بالتشابه مع Breaking bad.. هذه نهاية عيسى الغانم في «ولد الغلابة»
تعرض مسلسل «ولد الغلابة» لانتقادات بزعم اقتباسه المباشر من المسلسل الأمريكي فائق النجاحBreaking bad .
هل العملين فعلاً متشابهين؟ أم ما حدث مجرد توارد خواطر؟ في هذا التقرير نستعرض المسلسل الأمريكي تاركين الحكم للجمهور، وراصدين النهاية التي لم تُعرض بعد لـ«عيسى الغانم» بناء على الزعم باقتباس المسلسل.
والتر وايت.. عبقري كيمياء مدفون
بطل Breaking bad هو أستاذ كيمياء بلغ الخمسين من عمره يُدعى والتر وايت، يعشق مهنته برغم العائد القليل منها، ويضطر للعمل في مغسلة سيارات بجانبها، كي ينفق على عائلته المكونة من زوجة حامل وابن مصاب بالشلل الدماغي.
هذه الحياة المُرهقة تزداد صعوبة بما لا يُقاس، حين يُصاب والتر وايت بسرطان مفاجئ في الرئة، ويدرك حقيقة أن شهوره في الدنيا صارت معدودة، ليفكر في استخدام خبراته الكيميائية الرهيبة في صناعة مخدرات الميثامفيتامين (الميث) وبيعها.
ينتج والتر وايت أنقى مخدر عرفته البلاد بمعاونة «جيسي بينكمان» أحد تلاميذه الخبثاء، ويدخل الرجل وتلميذه في صراعات مع كبار التجار المحليين في بيع وتوزيع إنتاجه، كل هذا وما يزال والتر المدرس المحترم أمام أسرته، وبالذات أمام صهره الذي يعمل أصلاً ضابطًا في مكافحة المخدرات.
سول جودمان وآخرون
يكتشف والتر وايت أن هذا العالم الخطر الذي دخله لن يبقيه كما كان، ويتحول المدرس الوديع إلى محترف إجرامي مستخدمًا كل دهاء ممكن في كسب خصومه، بينما يتعامل بصعوبة مع مساعده «جيسي» المتهور الأرعن.
يضطر الاثنان للتعاون مع المحامي الداهية «سول جودمان» الذي يعرف كل خبايا القانون لإخراجهم من كافة الورطات الجنائية، ويستمر الثلاثي في صناعة المخدرات وتقاسم الربح حتى يقابلون إمبراطور صناعة المخدرات في المدينة.
هذا الإمبراطور يوفر لـ«والتر وايت» مصنعًا متكاملاً لإنتاج مخدره النقي، في حين انفصل عنه تلميذه بعدما كره عالم المخدرات بكل ما فيه من قتل وسفك دماء، لكن سرعان ما يعود «والتر» و«جيسي» معًا ولكن تظهر هنا أكبر مشكلة في الموضوع حين تعرف زوجة «والتر» بما حدث.
أنا الخطر
تكثر المشاكل مجددًا بين والتر وإمبراطور المخدرات الذي يعمل معه، أما زوجته فأخذت تحاربه وتحاول الانفصال بعيدًا عنه، حتى صهره الشرطي يعمل جاهدًا حتى يمسك به دون أن يعرف حقيقته، ولكن العبقري داخله يستيقظ ليتخلص من كل هذا بضربة واحدة.
تتحول شخصيته بشكل كبير إلى التوحش التام، فيقتل جميع الشهود على وجوده ويتابع نشاطه بلا رادع، وحين تنبهه زوجته التي تعاطفت معه أن يتوقف عما يفعل يصرخ فيها «لا أخشى الخطر.. فأنا الخطر».
في النهاية يكشف لنا المسلسل حقيقة مهمة عن «والتر وايت» وماضيه، فكيف صار هذا العبقري مجرد مدرس فقير ولم يستثمر خبراته في عمل مربح؟ والإجابة هي حب زوجته الذي دفعه أصلاً للعمل الحكومي حتى يوفر مصاريف الزواج سريعًا، في حين أنه كان شريكًا لاثنين من المليونيرات فيما مضى، لكنه تخلى عن نصيبه في الشركة وانفصل عنهما ليستغل الاثنان أبحاثه الكيميائية الثمينة في عملهم، وتدور الأيام ليضطر «والتر» لاستخدام مهارته في الممنوعات.
النهاية.. العبقري يعترف
لا تسري خطط والتر العبقرية بالشكل المثالي دائمًا، وتحدث صدفة تجعل تلميذه يكرهه لدرجة التعاون مع الشرطة للإمساك به، في الوقت الذي يعرف صهره أصلاً حقيقته كأكبر تاجر مخدرات في المدينة.
يتعاون أعداء والتر الجدد عليه لتحدث الكوارث واحدة وراء الأخرى، ويضطر للهرب بعيدًا عن أسرته بعدما افتضح أمره، أما تلميذه «جيسي» فتبقي عليه عصابة من المجرمين ليصنع لها الميث النقي المطلوب بشدة، وهنا يحضر والتر خطته العبقرية الأخيرة.
يذهب لتحرير «جيسي» من العصابة عالمًا أنها نهايته، وبالفعل يموت بفعل رصاصة خاطئة، لينتهي وسط الأدوات الكيميائية التي عشقها وسخر عالمه لها، فهو في النهاية يعترف أنه فعل كل هذا حتى يفعل الشيء الذي يحبه وخُلق من أجله.
والتر وايت.. عيسى الغانم
بهذا الشكل وبناءً على التشابه، يموت عيسى الغانم في نهاية مسلسل «ولد الغلابة» مكفرًا عن أخطائه في تجارة المخدرات وقتل الآخرين، ومعترفًا بأن الخطأ لا يمكن إصلاحه بخطأ أكبر، وهذه النهاية تروق للجمهور دائمًا حين يقر بطلهم بجرائمه ويموت راضيًا.
من الجدير بالذكر أن نفس الحبكة تكررت في فيلم «حتى لا يطير الدخان» لعادل إمام، فقد لجأ طالب الحقوق الفقير في الفيلم لتجارة المخدرات حتى يحصل على الثراء السريع ويهزم المجتمع بساداته الأغنياء والوصوليين، لكنه في النهاية يموت بالمرض كذلك، في إشارة لعبثية الحياة والنهاية المحتومة لكل ذكي جبار.