بلال بن رباح.. مؤذن الرسول الذي اشتراه أبو بكر الصديق لتخليصه من التعذيب
نتابع كتابة سلسلة الموضوعات التي ينشرها موقع شبابيك عن الصحابة الكرام صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وبطل قصة اليوم مؤذن الرسول بلال بن رباح.
من هو بلال بن رباح؟
بلال بن رباح رضي الله عنه هو بلال بن رباح الحبشي المؤذن، مولى أبي بكر الصديق ، اشتراه ثم أعتقه، وكان له خازنًا، ولرسول الله مؤذنًا.
وقد ولد بعد حادث الفيل بثلاث سنين أو أقل، وكان رجلاً شديد الأدمة، نحيفًا، طوالاً، له شعر كثير، خفيف العارضين.
أبو بكر الصديق.. صاحب الرسول الذي جمع القرآن الكريم
قصة إسلام بلال بن رباح
كان من السابقين إلى الإسلام، وقد رُوي أن رسول الله وأبا بكر اعتزلا في غار، فبينما هما كذلك إذ مرّ بهما بلال وهو في غنم عبد الله بن جدعان.
فأطلع رسول الله رأسه من ذلك الغار، فقال: «يا راعي، هل من لبن؟ فقال بلال: ما لي إلا شاة منها قوتي، فإن شئتما آثرتكما بلبنها اليوم، فقال رسول الله: اِيت بها».
فجاء بها فدعا رسول الله بقعبه فاعتقلها رسول الله فحلب في القعب حتى ملأه فشرب حتى روي، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانت، ثم قال: هل لك في الإسلام؟ فإني رسول الله". فأسلم، وقال: اكتم إسلامك.
ففعل وانصرف بغنمه وبات بها وقد أضعف لبنها، فقال له أهله: لقد رعيت مرعى طيبًا فعليك به، فعاد إليه ثلاثة أيام يستقيهما ويتعلم الإسلام، حتى علم المشركون بإسلامه، فقاموا بتعذيبه أشد العذاب.
أهم ملامح شخصية بلال بن رباح
كان بلال بن ربال من الصابرين والثابتين في سبيل الله وقال عبد الله بن مسعود: «كان أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله ، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد؛ فأما رسول الله فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون وأُلبسوا أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد».
وكان أميّة بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقول: لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد، فيقول وهو في ذلك: أحد أحد.
بعض مواقف بلال بن رباح مع الرسول
روى البخاري بسنده، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: سرنا مع النبي ليلة، فقال بعض القوم: لو عَرَّسْتَ بنا يا رسول الله. قال: «أخاف أن تناموا عن الصلاة". قال بلال: أنا أوقظكم، فاضطجعوا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ النبي وقد طلع حاجب الشمس، فقال: يا بلال، أين ما قلت؟ قال: ما ألقيت عليَّ نومة مثلها قطُّ. قال: إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال، قُمْ فأذن بالناس بالصلاة».
وعن أبي سعيد الخدري، عن بلال قال: قال رسول الله: «يا بلال، ألقِ الله فقيرًا ولا تلقه غنيًّا. قال: قلت: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: إذا رزقت فلا تخبأ، وإذا سئلت فلا تمنع. قال: قلت: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: هو ذاك وإلا فالنار».
وفاة بلال بن رباح :
لما احتضر بلال نادت امرأته: واحزاناه! فقال: «واطرباه! غدًا ألقى الأحبة محمدًا وحزبَه».
وقد مات بدمشق سنة عشرين، فدفن عند الباب الصغير في مقبرة دمشق، وهو ابن بضع وستين سنة.