رئيس التحرير أحمد متولي
 الحاج عبد الغفور البرعي.. ما لا تعرفه عن بطل لن أعيش في جلباب أبي

الحاج عبد الغفور البرعي.. ما لا تعرفه عن بطل لن أعيش في جلباب أبي

في شهر رمضان عام 1996، كان الجمهور على موعد مع واحد من أشهر المسلسلات العربية بعنوان «لن أعيش في جلباب أبي» عن قصة تاجر الخردة «عبد الغفور البرعي» وعائلته بين الفقر المدقع والغنى الشديد.

حصل المسلسل على مراكز متقدمة في تصنيفات النقاد، مثل مجلة «جودنيوز تي في» التي اعتبرته السادس من بين أفضل 50 مسلسلا مصريا، وحتى قاعدة بيانات السينما صنفته رقم 42 من بين 300 مسلسل مصري.

في هذا التقرير من «شبابيك» نعرض لك حقائق قد لا تعرفها عن هذا العمل الهام، الذي ما يزال حاضرًا على شاشات التليفزيون، بل تلقى شخصياته قبولا على شبكة الانترنت بأشكال شتى.

مأخوذ عن رواية في الأصل

الرواية الأصلية

القصة الأصلية للمسلسل كتبها الأديب الراحل إحسان عبد القدوس سنة 1982 بنفس الاسم، على شكل رواية قصيرة لا تصلح لتحويلها مسلسل من 30 حلقة كما شاهدها الجمهور.

وبرغم هذا تحمست المنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي للرواية في فترة ضعفت فيها السينما واتجه غالبية النجوم إلى المسلسلات، فأسندت المنتجة مهمة كتابة السيناريو للرواية إلى السيناريست الناجح مصطفى محرم.

مكتوب كمجاملة لفريد شوقي

فريد شوقي كان سببًا في خروج المسلسل للنور

يحكي مصطفى محرم في كتابه «حياتي في التليفزيون» عن عدم تحمسه لتحويل الرواية إلى مسلسل طويل بعدما قرأها، فقد كانت قصيرة الأحداث تصلح لسهرة تليفزيونية على الأكثر.

يضيف «محرم» أنه أراد الاعتذار للمنتجة عن المسلسل خوفًا من عدم نجاحه في التليفزيون، لكن ناهد فريد شوقي أصرت على الفكرة، فاضطر السيناريست إلى قبول طلبها مجاملة لأبيها الفنان الكبير فريد شوقي.

بين الرواية والمسلسل

تحكي الرواية والمسلسل بشكل عام عن المليونير الجاهل عبد الغفور البرعي الذي كان مجرد صبي ورشة ثم أصبح أكبر تجار وكالة البلح، وعلاقته المعقدة بذريته، أما أهم الاختلافات بينهما فكانت كالتالي:

أبناء عبد الغفور
لم يكن عبد الوهاب الابن الوحيد للحاج عبد الغفور

في المسلسل نجد للحاج عبد الغفور البرعي ابنًا واحدًا فقط هو «عبد الوهاب» الذي جسده الممثل محمد رياض، وبقية أخواته الأربعة: «سنية» و«بهيرة» و«نفيسة» و«نظيرة».

أما في الرواية فهناك ابن آخر للحاج عبد الغفور البرعي اسمه «عبد الستار» وقد هاجر إلى الخارج ليتحرر من سلطة والده حتى لا يعيش في جلبابه فعلاً، لكن السيناريست حذفه من المسلسل.

تجاوزات نظيرة وحسين
علاقة نظيرة وحسين ظلت نظيفة على الشاشة

في المسلسل احتفظت شخصية «نظيرة/ حنان ترك» بأخلاقها الحسنة مع حبيبها «حسين/ أحمد سلامة» بما يناسب جمهور المسلسل العائلي، لكنها في الرواية كانت تتمادى قليلاً في علاقتهما.

كان «حسين» يراود «نظيرة» عن نفسها كثيرًا لكنها تتمنع، وفي النهاية سمحت بالقبلات فقط، وصممت على عدم إقامة علاقة حميمة كاملة إلا بعد الزواج، الأمر الذي أدهش حبيبها وفسره بأنها ما زالت أسيرة تقاليد أبيها (البلدي) الشعبية.

