«حليب الحمير» ينتج أغلى نوع جبن في العالم
لا تخلو المنازل من تناول أنواع مختلفة من الجبن، باعتباره وجبة غذائية أساسية ومناسبة، ولكن هناك نوع فريد يصنف كأغلى أنواع الجبن في العالم.
يصف النائب السابق في البرلمان الصربي المحلي يصف سلوبودان سيميتش، مذاق الجبنة التي ينتجها والمصنوعة من حليب الحمير، بأن «لها مذاق فريد، مذاق لا تصادفه مع أي طعام آخر» بحسب بي بي سي عربي.
ويعدّ سيميتش من الروّاد في هذا المجال الغريب، والأجبان التي ينتجها غير متوفرة إلا بكميات محدودة جدا.
ونظرا لمحدودية الكميات المطروحة منها، قد يبلغ سعرها ألف يورو للكيلوجرام الواحد.
الزبائن
يقول سيميتش «ننتج كميات لا تتعدى 50 غراما، وهذه كمية تكفي لعشرة أشخاص. لا أستطيع أن أتصور أن يتمكن شخص واحد من تناول نصف كيلوجرام أو كيلوجرام واحد من هذه الجبنة».
يقتني الشباب هذه الجبنة كهدايا لإبهار معشوقاتهم ومحبوباتهم.
كما يقتني لاعب التنس الكبير نوفاك جوكوفيتش - الذي قد يكون أشهر الشخصيات الصربية العامة على الإطلاق - كميات من هذه الجبنة لتقديمها في سلسلة المطاعم التي يمتلكها.
ويقول سيميتش إنه لا ينتج إلا 50 كيلوجراما من جبنة الحمير في السنة الواحدة، ويواجه صعوبات في تصديرها إلى خارج صربيا نتيجة القيود المفروضة على منتجات الألبان.
ولكنه يقول إن أثرياء من أنحاء العالم يأتون إلى صربيا لاقتناء هذا المنتج الفريد، ويقول إنه باع مرة 15 كيلوجراما من جبنة الحمير لأحد الأثرياء الماليزيين على سبيل المثال.
وصفة سرية
من المعلوم أن الحمير تستخدم في العديد من دول العالم في مجالات نقل البضائع والعمل في المزارع.
ويتناول العديد من البشر حليب الحمير في شتى أصقاع العالم، ولكن إنتاج الجبنة من هذا الحليب ليس بالمهمة اليسيرة.
يعود السبب في صعوبة إنتاج جبنة الحمير إلى أن حليب الحمير لا يحتوي على بروتين الكازين «أو الجبنين»، وهو بروتين يساعد في تخثر الحليب.
لذا لجأ سيميتش إلى أخصائي من أجل إيجاد حل تكنولوجي لهذه المعضلة. والحل الذي توصل إليه هذا الأخصائي يبقى سرا طي الكتمان.
ويقول سيميتش «لا يعرف سر الأسلوب إلا هو، فحتى أنا لا أعرفه».
ومن المعلوم أن الحمير تنتج كميات من الحليب أقل مما تنتجه البقر، وأن انتاج لتر واحد من الجبنة يتطلب 25 لترا من الحليب.
حليب هذا الحيوان أغلى من الذهب
هواية
لم يتوجه سيميتش إلى هذا المجال من أجل الربح المادي أو السعي من أجل ابتكار شيء جديد.
كانت هوايته العمل من أجل الطبيعة من خلال منظمات كالكشافة، ولكن هذه الهواية تحولت بمرور الزمن إلى مهنة عندما تولى ادارة محمية طبيعية تبعد عن العاصمة الصربية بلغراد بمسافة 80 كيلومترا. كانت المحمية تؤوي العديد من الحيوانات، ولكن لم يكن تحت ادارة سيميتش أي حمير.
وفكّر في استقدام عدد من الحمير، وبعد فترة قصيرة تمكن من شراء 20 حمارا جائعا تخلى عنها أصحابها.
يجادل سيميتش بحرارة أن «هناك اعتقاد في صربيا بأن الحمير حيوانات غبية. لا يوجد شيء أبعد من الحقيقة، فالحمير حيوانات رائعة».
بعد مضي فترة من الزمن، بدأت الحمير بالتكاثر مما أدى إلى زيادة أعدادها، وشرع سيميتش في حلبها من أجل جني المال.
ونظرا لمحدودية مجال بيع حليب الحمير، تفتق ذهنه عن فكرة انتاج الجبنة.
أما الآن، فلديه أكثر من 250 حمارا، ويقول إن عدد الحمير في صربيا ككل قبل اطلاقه مشروعه لم يتجاوز الـ 500.
ويقول «أتناول يوميا نحو 100 جراما من حليب الحمير. أنا الآن في الخامسة والستين من عمري، ولا أعاني من أي مشاكل صحية».
ويقول سيميتش إن النجاح الذي حققه ألهم عشرة آخرين لتأسيس مزارع للحمير، ويعتبر نفسه داعية للحمير.
ويقول «أهيب بالناس في كل العالم إلى تناول حليب الحمير، وحتى الى الاحتفاظ بحمار كحيوان منزلي أليف».