«نزاهة الهوية الجنسية».. مرض يدفعك لأن تصبح معاقا

سيدة أمريكية ثلاثينية تذهب إلى طبيبها النفسي وتخبره أنها تريد التخلي عن عينيها لأنها تعتقد أنها لا تستحقهما، وأنها تريد أن تكون عمياء، وهي تعتقد أنها كانت لابد أن تولد عمياء.

هذه السيدة مصابة بـ«متلازمة نزاهة الهوية الجنسية» وهي حالة مرضية نفسية تجعل المصاب بها يعتقد أنه كان لابد أن يولد معاقا بأحد أعضاء جسمه، ويكون مبتور القدم أو الذراع مثلا. وهو يؤمن إيمانا كاملا بهذا.

ويتصرف المريض بمتلازمة نزاهة الهوية الجنسية كأنه معاق بالفعل، وهم يختلفون عن محبي المعاقين، أو الذين ينجذبون نحوهم بتعاطف.

هذا الاضطراب صنّف لدى الجمعية الأمريكية للطب النفسي لأول منرة عام 2012، عندما تلاحظ وجود العديد من الأشخاص يريدون أن يكونوا معاقين.

• الأسباب

هناك نظرية تقول إنه ناتج عن اضطراب في وظيفة الجهاز العصبي المركزي، يجعله لا يقرأ إشارات الجزء الذي يرغب المريض في الاستغناء عنه، وفقا للدكتور مارك سالتر المتحدث باسم الكلية الملكية للأطباء النفسيين.

ويضيف «سالتر» أن المريض يشعر أن العضو المقصود غريب على جسده كليا ولا ينبغي له التواجد. ويضيف أيضا أن «الإصابة بالسكتة الدماغية قد تكون أحد أسبابها والتي ينتج عنها خللا في الجهاز العصبي».

والمصابون بهذا الاضطراب لا يشعرون بالراحة في وجود الجزء الذي يرغبون في بتره، ويعتقدون أن آلامهم ستختفي بمجرد التخلص منه.

وتفيد دراسة أجريت على المرض بأن الإضطراب يُصاب به الذكور البيض في منتصف العمر بصورة أكبر من أقرانهم، كما أن المصابين به ينجذبون جنسيا إلى الأشخاص المعاقين بصورة أكبر من غيرهم.

• الموقف الأخلاقي

يواجه الأطباء والمعنيين الآن بهذا المرض مشكلة أخلاقية كبيرة، وهي هل يتم السماح لمن يعاني من هذا الاضطراب بأن يحقق ما يبتغيه أم يجب منعه؟ لأنه حتى الآن لا يوجد علاج واضح للمشكلة.

ويذهب البعض إلى ضرورة تعزيز دور العلاج الوهمي في تلك المرحلة، والدواء الوهمي هو دواء يوصف للمريض وليس له أي مفعول أو أعراض وقد تكون فيتامينات، لكن يتم إيهام المريض أنها الحل للمرض الذي يعاني منه، مما يجعل الدماغ تصدق في ذلك ويتعافى المريض.

كما أن هناك اقتراحا من المجتمع الطبي أن يستعين المصابون بالاضطراب بأذرع أو أرجل صناعية وتركيبها على العضو الذي يرغبون في بتره دون الحاجة إلى البتر، ولكن البعض يريد أن يظهر أنه معاق فقط.