في نفس الوقت ظهر «حسين» في المسلسل مهندسًا لا يطمع في ثروة «نظيرة» الكبيرة لكنه في الرواية يعترف بانتظار موت الحاج عبد الغفور البرعي حتى ترثه الابنة ويفوز بنصيبه منها في التركة.

عبد الوهاب لم ينصلح حاله
لم ينجح عبد الوهاب في الرواية كما في المسلسل

ينتهي المسلسل بالابن الوحيد للحاج عبد الغفور البرعي وقد انصلح حاله وشارك أبوه في تجارته، بل صار ينافسه في المزادات على الملأ، بعد أن أدرك حقيقة حب والده له.

هذه النهاية السعيدة لم تحدث في الرواية، فقد طلّق «عبد الوهاب» زوجته الأمريكية فقط بعدما فشلت في عمل شراكة مع الحاج عبد الغفور، ويبقى الابن تائهًا لا يعرف كيف يتحرر من جلباب أبيه.

المعلم سردينة شخصية دخيلة
الحاج سردينة لم يكن في الرواية

اضطر السيناريست لإضافة الكثير من الأحداث والشخصيات حتى يتسع المسلسل لـ 30 حلقة كاملة، ومن أهم هذه الإضافات كان المعلم «سردينة» الذي أعطى عبد الغفور الفرصة ليعمل عنده صبيًا.

كما أضاف السيناريو للرواية شخصيات أخرى عديدة مثل عائلة «سيد كشري» شقيق زوجة عبد الغفور البرعي، وكذلك العاملين بالوكالة مثل «فهيم» المحاسب، و«محفوظ سردينة»، وعائلة الوزير وغيرهم.

اختيارات الممثلين

ترشيح الممثلين الأول للأدوار (أعلى) والأدوار النهائية بالمسلسل (بالأسفل)

كالعادة في أي عمل فني، تتعدد اختيارات الممثلين المناسبين للشخصيات، والحقيقة أن طاقم العمل كان سيكون مختلفًا تمامًا لو جرى الاختيار كما كان مقررًا كالتالي:

  • المرشح الأول لبطولة المسلسل كان الفنان محمود عبد العزيز بدلاً من نور الشريف، لكن السيناريست رأى أن الأخير أولى.

  • شخصية «فاطمة» زوجة عبد الغفور البرعي كانت ستذهب إلى معالي زايد، لكن المخرج اختار عبلة كامل من أجل الدور فكان نجاحها كبيرًا.

  • كان اسم الممثلة يسرا مطروحًا لدور «فاطمة» لكن السيناريت رأى أن كل الحارة ستتعارك من أجل الفوز بها لجمالها.

  • شخصية المعلم إبراهيم سردينة كان من نصيب الممثل حسن حسني لكنه طالب بأجر كبير، فذهب الدور إلى عبد الرحمن أبو زهرة.

  • فاز محمد رياض بدور «عبد الوهاب» لكن الاسم المقترح في البداية كان للفنان خالد النبوي.

نجاح المسلسل

غلاف إحدى الصفحات المخصصة لشخصية إبراهيم سردينة

يقول السيناريست مصطفى محرم: كنت اعتقد بيني وبين نفسي أن مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» هو مسلسل عادي مثل بقية المسلسلات التي يعرضها التليفزيون. لم اعتقد أنه سوف يقلب الأمور رأسًا على عقب.

يتابع «محرم» شهادته عن المسلسل قائلاً إن المسلسل صار يؤرخ له، واعتبره النقاد حجرًا في بركة الدراما الراكدة، فمن كثرة عدد مرات إعادته على القنوات المختلفة لصار السيناريست من أصحاب الملايين لو كان له حق الأداء العلني (الانتفاع بكل مرة يعرض فيها المسلسل).

حتى في مواقع التواصل الاجتماعي، حاز المسلسل شهرة كبيرة مع صناعة «كوميكس» لأبطاله وأشهرهم عبلة كامل في دور الزوجة الحزينة، ومعها المعلم إبراهيم سردينة الذي صارت له صفحات خاصة باسمه تعرض العديد من الحكم على لسانه.

محمود حافظ

محمود حافظ

روائي وصحفي، مهتم بالسينما والأدب ومزجهما بالتاريخ والفلسفة