العملية التركية في سوريا.. آخر التفاصيل المتعلقة بهجوم انقرة على دمشق
دعت وزارة الخارجية الروسية اليوم الجمعة، تركيا والأطراف الأخرى في شمال شرق سوريا إلى ضبط النفس، بعد انطلاق العملية العسكرية التي تقودها أنقرة ضد المسلحين الأكراد بالمنطقة.
وقالت الوزارة في بيان له اليوم، إنه من المهم عدم السماح بمزيد من زعزعة الوضع ووصفت ما يحدث بأنه مسألة «مثيرة لأقصى درجات القلق»، بحسب تصريحات منشورة على وكالة «رويترز».
تواصل القوات التركية قصفها على مواقع جماعات مسلحة كردية في شمال شرق سوريا، مما أجبر عشرات الآلاف على الفرار حيث قتل العشرات في هجوم عبر الحدود على قوات حليفة للولايات المتحدة تسبب في انتقادات لاذعة في واشنطن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الهجوم التركي على قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة بدأ بعد أيام من سحب ترامب للقوات الأمريكية من المنطقة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع «تويتر» إن التوسط من أجل التوصل لاتفاق بين تركيا والأكراد هو خيار من ثلاثة خيارات أمام الولايات المتحدة.
وأضاف ترامب: «لدينا ثلاثة خيارات هي إرسال آلاف الجنود والفوز عسكريا أو توجيه ضربة مالية قوية لتركيا وفرض عقوبات أو التوسط للتوصل لاتفاق بين تركيا والأكراد».
وهدد ترامب بأن الولايات المتحدة «ستقوم بتحرك صارم للغاية فيما يتعلق بالعقوبات وغيرها ومن المسائل المالية».
وبحسب وكالة رويترز، فإن قوات سوريا الديمقراطية تعد هي الحليف الرئيسي للقوات الأمريكية على الأرض في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منذ 2014، وتحتجز قوات سوريا الديمقراطية آلاف الأسرى من مسلحي التنظيم المتشدد.
وفي حديث أحد المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين الخميس الماضي، أفاد أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تسيطر على كل السجون التي يوجد بها أسرى الدولة الإسلامية، كما حصلت الولايات المتحدة على التزام قاطع من تركيا بتولي مسؤولية أسرى «داعش».
كما نقلت «رويترز»، عن مشرعين أمريكيين، أن ترامب منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضوء الأخضر لكي يتوغل الجيش التركي في شمال شرق سوريا.
من جانبه أعلنت وزارة الدفاع التركية عن سقوط نحو 228 مسلحا من الأكراد قتلى خلال عملية «نبع السلام»، بينما يقول الأكراد إنهم يتصدون للهجوم التركي عليهم.
بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن سقوط 23 مقاتلا من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وستة مقاتلين من جماعات معارضة سورية مدعومة من تركيا، في حين اتهمت قوات سوريا الديمقراطية تركيا بأن قصفها الجوي تسببت في قتل تسعة مدنيين.
وكشفت لجنة الإنقاذ الدولية عن فرار عدد 64 ألف شخص منذ بدء الهجوم الأخير، حيث باتت مدينتا رأس العين والدرباسية، على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الشرق، مهجورتين إلى حد كبير بسبب الهجوم.
وأفاد مسؤول أمني تركي كبير بأن الجيش التركي قصف مستودعات للأسلحة والذخيرة ومواقع أسلحة وقناصة وأنفاقا وقواعد عسكرية، حيث نفذت مقاتلات عمليات في عمق يصل إلى 30 كيلومترا داخل سوريا، ورأى شاهد من «رويترز» قذائف تنفجر على مشارف مدينة تل أبيض.
وتصف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية بأنها منظمة إرهابية بسبب صلاتها بالمسلحين الأكراد الذين يشنون تمردا على أراضيها.
في وقت لاحق قال مسؤول كبير بالخارجية إن الولايات المتحدة ستفرض إجراء عقابيا على تركيا إذا تورطت في أي تحركات «غير إنسانية وغير متناسبة» ضد المدنيين خلال توغلها في شمال شرق سوريا.