أزمة بسبب توجه الحكومة لتخريج دفعات طب استثنائية.. وأطباء: تخريب للمهنة

أزمة بسبب توجه الحكومة لتخريج دفعات طب استثنائية.. وأطباء: تخريب للمهنة

وجّه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بدراسة تخريج دفعات استثنائية من خريجي كليات الطب، في ظل العجز الشديد الذي تواجه مصر حالياً في أعداد الأطباء، وكذا زيادة أعداد الطلاب المقبولين بكليات الطب.

وأشار وزير التعليم العالي، خالد عبدالغفار، إلى أنه يوجد تكليف من رئيس الجمهورية بالنظر في أعداد العاملين في القطاع الصحي. واستعرض الوزير أعداد الخريجين من كليات القطاع الطبي الحكومي والخاص خلال الفترة من 2014 حتى 2018.

وبلغ أعداد هؤلاء الخريجين نحو 47 ألف خريج من كليات القطاع الطبي الحكومي والخاص؛ وهي: الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والعلاج الطبيعي، ومعاهد ودارسو التمريض.

خطة تطوير القطاع الطبي

ولفت الوزير إلى وجود 30 كلية طب في مصر من بينها 20 كلية حكومية، و 3 كليات طب خاصة، وكلية طب تابعة للقوات المسلحة، إضافة إلى 6 كليات طب تابعة للأزهر، فضلاً عن وجود 33 كلية طب أسنان، و 43 كلية صيدلة، و 15 كلية علاج طبيعي.

استعرض وزير التعليم العالي خطة التطوير في القطاع الطبي، والتي تقوم على عدد من المحاور، أهمها التوسع في إنشاء كليات طب بشري جديدة حكومية أو خاصة أو أهلية، وضرورة العمل على أن يزيد عدد الطلاب الذين يتم قبولهم بكليات العلاج الطبيعي بالجامعات الحكومية والخاصة على الأقل لمدة 10 سنوات.

نقابة الأطباء

وأعرب أعضاء بمجلس نقابة الأطباء عن رفضهم لاقتراح «تخريج دفعات استثنائية» من كليات الطب، لمواجهة العجز بالمستشفيات، مؤكدين أن «هذا لا يمثل حلا لأزمة الطب في مصر، ولكن الحل هو تصحيح أوضاع الأطباء من حيث المرتبات، ووقف الاعتداءات عليهم.

وقال عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتور إيهاب طاهر، إن الطب لا يمكن دراسته بالقطعة، فإما أن تكون طبيبا قادرا على تشخيص المرض، أو لا، كما أن دراسة الطب هي دراسة إكلينيكية لابد أن يحصل فيها الطبيب على كل المواد العلمية التي يدرسها الطلاب.

وأكد عضو مجلس نقابة الأطباء، في تصريحات صحفية، أن «ما يحدث فيما يخص تخريج دفعات استثنائية هو (تهريج)، فلا يمكن أن يكون هناك دفعات استثنائية في دراسة الطب.

وأوضح أن دراسة الطب تتطلب دراسة معينة وأن يدرس الشخص 15 عاما ليصبح أخصائي، وزيادة أعداد المقبولين ليس حلا، لأن ذلك سيستغرق 15 عاما حتى يتخرج هؤلاء، قائلا: «هذا ليس حلا طالما أن بيئة العمل كما هي لم تتغير، فستستمر هجرة الأطباء مهما بلغ عددهم».

تخريب لمهنة الطب في مصر

قالت عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتورة منى مينا، إن القرار هو تخريب كامل لمهنة الطب، موضحة: «يبدو أن المسؤولين بعدما أجبروا الأطباء على الهروب، بكل طرق الاضطهاد المادي والمعنوي، وتركوهم فريسة للعدوى وللاعتداءات اليومية، والتعسف وحملات التشهير الإعلامي المسمومة، حتى أصبح الطلبة يدرسون المعادلات التي تمكنهم من السفر للخارج بدءا من السنة الثالثة في الكلية».

وأضافت مينا، «بدلًا من حل أسباب هروب الأطباء، قرروا إيجاد حل يضرب المهنة كلها في مقتل، وقرروا تخريج «دفعات استثنائية»، وفتح المزيد من كليات الطب الحكومية والخاصة، وحتى إن لم يكن للكلية مستشفى جامعي للتعليم والتدريب كما يشترط القانون، وهناك توجيه لفتح مستشفيات وزارة الصحة أمام طلبة كليات الطب الخاصة للتدريب.

وأكدت أن هذا الحل لا يمكن أن يكون مقبولا بالنسبة للطب ودراسته التي تحتاج إلى دراسة إكلينيكية متخصصة، تحتاج إلى وقت كافٍ وهو المدة المحددة والمتعارف عليها، كما أن مستشفيات وزارة الصحة هي لخدمة المواطن الذي يحتاج لخدماتها، وغير مقبول أن يتم تشغيلها لخدمة كليات طب خاصة تدر على مالكيها الملايين.

حسين السنوسي

حسين السنوسي

صحفي مصري متخصص في الشأن الطلابي، رئيس قسم الجامعة بموقع شبابيك، متابع لأخبار التعليم ومقيم بمحافظة الجيزة