بصمات فنانات الأرمن في السينما المصرية

كان القرن الحادي عشر الميلادي هو بداية الظهور الأرميني في مصر، حيث بدأت هذه الطائفة قليلة العدد في الهجرة من أرمينيا أو من بعد البلدان القريبة من مصر كسوريا ولبنان، لتستقر في المدن المصرية، ليكون لهم بصمة واضحة فبي السينما المصرية بعد ما يقترب من عشرة قرون، لاسيما على العنصر النسائي.

حكايات الأرمن مع الشاشات المصرية مليئة بالتفاصيل، كما أن النساء الأرمن اللواتي دخلن عالم التمثيل كان لهن حظا وافرا في السينما المصرية، رغم أن كثيرات منهن لم يولدن في مصر، بل جئن إليها طمعا في العمل والحصول على فرصة، أمام الكاميرات المصرية.

فيروز

ربما هي أكثر الأطفال شهرة في الوسط الفني، فحضور فيروز السينمائي كان بارزا حتى أن الفنان أنور وجدى عندما شاهدها أبرم عقد احتكار مع والدها حتى لا تمثل مع أحد غيره.

فيروز هي الشقيقة الكبرى للفنانة نيلي، وهي من أصول أرمينية، وكان أول عمل لها وهي في سن السابعة من عمرها، في فيلم «ياسمين» الذي أنتج في عام 1950.

وقدمت فيروز عددا من الأفلام الأخرى وكانت تتقاضى ألف جنيه نظير كل فيلم تشارك فيه، إلا أنها توقفت عنه التمثيل في العام 1959، بعدما قدمت فيلم «بفكر في اللي ناسيني».

وقدمت فيروز عدد من المنولوجات منفردة، ولاقت نجاحا مبهرا منها «كروان الفن وبلبله، والدربكة، والبلياتشو، ومعانا ريال الذي أدته بصحة الفنان أنور وجدي».

تعرفت فيروز أثناء عملها مع «فرقة إسماعيل ياسين» على الفنان بدر الدين جمجوم، الذي تزوجها بعد فترة قصيرة من اعتزالها وأنجبا ابن وابنة هما «أيمن» و«إيمان».

نيلي «الدلوعة»

هي الأخت الصغرى للفنانة فيروز ولدت في 3 يناير 1949، وقدمت نيلي ذات الأصول الأرمينية عدد هائلا من الأعمال الفنية، حتى أنها تعتبر «ملكة الفوازير بالوطن العربي».

بالمثل بدأت نيلي مشوارها الفني وهي طفلة صغيرة في أفلام عديدة وكانت تنبئ بموهبة تمثيلية وتهوى الغناء والرقص عندما كبرت اشتركت في حلقات «الرمال الناعمة» إضافة لمسلسل إذاعي بعنوان «شيء من العذاب».

بعد سنوات اتجهت نيلي إلى التلفزيون والسينما واعتمدت في أعمالها على الاستعراض والتمثيل اشتركت في بطولة مسرحية انقلاب.

وفي عام 1966 قامت نيللي بأول بطولة مطلقة لها في السينما في فيلم المراهقة الصغيرة ومعظم الأفلام التي قدمتها هي أفلام استعراضية.

لبلبة

ترتبط الفنانة لبلبة بعلاقة قرابة بالفنانة نيلي، فهي ابنة خالها، واسمها الحقيقي «نينوشكا مانول كوبليان» من مواليد 14 نوفمبر 1945، بدأت العمل في مجال السينما وهيَ في الخامسة من عمرها واشتهرت بتقليد المشاهير.

بعد ذلك درست لبلبة الباليه الكلاسيكي وعملت بالغناء ولها 268 أغنية منها 30 أغنية للطفل، كما أنها حصلت على أكثر من جائزة كأحسن ممثلة أهمهم جائزة بينالي السينما العربية من معهد العالم العربي في باريس عند دورها في فيلم «ليلة ساخنة» من إخراج عاطف الطيب سنة 1996، كما فازت بنفس الجائزة كأحسن ممثلة في مهرجان «كل افريقيا» بكيب تاون جنوب افريقيا سنة 1996 عن دورها في نفس الفيلم.

 شاركت لبلبة في طفولتها في 6 أفلام أهمهم «حبيبتي سوسو» إخراج نيازي مصطفي والذي قام باكتشافها، وشاركت في بطولة 85 فيلم أهمها كما قدمت عشرات الأعمال الدرامية.

إيمان.. صيدلانية عاشقة للفن

أيضا من ضمن الفنانات الأرمن الذي لمعن في السينما المصرية، «إليزابيت طوروس سركسيان» والمعروفة باسم إيمان، وهي من مواليد 1 يناير 1945، درست الصيدلة بالجامعة الأمريكية في لبنان.

وظهرت إيمان في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية في مصر ولبنان، شاركت في عدد من الأفلام السينمائية وقدمت أعمال أمام الفنان عادل إمام، كما لعبت أدوار الإغراء في عدد من أعمالها.

أنوشكا

خامس الفنانات الأرمنيات اللاتي لعبن دورا بارزا في السينما المصرية والفن عموما، كانت أنوشكا التي ولدت في حي مصر الجديدة لأب مصري وأم أرمينية، والتحقت بمدارس كالوسديان الأرمينية بحي بولاق أبو العلا من مرحلة الحضانة إلى مرحلة الثانوية ثم التحقت بالجامعة الأمريكية قسم سكرتارية وإدارة أعمال.

عملت أنوشكا موظفة بشركة استثمار أجنبية، ثم في شركة طارق نور للإعلانات كمطربة إعلانات.

سجلت أولى أغانيها للتليفزيون من خلال أغنية لبرنامج لتعليم اللغة العربية من إخراج  فهمى عبد الحميد، وبدأت بعدها الاشتراك في المهرجانات العالمية للغناء، حيث أنها فى عامى 1987 – 1988 اشتركت في مهرجانات فنلندية وتشيكوسلوفاكية وبلغارية وتركية وحصلت على الجائزة الثالثة في مهرجان تركيا للأغنية بأغنية «حبيتك».

ومن الناحية السينمائية اختار المخرج الراحل صلاح أبو سيف للاشتراك في فيلم «السيد كاف» كما شاركت في فيلم «من أطلق هذه الرصاصة» ومسلسل «الطاووس».

صافيناز

تعد الفنانة الاستعراضية صافيناز أو أو صوفينار جوريان، هي آخر الأرمنيات اللواتي ظهرن في السينما المصرية وهي راقصة شرقية وممثلة أرمينية روسية ولدت في 20 ديسمبر 1983، وقدمت عدد من الأفلام الاستعراضية من إخراج أحمد السبكي كان آخرها «أمان يا صحبي».