في احتفال جامعة القاهرة بثورة 1919.. حكم الإخوان كان استبداديا ومصر عانت من الاحتلال التركي (تقرير)

في احتفال جامعة القاهرة بثورة 1919.. حكم الإخوان كان استبداديا ومصر عانت من الاحتلال التركي (تقرير)

احتفلت جامعة القاهرة، برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت، بمرور 100 عام على ثورة 1919، وحضر الاحتفالية رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مكرم محمد أحمد، ورئيس تحرير الأهرام المسائي، ماجد منير، والكاتب الصحفي، شريف عارف.

قال رئيس جامعة القاهرة، إن ثورة 1919، خرجت من جامعة القاهرة ضد الاحتلال والاستعمار، وترتبط بشكل مباشر بثورة 52، و71 التي خرجت لضرب مراكز القوى، أيضا ثورة 25 يناير و30 يونيو.

مطالب ثورة 1919 ارتبطت بتطور العقل السياسي الأوربي، والتي تمثلت في الحرية ورفض الاستعمار وحقوق الإنسان.

لدينا مشكلة وهي النظر للتاريخ على أنه مجموعة من المعلومات، وهذا خطاء فلابد من تناول الأمور بشكل تحليلي وليس حشو معلومات، حتى لا تبدأ كل مرة من نقطة الصفر فالتوجه لدور فلسفة التاريخ، وتطور مفهوم الدولة.

مصر كانت تحت الاحتلال التركي، وليس تحت الاحتلال الإنجليزي، محمد علي لما استقل بمصر لم يكن استقلال كامل، وظلت مصر تدفع الجزية للأتراك، فجاءت ثورة 1919 بداية لوضع خارطة لمفهوم الدولة الوطنية التي ترفض الاحتلال أي كان نوعه.

لولا التعلم وجامعة القاهرة لما جاءت ثورة 19، فهي لم تكن «هبة شعبية»، شارك فيها الأزهر، والمدارس والنقابات وكل طوائف الشعب، فمصر للمصرين، والشعارات التي خرجت ثورة 19 تنادي بها مثل الهلال والصليب، هي التي يجب أن نعيش عليها، فالدين لله والوطن للجميع.

ممارسات الاحتلال اختلفت في هذا العصر عن الماضي، فنجد حروب الجيل الرابع الآن التي تقوم على بث الشائعات والوعي الزائف واحداث حالة فوضى في ذهن الناس، نتيجة المعلومات المغلوطة التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

مكرم محمد احمد

قال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مكرم محمد أحمد، إن ثورة 1919، كانت من أهم علامات التنوير في القرن الماضي وما زالت علامة التنوير في مصر الحديثة.

وأضاف أنها كانت ثورة شعبية صادقة، وركيزة أساسية لوضع مبادئ الفكر الصحيح بمصر، وحققت الوحدة الوطنية بأسمى أشكالها، فثورة 1919 من الثوابت الأساسية لمفهوم الدولة الوطنية، قائلًا: «لا ننسي موقف النحاس باشا حين رفض ترشيح حسن البنا للبرلمان حتى لا يتم خلط الدين بالسياسة».

وأوضح مكرم محمد أحمد، أن شعار ثورة 1919 كان «الدين لله والوطن للجميع»، بينما كان شعار ثورة 1952 «الاتحاد والنظام والعمل»، وهذا ما أثقل التركة على ثورة 1952 والسبب في ذلك يرجع لكون الإخوان المسلمين طرفًا فيها واختلط الدين بالسياسة، ولم يعد العمل بمبدأ الدين لله والوطن للجميع.

وانتقد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عدم وجود حياة سياسية في مصر، قائلا: «لا يمكن إقامة حياة سياسية سليمة دون بناء حياة حزبية سليمة، ومصر مازالت تعيش على منتج ثورة 1919 من علوم وفنون وثقافة، فالميراث الحقيقي لثورة 1919 هو الوحدة الوطنية والفصل بين الدين والسياسة، وأن الدولة المدنية الوطنية هي أعظم ما أنتجته ثورة 19».

«لا يخفى على أحد أن هناك من يقف ضد مصلحة الوطن مشوهًا صورة الجيش ويريد تفكيك الدولة الوطنية» هكذا يعلق مكرم محمد أحمد على حملات التشويه التي تطول الجيش المصري.؟

وأوضح أن متزعمين ثورات الربيع العربي يرغبون في تفكيك الشعوب، كما حدث في ليبا وسوريا واليمن، بهدف إعادة البناء من جديد تحت شعار ما يسمى بالربيع هفو ليس ربيعا وإنما حكم الإخوان مصر بالتجبر والطاغوت والاستبداد.

وشدد على أنه لا ينبغي للدين أن يصبح بضاعة أو وسيلة لتحقيق أهداف سياسية، ولا يجب إنكار حجم الانجازات التي حدثت في السنوات الأربع الأخيرة، من مشروعات قومية وتنمية حقيقية على أرض الواقع، قائلًا: «إن الدولة الوطنية بها الكثير من المشاكل وتواجه بعض التحديات، وما علينا إلا الصبر والصمود، حتى يتم الإصلاح».

حسين السنوسي

حسين السنوسي

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، رئيس قسم الجامعة بموقع شبابيك، متابع لأخبار التعليم ومقيم بمحافظة الجيزة