من معرض الكتاب.. نصائح الزوار للذين لم يأتوا بعد

من معرض الكتاب.. نصائح الزوار للذين لم يأتوا بعد

كتبه- أميرة موسى:

«يقول المرشدون اقرأ ما ينفعك، ولكني أقول بل اِنتفع بما تقرأ» نصيحة قالها قديما عباس العقاد. لذلك فإن معرض القاهرة الدولي للكتاب قد يكون فرصة مناسبة، ليس للانتفاع بشراء الكتب فقط، ولكن ربما أيضًا لمقابلات أشخاص ومعرفة رحلات وحكايات من أزمنة وأمكنة كثيرة، لن يسمح لك بمعرفتهم إلا عبر دفتي كتاب.

واعتاد الآلاف سنويا على زيارة الحدث الثقافي الأهم في مصر منذ انطلاقه قبل خمسين عاما، غير أن انتقال المعرض من مقره الدائم بمدينة نصر إلى التجمع الخامس، أثار ردود أفعال مختلفة بين الناشرين وغيرهم، ولكن يبقى الجمهور حاضرا في كل الأحوال.

هنا نقدم لكم نصائح من زائري المعرض في أيامه الأولى لأولئك الذين لم يذهبوا بعد. ماذا عن التنظيم والإيجابيات والسلبيات والمكتبات ودور النشر والمطاعم والمواصلات؟

الحنين والألفة بين المقر القديم والجديد 

ضحكات، وجملة «بين البينين»، هكذا بدأ تعليق الصديقتين نسمة محمد (21 عاما)، وسهيلة عمر (20 عاما) على سعادتهما بالمعرض، في نهاية الزيارة الأولى لهما، والتي استغرقت يوم كامل من الصباح الباكر وحتى الساعة التاسعة مساءً، مع غلق دور النشر أبوابها. تُفسر سهيلة (طالبة كلية الأسنان) ذلك بفقد الألفة مع المكان الجديد، والحنين لمثيله الأول في مدينة نصر. يتفق معها الثلاثيني محمد عامر. مؤكدًا أنه تعامل مع جولته هذا العام بترقب واستكشاف، شأن كل مكان جديد يجهله.

«يقول المرشدون اقرأ ما ينفعك، ولكني أقول بل اِنتفع بما تقرأ» نصيحة قالها قديما عباس العقاد. لذلك فإن معرض القاهرة الدولي للكتاب قد يكون فرصة مناسبة، ليس للانتفاع بشراء الكتب فقط، ولكن ربما أيضًا لمقابلات أشخاص ومعرفة رحلات وحكايات من أزمنة وأمكنة كثيرة، لن يسمح لك بمعرفتهم إلا عبر دفتي كتاب.

أروقة متداخلة. صالات فسيحة. ومساحات شاسعة. تستقبل الزائرين، كما نسمة (طالبة بكلية الفنون). تقول: «أنتِ مش متخيلة التوهان، مكنتش عارفه أمشي يمين ولا شمال» لكنها ترى أن الناس ستعتاد ذلك بمرور الوقت. بمساعدة اللافتات المعلقة بين الأركان، لتحديد الاتجاهات، وأماكن دور النشر، يستطيع الزائرين فهم الطريقة التي يحتاجون إليها للتحرك.

بمجرد وصول الزائر إلى المعرض، يسأل عن خريطة المعرض، هذا ما فعله محمد، أرسلت إلي إحدى صديقاتي بالخريطة، وهذا ما يفضل أن نقوم به،نظرًا لأن السؤال عن نسخة مطبوعة منها غالبًا ما ينتهي إلى لا شيء، لذا يفضل الاحتفاظ بنسخة إلكترونية من صفحة المعرض على فيس بوك.

«بصوا على الخريطة، واعرفوا غرضكم فين»، تبدي نسمة إعجابها بقدرة الخريطة التي حملتها من على الإنترنت، واصطحبتها معها بملف بي دي إف، لتكون دليلها طوال اليوم، على التنظيم، وتعتقد أن ذلك سيوفر وقت على الناس في البحث عن تفضيلاتهم. وعن الأسعار يضيف محمد عن نسبة الزيادة، حوالي 5% مقارنة بالعام الماضي.

