دنتوفوبيا.. حين يصبح طبيب الأسنان هو «الشيطان الأعظم»

دنتوفوبيا.. حين يصبح طبيب الأسنان هو «الشيطان الأعظم»

«دنتوفوبيا» هي الخوف المفرط من زيارة طبيب الأسنان، والمصاب بها لا يذهب لعيادة الأسنان إلا في حالة الضرورة القصوى كالألم الشديد، وعندما يرى الطبيب وآلات الجراحة، تصيبه حالة من الهلع والضغط النفسي والقلق.

ربما صادفت شخصا يخاف بشدة من الذهاب لطبيب الأسنان، مثل «سحر» التي يرجع خوفها من عيادة الأسنان إلى تجربة سيئة مرت بها قبل 3 سنوات.

وتقول: «كنت رايحة لدكتورة أسنان عشان حشو عصب في 2013، وبسبب غلط منها كسرتلي جذور سناني والفك وقعدت شهرين كاملين مش قادرة أحرك بقي ولا آكل ولا أعمل أي حاجة، ومن ساعتها لو رحت لدكتور سنان بيجيلي رعشة ودوخة وبوصل لدرجة إني ممكن يغمى عليا».

«سحر» أضافت لـ«شبابيك» أن «آخر مرة رحت لدكتور سنان عشان أحشي ضرس، أول ما شفت الآلات بتاعت الحشو ضربات قلبي سرعت بشكل رهيب، والدكتور لاحظ وكرر ميعملش العملية».

الأسباب

الدكتور جمال فرويز الطبيب النفسي، أكد أن من أسباب «دنتوفوبيا»:

  • الخبرات والتجارب السابقة، مثلما حدث مع «سحر».
  • وكذلك الخوف من الألم.
  • الشعور بالعجز وفقد السيطرة.

وأوضح «فرويز» أن التجارب السيئة الماضية لا تشمل فقط تجربة الألم الجسدي فحسب، وإنما تشمل أيضا تجارب غير مريحة من الناحية النفسية، مثل طريقة التعامل السيئة من قبل طبيب الإسنان.

وتشمل أيضا التأثر بقصص وتجارب سيئة سمعها المريض من أشخاص آخرين، أو وسائل إعلام، أو الاطلاع على صور سلبية في وسائل المعرفة المختلفة (كشبكة الانترنت والمجلات) تعكس صورة سلبية لعلاج الأسنان أو لمهنة طبيب الأسنان.

أما الخوف من الألم بحسب «فرويز»، فيشمل الخوف من الإبر، وضجيج أدوات الحفر، والخوف من بلع أجسام غريبة، أو رؤية الدم، بالإضافة للشعور بالاختناق أو الغثيان.

إلى جانب الخوف من الآثار الضارة للدواء أو المادة العلاجية المستخدمة أو عدم فعاليتهم في تخفيف الألم طرق تخفيف حدة الرهاب أو التخلص منه.

كيف تتخلص من «دنتوفوبيا»؟

كما في جميع أنواع الفوبيا، فإن العلاجات تنقسم لثلاثة أنواع، بحسب «فرويز»، هي:

  • العلاج المعرفي.
  • العلاج السلوكي.
  • العلاج الدوائي.

العلاج المعرفي يشمل التوعية بأن المشكلة شائعة ولا داعي للحرج منها، وإخبار الطبيب بالمشكلة التي تعاني منها حتى يتعامل وفق ذلك. وكذلك يمكنك زيارة عيادة طبيب الأسنان لمجرد الفحص فقط دون إجراء أي جراحات.

أما العلاج السلوكي فيتم من خلال تعليم المريض التحكم في الجهاز العصبي اللاإرادي، فالفوبيا تنتج عن زيادة إفراز هرمون الأدرينالين. وكذلك يمكن تعلم استرخاء العضلات بالتدريب، حتى تهدأ انفعالاتك في أثناء التواجد في حضرة طبيب الأسنان.

ومن الممكن أيضا إشغال حاسة السمع بسماع أي شيء، ويفضل باستخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهاتف والـ MP3.

وفيما يتعلق بالعلاج الدوائي، من الممكن الذهاب إلى العيادة في الموعد المحدد ولا يسبق الوقت حتى لا يضطر للجلوس فترة طويلة في الانتظار وبالتالي يزداد لديه التوتر والقلق.

وبالنسبة للأطفال يفضل أن يُؤخذ الطفل إلى طبيب أسنان مختص في علاج الأطفال.

وأيضا اطرح جميع الأسئلة التي تراودك، ولا بأس في الدخول في نقاش مطول عن الحالة إن كان وقت الطبيب يسمح بذلك.

محمد ربيع

محمد ربيع

صحفي مصري مهتم بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية