حرب العرق وإيران.. مليون قتيل من أجل النفط

حرب العرق وإيران.. مليون قتيل من أجل النفط

بعبور القوات العراقية، للحدود الدولية والتوغل داخل الأراضي الإيرانية في سبتمبر عام 1980، بدأت إحدى أطول حروب القرن العشرين دموية وخسائر في الأرواح والعتاد، لتدخل البلدين المتجاورين في حرب استمرت حتى عام 1988.

مليون قتيل ضمن خسائر حرب العراق وإيران

خلفت الحرب التي اندلعت بين طهران وبغداد قرابة مليون قتيل، وبلغت الخسائر المالية 400 مليار دولار أمريكي، حتى أن الحرب أثرت على المعادلات السياسية في منطقة الشرق الأوسط كلها.

بدأت الحرب بمناوشات وتبادل لإطلاق النار بين البلدين حتى اتهمت العراق إيران رسميا في 4 سبتمبر بقصف البلدات الحدودية بالقنابل، وهو ما استدعى الرد، وبناء عليه ألغى الرئيس صدام حسين الاتفاقية الموقعة بين البلدين في الجزائر عام 1975، واعتبر مياه شط العرب كلها عراقية، ليتحول الأمر إلى حرب شاملة ومدمرة.

كان العراق يطمح باشتعال الوضع الداخلي في إيران بفعل الثورة التي كانت في بدايات حكمها حيث اندلعت في عام 1979، واندفعت القوات نحو الأراضي الإيرانية لكن سرعان ما ردت طهران سريعا، ونجحت في استعادة الأراضي الإيرانية بحلول عام 1982.

لماذا وقعت حرب العراق وإيران؟

كان الطرفان يطمحان للسيطرة على مياه الخليج العربي، التي تعد خزان كبير للبترول، حتى وصل التوتر حد الغليان، لكن كثير من الدراسات التاريخية تشير إلى الدعم الأمريكي الذي حظي به نظام صدام حسين في هذه الحرب، حيث سمح له بشراء ما يلزمه من سلاح لكسر شوكة الإيرانيين، هذه الرؤية تروج لها إيران.

الثورة الإيرانية التي قادها على روح الله الخميني، ناصبت الغرب العداء من أول سيطرتها على السلطة، وهاجم المتظاهرون الإيرانيين السفارة الأمريكية في طهران، واحتجز جميع موظفي السفارة كرهان في الأراضي الإيرانية لفترة طويلة، لذا كانت واشنطن تسعى للرد بكل السبل، لذا دعمت نظام صدام حسين في الصمود أمام الهجمات الإيرانية والرد عليه.

شارك في هذه الحرب من الجانب العراقي بجانب قوات الجيش عدد من الجماعات المسلحة، أبرزهم حركة مجاهدي خلق، بينما تحالفت الميلشيات الكردية العراقي، التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني مع إيران، لذا تعرضت للانتقام بعد انتهاء الحرب من قبل نظام صدام حسين.

دور أمريكا والاتحاد السوفيتي

كان الاتحاد السوفيتي يرتبط بعلاقة قوية مع العراق قبل الحرب، إلا أنه أوقف امتداد بغداد بالأسلحة مع اندلاع الحرب، لكنه عاد وزود العراق بالسلاح في عام 1982، وفي الوقت نفسه عرضت موسكو على طهران أن تزودها بالسلاح إلا ان الأخيرة رفضت.

استمرت الحرب طوال 8 سنوات متواصلة سقط خلالها نحو نصف مليون مقاتل من الطرفين، ومثلهم من المدنيين.

كيف انتهت الحرب؟

لم يعبأ الطرفين بدعوات مجلس الأمن لوقف إطلاق النار طوال سنوات الحرب، ولم يلتزم الطرفان بهذه القرارات، لكن في النهاية انتهت الحرب بقرار مجلس الأمن رقم 598، الذي قبله الطرفان.

بعد وقف الحرب انسحبت القوات الإيرانية من جميع الأراضي العراقية، والعودة إلى ما قبل الحرب التي حددتها اتفاقية الجزائر عام 1975والتي تضمنت ترسيم الحدود البرية بين البلدين.

عبدالغني دياب

عبدالغني دياب

صحفي مصري متخصص في الشؤون السياسية والاجتماعية