المطاعم والجراج.. مميزات وعيوب  

المنطقة المخصصة للمطاعم ومحال المشروبات، هي إحدى مميزات المعرض، في تقدير سهيلة. التي تؤكد أن أحدًا لن يضطر إلى افتراش الأرض كما كان يحدث من قبل، أو تكلف عناء اصطحاب المأكولات، وعليه لن يحتاج الجائع هناك سوى التوجه إلى هذه المنطقة والمعروفة بـ «food court»، تشمل أنواع كثيرة من الأطعمة بأسعار متفاوتة، وهذا ما يجعلها مناسبة لشرائح اجتماعية أكثر تنوعًا. وإن كان التحلق على الأرض حول السندوتشات حميمًا، بالنسبة لها، بالسابق.

تعتبر سهيلة موقف انتظار السيارات، والذي وصفته بالبعيد والمرهق، لكبر المساحة التي تفصله عن باب الخروج، من أكثر الأشياء التي أزعجتها. سيكلف الناس حمل حصيلة مشترياتهم، التي غالبًا ما تكون ثقيلة. قائلة «تقريبًا الباركينج في صحرا أصلا»، في حين يعرب محمد عن استحسانه للموقف، مقسم بحواجز أمنية، في صفوف. يفصله عن البوابة الرئيسية حوالي 30 مترًا، يتعين على الزائرين عبور الطريق الفاصل بين الموقف والمعرض، لذا عليهم بالانتباه، تحديدًا في وجود أطفال.

تتولى الشرطة مسئولية التنظيم، في مقابل تحصيل 10 جنيهات من كل عربة، وفقًا لمحمد، بالرغم من الاختلاف في وجهتي النظر بينه وبين سهيلة، لكنهما يتفقان في توصية القادمين للمعرض باستقلال مركباتهم الخاصة إن وجدت، بدلًا من المواصلات العامة، لتسهيل نقل الكتب. الأتوبيسات التي تخصصت لنقل الركاب تيسر على المقيمين في مناطق بعيدة، أو قادمين من المحافظات، لوجودها في نقاط محددة. تجنبًا للخطأ في الطريق، أو عدم القدرة على الوصول.

عليكم بالخريطة.. فيها كل شيء

نصيحة نسمة التي نقلتها لنا، كانت الاعتماد على الخريطة، المشار إليها سلفًا، لأنها بمثابة دليل جيد. وأيضًا تحضير قائمة بالكتب المراد شرائها، مع تحديد دور النشر الصادرة عنها، ورقم القسم الذي تتواجد فيه بمساعدة الخريطة نفسها، تشاركها سهيلة «ويكونوا عارفين مكان كل قسم عشان يروحوا عليه بالظبط». أما محمد فيعتقد أن على القادمين أن يتفهموا فكرة أنهم مقدمين على مكان جديد. ربما يفتقدوا للمكان القديم للمعرض. يوصي بتجاوز ذلك الشعور للاستمتاع باليوم.  

لن يحتاج الوافد زيارة المعرض لأكثر من مرة، اللهم إلا إن أُعلن عن نشر لكِتاب أو رواية جديدة، هذا في رأي سهيلة، ونسمة. يتوقف حاجة كل شخص لزيارة المعرض على حجم احتياجه وتنوع دور النشر التي تنتمي إليها القائمة الخاصة به، إن كانت قائمتك طويلة، ومتنوعة، فربما يتطلب حضورك لمرات ومرات طوال فترة المعرض. يفضل الاستعانة بالخريطة وتحديد واجهاتك من البداية، خصوصًا إذا لم تكن من بين سكان المناطق المجاورة لحي التجمع، حيث يقام المعرض حاليًا. كانت هذه توصية محمد. يجمع الزائرون الثلاثة على أهمية أن لا يفوت محبي القراءة زيارة المعرض الذي قرر بائعو سور الأزبكية التفرد به، في العتبة. بعدما غابوا عن التواجد إلا بشكل رمزي في المقر الجديد هذا العام.

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر