول علاج دوائي، كمضادات اكتئاب، بجانب العلاج النفسي، الذي يعتمد على العلاج المعرفي السلوكي بشكل أساسي، وهو يركز على تغيير أفكار المريض عن جسده لتعديل سلوكه ويكون ذلك في شكل جلسات نفسية مكثفة بين الطبيب المعالج والمريض.

من جانبه، أشار الدكتور محمد حمودة إلى أن المريض يحتاج لمحاليل في البداية لتعويض سوء التغذية، فضلا عن العلاج النفسي الذي يعتمد على أكثر من وسيلة، منها العلاج النفسي التحليلي، ويعتمد على التحاور بين المريض والطبيب المعالج لمعرفة المواقف التي تعرض لها وأثرت فيه.

بالإضافة إلى العلاج الجمعي، ويعتمد على معالجة أكثر من مريض يعاني من الشره العصبي معا لكن بشرط أن يكون هناك تفاوت في حالتهم الصحية، حيث تكون الحالات التي أوشكت على الشفاء بمثابة حافز يشجع المرضى الآخرين على العلاج.

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب