رئيس التحرير أحمد متولي
 الشبابيك في الأغنية العربية.. قلق وانتظار وشوق للمحبوب وحنين للماضي

الشبابيك في الأغنية العربية.. قلق وانتظار وشوق للمحبوب وحنين للماضي

دلالات عديدة حملتها «الشبابيك» التي حلت داخل كلمات كثير من الأغنيات العربية، فعبّرت عن اللهفة للحبيب والحنين للماضي، ودلالات أخرى تناولها زياد عساف في كتابه «المنسي في الغناء العربي».

الشبابيك.. خبايا وأسرار

لم تنس الأغنية العربية الخبايا والأسرار «تحت الشبابيك»، فشدت لها فيروز «ورقوا الأصفر شهر أيلول.. تحت الشبابيك.. ذكرني فيك»، ومن لبنان أيضاً غنى مروان محفوظ «تحت الشباك ناطر.. قلبي المشتاق ناطر»، وعزيز عثمان «تحت الشباك ولمحتك يا جدع.. وصادتني شباك من عينيك يا جدع»، ومن أغنية «ميّل يا غزيل» لنجاح سلام «تلفت ب عباه.. يا رفيق الصبا.. بتمرق من تحت الشباك.. وما في مرحبا..!».

وجاءت الشبابيك في بعض الأغاني كصورة لحالة القلق والانتظار كحالة محمد قنديل في أغنية «يا حلو صبّح»، إذ يشدو «من أد إيه أنا بستناك.. وعيني عالباب والشباك.. عشان أقولك واترجاك»، وفايزة أحمد «من الباب للشباك.. رايحة وجايه وراك.. لكن مش شايفاك.. من باب ولا شابك».

بينما غنت شادية «م الصبحية وانا في الشباك مستنية.. تهل عليا»، ونجاة الصغيرة «دوارين في الشوارع.. دوارين في الحارات.. يا شباكهم يا للي ضايع.. من عينيا سلامات»، وجورجيت صايغ «نطرني عالشباك.. حاكاني.. بكاني.. بلش يرميني شباك»، ومن العراق أمل خضير «من الشباك وعيوني مرسومة على الشارع.. من الشباك وعيوني على الرايح والراجع».

 

لهفة وشوق

لكن الشباك حلّ أيضاً في الأغنية العربية للتعبير عن حالة اللهفة للعيون المتأملة من خلاله، فغنت فايزة أحمد عن القادم من بعيد.. «ببص من الشباك.. لمحته جاي هناك.. عينه على بيتنا.. باين عليه عطشان.. وحد من الجيران.. وصف قُلتنا»، ونجاة الصغيرة «وفي يوم صحيت على صوت فرح.. بصيت من الشباك.. زينة وتهاني وناس كتير دايرين هنا وهناك»، ووردة الجزائرية في أغنية قديمة معادة للمطربة عزيزة حلمي المصرية «يا نينة شفته من الشباك.. جدع حليوة بيتمخطر».

أما الكلام عند الشبابيك فله طعم مختلف عند محمد فوزي «تعالى أقولك كلمة هناك عند الشباك»، وكذلك الحال مع راغب علامة «لو شباكك عشباكي.. كنت بقولك كيف يهواكي».

وفي فيلم «القضية 68»، كانت عبارة للممثل محمد رضا يرددها طيلة الفيلم «يا عالم يا هوه.. أأقفل الشباك ولا افتح الشباك؟». تكررت هذه الحالة في الأغاني أيضاً، فغنت مها صبري في أغنية «ما تزوقيني يا ماما» «رقص ومزازيك.. سدوا الشبابيك.. وخططي حاجبي شوية.. دا عريسي ح ياخدني بالسلامة يا ماما».

وعلى العكس من ذلك، غنى محمد منير «افتح شبابيك وافتح طريق لبكره.. وأي شيء بقى علم.. ما هو كان في الأصل فكرة». وعلى نفس المنوال غنى هاني شاكر «أنا شباك مفتوح يا نجوم.. والمحيطات في عيون تزوم.. في حته قلبي بيسكن ربي.. بيطمني وأنا مهزوم».

انتحار وقصص

وقد يدفع الحب الإنسان لأن يهرب من الشباك أحياناً، وحسب أغنية روتها فيروز «أمي نامت عابكير وسكّر بيي البوابة.. وأنا هربت من الشابك.. وجيت لعيد العزابه»، ومع صباح فخري تطورت الحالة لدرجة الانتحار «ومن الشباك لارميلك حالي.. آه يا حلو يا شاغل بالي».

وهناك أغانٍ عن الشبابيك رواها المطربون على شكل قصة، فغنت صباح «يا أمي طل من الطاقة.. وعليي دل من الطاقة»، ونصري شمس الدين «كل العشاق بيناموا.. وأنا سهران على الطاقة»، وأميمة خليل «عصفور طل من الشباك.. وقاللي يا نونو»، أما فرقة «الفور إم» فشدت، «طل الحليوة من الشباك.. وأنا كنت ماشية وحدي هناك».

 

وبينما صفق الجمهور طويلاً لأم كلثوم عندما غنت «وعزة نفسي مانعاني»، لم يتبع فريد الأطرش هذه النصيحة ولم يقف متغزلاً بالشباك على طريقة عبد العزيز محمود أو يعيش حالة انتظار كباقي المطربين، إنما قدم صورة غنائية ظهر فيها متمسكاً بموقفه لا يتزحزح «في مغناطيس في طلعتك.. تمللي يجذبني لبهاك.. تطردني من باب جنتك.. تلقاني جتلك من الشباك».

ولم تخل عناوين أفلام السينما أيضاً من دلالة الشبابيك، فبالإضافة إلى فيلم عبد العزيز محمود «شباك حبيبي»، تم إنتاج فيلم مصري أواخر السبعينيات بعنوان «الشباك» بطولة سهير رمزي، ومسلسل أردني قديم قديم «خلف النافذة» لسناء جميل وقمر الصفدي.

المصدر

  • كتاب «المنسي في الاغنية العربية». زياد عساف.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية