مثقف يوليو وأول فتاة بجامعة القاهرة.. حكاية سهير القلماوي وثروت عكاشة مع معرض الكتاب
اختارت الهيئة المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية شخصيتان ليكونا رمز ثقافي للمعرض في دورته الخمسين، تزامنا مع الاحتفال باليوبيل الذهبي له.
ووقع الاختيار هذه المرة على الوزير ثروت عكاشة، والدكتورة سهير القلماوي، ليكونا شخصيتا العام، فمن هما وما علاقتهما بمعرض الكتاب، لكى تعرف الإجابة عليك بمطالعة السطور التالية.
علاقة ثروت وسهير بالمعرض
في العام 1979، كانت مدينة القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، حيث مر على بنائها 1000 عام، فقرر وزير الثقافة آنذاك الاحتفال بطريقة ثقافية، من خلال تدشين أكبر معرض للكتاب في الشرق الأوسط، وعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة المعرض الأول للكتاب.
مثقف يوليو
والدكتور ثروت عكاشة، وهو أحد ضباط ثورة 23 يوليو عام 1952، وعهد إليه الرئيس جمال عبد الناصر بحقيبة الثقافة والإرشاد القومي، التي كانت تحل مكان وزارة الإعلام عام 1958 – 1962، كما أنه شغل منصب نائب رئيس الوزراء المصري سابقا.
في عام 1939 تخرج ثروت عكاشة من الكلية الحربية، وكلية أركان الحرب 1946 – 1948، كما حصل على دبلوم الصحافة من كلية الآداب جامعة فؤاد الأول في عام 1951، ونال الدكتوراة في الآداب من جامعة السوربون بباريس 1960.
ولجانب عمله السابق في القوات المسلحة ترأس عكاشة رئاسة تحرير مجلة التحرير بين عامي 1952 – 1953، كما عمل ملحقا عسكريا بالسفارة المصرية في بون ثم باريس بين عامي، 1953- 1956، لتنتهى مسيرته الدبلوماسية بتعينه سفيرا لمصر في روما عام 1958.
في مطلع الستينيات من القرن الماضي تولى عكاشة منصب رئيس المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وكان في نفس الوقت رئيسا لمجلس إدارة البنك الأهلي المصري.
لجانب مناصبه الإدارية كان لعكاشة نشاط أكاديمي آخر حيث أنه كان أستاذا زائرا بباريس، في مادة «تاريخ الفن» عام 1973، وانتخب زميلا مراسلا بالأكاديمية البريطانية الملكية 1975، ورئيسا للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربى بباريس 1990- 1993.
أول امرأة تدخل جامعة القاهرة
عطفا على ما سبق اختارت اللجنة المشرفة على معرض القاهرة للكتاب في هذه الدورة أيضا، الدكتورة سهير القلماوي، كشخصية للعام، وهي أول امرأة تتولى الإشراف على المعرض في أولى دوراته.
في 20 يوليو 1911، ولدت سهير القلماوي لأب كردي يعمل طبيباً في مدينة طنطا وأم شركسية، وتلقت تعليمها الأول في طنطا، حتى حصلت على البكالوريا «الثانوية العامة» من مدرسة كلية البنات الأمريكية.
لكن في العام 1929 حدث أمرا فريدا في الجامعة المصرية، حيث كانت سهير أول فتاة تلتحق بجامعة فؤاد الأول، والتحقت وقتها بكلية الآداب التي كان عميدها الدكتور طه حسين.
درست سهير بقسم اللغة العربية وكانت البنت الوحيدة بين 14 طالبا من الرجال، يدرسون في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وبدأت تكتب في مجلات «الرسالة، والثقافة، وأبولو» وهي في السنة الدراسية الثالثة.
حصلت سهير القلماوي على ليسانس قسم اللغة العربية واللغات الشرقية عام 1933، وكانت أيضا أول فتاة مصرية تحصل على الماجستير عام 1937، كما حصلت على الدكتوراه في الأدب عام 1941.
تولت القلماوي منصب أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب عام 1956، ثم منصب رئيس قسم اللغة العربية بين عامي «1958- 1967» إضافة للإشراف على دار الكتاب العربي، ثم الإشراف على مؤسسة التأليف والنشر.
كان له دور بارز في إقامة أول معرض دولي للكتاب بالقاهرة عام 1969 والذي يشمل على الأخص جناحا خاص بالأطفال، وأصبحت في عام 1979 عضواً بمجلس الشعب عن دائرة حلوان.
نالت سهير القلماوى عدة جوائز وأوسمة أبرزها الجائزة الأولى لمجمع اللغة العربية عن كتاب «ألف ليلة وليلة» عام 1943، وجائزة الدولة عن كتاب «المحاكاة في الأدب» عام 1955
.