ماذا حدث في مثل هذا اليوم قبل 67 عام؟.. أحداث 23 يوليو 1952
استيقظ المصريون في يوم 23 يوليو 1952 على صوت الضابط محمد أنور السادات يتلو بيانا من دار الإذاعة المصرية، أكد فيه تولي الجيش إدارة شئون البلاد.
كانت خسارة الحرب في عام 1948 واحتلال فلسطين من أهم العوامل التي أدت إلى تكوين حركة تسمى بحركة الضباط الأحرار في الجيش المصري الذي تحرك عقب لذلك لإنهاء الحكم الملكي.
وفي 23 يوليو 1952 اتخذ هؤلاء الضباط أهم قرار بإنهاء هذا الحكم، ونظموا «انقلاب أبيض» على إدارة الملكية في مصر وسيطروا على جميع المرافق والمؤسسات الحيوية ومن بينها مبنى الإذاعة والتليفزيون.
هؤلاء الطلاب استفادوا كثيرا من ثورة 25 يناير
تفاصيل يوم 23 يوليو
ورد إلى جمال عبد الناصر أخبارا تفيد بأن القصر الملكي يعتزم القبض على 13 ممن الضباط المنتمين إلى تشكيل الضباط الأحرار، وتعيين حسين سري وزيرا للحربية.
اجتمع عبدالناصر بزملائه من الضباط لمراجعة الخطة التي وضعها الضابط زكريا محي الدين بتكليف من جمال عبد الناصر ومعاونه عبد الحكيم عامر.
كانت ساعة الصفر التي اتفق عليها الضباط الأحرار هي الساعة الواحدة صباح الأربعاء 23 يوليو 2019.
تتضمن الخطة تحرك الكتيبة 13 بقيادة أحمد شوقي للسيطرة على قيادة القوات المسلحة في سرية كاملة.
اتفق الجميع على أن يكون مركز الثورة في منطقة ثكنات الجيش من نهاية شارع العباسية إلى مصر الجديدة.
حدث خطأ ساعد في إنجاح تحركات الضباط الأحرار، وهو إبلاغ يوسف صديق قائد ثان الكتيبة 13 بساعة الصفر، حيث تحرك بقواته في الساعة 11 مساء يوم 22 يوليو وسيطر على مجلس قيادة القوات المسلحة في كوبري القبة واعتقل كل من قابلهم من رتبة قائم مقام فما فوق واستولى على مراكز القيادة بالعباسية وعلى مبنى الإذاعة والمرافق الحيوية بالقاهرة واعتقل الوزراء.
بيان ثورة 1952
أذاع الضابط محمد أنور السادات البيان الأول للثورة، وتمكن هؤلاء الضباط من إجبار الملك على التنازل عن عرشه لولي العهد الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو.
وجاء نص البيان: من اللواء أركان الحرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المصري، اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين.
وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها.
وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب، أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب.
وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال. وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسئولا عنهم والله ولي التوفيق.
ما بعد الإطاحة بالملك
عقب الإطاحة بالنظام الملكي شكل مجلس قيادة الثورة الذي يضم الضباط الأحرار، مجلس وصاية على العرش برئاسة اللواء محمد نجيب.
تشكل مجلس قيادة الثورة من كل هؤلاء: محمد نجيب، جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، يوسف صديق، حسين الشافعي، صلاح سالم، جمال سالم، خالد محيي الدين، زكريا محيي الدين، كمال الدين حسين، عبد اللطيف البغدادي، عبد المنعم أمين، محمد أنور السادات، جمال حماد.
و كلف المجلس علي ماهر باشا بتشكيل الوزارة بعد إقالة وزارة الهلالي باشا بعد يوم من تشكيلها ثم قام الثوار بالاتصال بالسفير الأمريكي لإبلاغ رسالة إلى القوات البريطانية بأن الثورة شأن داخلي، وتم طرد الملك وأجبر على التنازل عن العرش إلى ولي عهده ابنه الرضيع أحمد فؤاد وتم ترحيل الملك وأسرته إلى إيطاليا على متن يخته الخاص «المحروسة».
وفي 18 يونيو 1853 ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية.