عروس النهر بالصين.. لـ"هاميس" حكاية أخرى

عروس النهر بالصين.. لـ"هاميس" حكاية أخرى

نتذكر جميعا فيلم "عروس النيل" الذي جسدته الفنانة لبنى عبد العزيز "هاميس" التي وقعت في غرام مهندس البترول رشدي أباظة بعد أن اخترق المناطق المخصصة لحفر البترول ووصل إلى أماكن راحة واسترخاء المومياوات، وبعيدا عن هذا الفيلم الذي تهوى مشاهدته أو لا، فلابد أنك تعلم قصة عروس النيل جيدا، لكن لعلك لا تعرف القصة المماثلة لها في الأساطير والثقافة الصينية.

يحكى أن فيضان النهر الأصفر في الصين كان من أشد وأقوى الفيضانات، والذي أدى إلى موت النباتات والمحاصيل وتدمير البيوت وغرق الأهالي ووقوع كوارث بشرية ومادية هائلة، وهنا لابد أن تلعب الخرافة دورها، فقد ظن الناس أن هناك روح تسكن النهر، وتحرك المياه وتثيرها من شدة الغضب والرغبة في الزواج، وعلى الجميع إرضاء هذه الروح وتقديم أجمل فتاة كل عام، وإلقائها في النهر.

بالفعل تم عقد مهرجان سنوي كل عام يشهده الشعب بأكمله، تُعزف فيه أجمل الألحان، وتعلو أصوات التهليل والفرح والرقص، وتظهر العروس في أجمل صورة على سرير مزين يحمله بعض الشباب، وتودع أهلها قبل أن  تُلقى في النهر، وعلى الأهالي أن يفرحوا بزواج فتاتهم من أجل مصلحة البلاد والعباد.

  • وماذا إذا فاض النهر مرة أخرى؟

إذا حدث وفاض النهر مرة ثانية فهذا يعني أن الفتاة لم تلق إعجاب هذه الروح الساكنة في النهر، ولا بد من إقامة مهرجان أخر، وتحضير عروسة أخرى أكثر جمالا، وتتكرر نفس المراسم.

  • وهل استمرت هذه الخرافة حتى الآن؟

انتهت هذه الخرافة بعدما جاء أحد الأشخاص ليشهد مراسم إلقاء فتاة أخرى في النهر بعدما فاض مرة ثانية، وسمع اثنين من المنتفعين المنظمين لهذه المراسم وهم يتفاوضان في امور مادية حول هذا المهرجان، وقرر أن يكشف خداعهم أمام الناس، ويقضي على هذه العادة السيئة.

طلب هذا الشخص من هذين المنتفعين إلقاء أنفسهم في النهر ليتأكدوا إن كانت الفتاة قد حازت على إعجاب ورضاء النهر هذه المرة أم لا، وحتى يتأكدوا أن النهر لن يغضب ويثور مرة ثانية، ورغم اعتراضهم أجبرهم الشعب على النزول إلى النهر والتأكد من ذلك بأنفسهم، وانتظر الجميع أن يعودا مرة أخرى ويخبروهم عن ما قالته الروح عن هذه العروسة، بينما لم يعود الاثنين نهائيا، فعلم الجميع بكذبهم وخداعهم.

ومن هنا تخلصت الصين من هذه العادة السيئة، وتم بناء السدود والمصارف المائية التي تحول دون وقوع الكوارث والخسائر بعيدا عن الخرافات والشعوذة.

وعادت هاميس الصينية إلى النهر وطويت قصتها!

الكلمات المفتاحية

ياسمين الصاوي

ياسمين الصاوي

مترجمة صحفية مهتمة بالتكنولوجيا والقضايا المجتمعية