حواديت أبلة فضيلة.. حكايات من الزمن الجميل
«يا ولاد ولا د تعالوا تعالوا علشان نسمع أبلة فضيلة راح تحلنا حكاية جميلة، وتسلينا وتهنينا وتذيع لينا كمان اسماينا» بهذه الغنوة ارتبطت أجيال من عشاق الإذاعة المصرية ببرنامج حواديت الأبلة فضيلة، والذي كان اسمه وقتها «غنوة وحدوته».
اشتهر برنامج الأبلة فضيلة بحكايته التي كان يضرب بها المثل حتى أن رواده ومحبيه لم يكونوا من الصغار فقط، بل ارتبطت به الكبار أيضا لاسيما وأن مقدمته الراحلة، كانت تستضيف في بعض حلقاتها كبار النجوم والكتاب، والمطربين والملحنين، ويقدموا أفضل إبداعاتهم من خلال برنامجها.
أبلة فضيلة، أو فضيلة توفيق من مواليد 4 أبريل 1929، وهي أشهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعة المصرية، تخرجت في كلية الحقوق، وعملت كمحامية لفترة ثم التحقت بالإذاعة المصرية.
من أشهر حواديت الأبلة التي يذخر بها أرشيف الإذاعة المصرية حكاية «عم الغلباوي» الذي يحاول دائما كثير ويقول «أنا أصل قلت اعمل بيت قمت اه والله أعمل بيت وعلشان أدخل وأخرج عملت باب في البيت، قلت لازم أشوف وأنا جوى البيت فعملت شباك» ايه ده ياعم الغبلباوي كل ده كلام، يضحك ويقول «احنا ورانا ايه» « أنا أصلي عملت فطيرة وجبت دقيق، وسمنة وميه، وجبنة ولحمة، وعملت فطيرة».
كانت أبلة فضيلة تحضر معها في برنامجها بعض الأطفال، ومن ضمن حكاياتها التي نالت إعجاب الكثيرين، حكاية تقول: «كان هناك حمار يقف ساعات بالنهار والليل ينهق بصوت عالي وصوته يرن لمن حوله وعندما يسمع صوته العالي يرن يفرح ويهز ذيله يميناً ويساراً ظناً منه أنه مطرباً وصوته اجمل من صوت البلابل والعصافير.
وتكمل: «وفي يوم من الأيام رأى الحمار أصدقائه من الطيور مجتمعين حول شجرة كبيرة خضراء والبلبل يغني في الوسط في سعادة وبعد انتهائه صفق له جميع الطيور اعجابًا وثناءاً على صوته» .
وهنا وقف الحمار بين الطيور ليغني بصوته الذي كان يظن أنه جميل ومميز أفضل من صوت الطيور، بدأ يغني ويرفع صوته ويتمايل بذيله يميناً ويساراً، متباهياً بنغمة صوته الصاخبة.
القطة بسبوسة ومجتمع الفئران
حكاية ثالثة ترويها الأبلة فضيلة، والتي تبدأها «حبايبي الحلوين كان فيه بنت اسمها ننوسة عندها قطة بيضة جميلة اسمها بسبوسة، وكانوا أصحاب قوى ميسبوش بعض أبدا، وكانت ننوسة كل يوم تأكل قطتها بسبوسة، وتلاعبها وتحطلها فيونكة بيضا وخضرا وصفرا، وكانت ننوسة عايزة تشترى فيونكة حمرا.
وتضيف: «كانت كل يوم ننوسة تجرى على مامتها وتقولها يا ماما عايزة فيونكة حمرا علشان احطها لبسبوسة ومامتها ترد وتقول حاضر، لما أنزل السوق هجيب لها معايا، وتنزل ماما السوق وتجرى عليها ننوسة وكل يوم ماما تنسي وتزعل ننوسة وتقول، يا ماما بسبوسة ظريفة وعايزالها فيونكة».
كانت الأم تقول «أصلها كسلانة ومش نشيطة البيت مليان فران لما تمسك كل الفئران اللى في البيت هجبلها الفيونكة الحمراء، لكن مين سمع كلام ماما.. فئران البيت المستخبية..
يا خبر ننوسة هتقول لقطتها بسبوسة تكلنا.. وهنا قعد الفران يفكروا مع بعض علشان يفلتوا من القطة بسبوسة، وساعتها فكروا يقعدوا في جحورهم، ولا يمشوا من البيت خالص، وهنا ظهرت فكرة».
بعد شوية تفكير قال الفائر الكبير نعلق جرس صغير في رقبة القطة بسبوسة ولما تمشي نعرف هي فين ونهرب، لكن رد الفار الصغير مين بقي هيعلق الجرس، وبدأت التفكير من جديد في مين يركب الجرس وهنا ظهر الفائر الصغير تاني».
الفار الصغير قال «مش البنت الصغيرة ننوسة عايزة تشترى فيونكة حمرا يبقي خلاص، نجيب فيونكة حمرا ونركب فيها جرس، وبالفعل عملوا كدا جابو الجرس وركبوا فيه الجرس، وحطوه على سرير ننوسة».
في الوقت ده فرحت ننوسة وفكرت ان ماما هي اللى جابت الفيونكة، وأخذتها وجرت على قطتها وركبت الجرس، وبكدا نجح الفئران الأذكياء في الهرب من مخالب القطة بسبوسة».