بعثات محمد علي
الرعيل الأول للدبلوماسيين ورجال الدولة في مصر.. هؤلاء أسسوا النظام الدستوري وأداروا البلاد
لم يقتصر نتاج البعثات التي أرسلها محمد علي باشا إلى الخارج على متخصصين في علوم الطب والهندسة والزراعة، بل امتد أيضاً إلى عالم السياسة، فظهر دبلوماسيون ورجال دولة وضعوا أسس الحياة السياسية الحديثة في مصر.
في كتابه «عصر محمد علي» تناول عبد الرحمن الرافعي عدداً من الرعيل الأول للدبلوماسيين ورجال السياسة في مصر.
الأمير إسماعيل (الخديوي إسماعيل باشا)
كان من تلاميذ البعثة الخامسة، فذهب إلى فرنسا وهناك درس الفنون الحربية، وبعد وفاة محمد سعيد باشا تولى حكم مصر، وشهد عهده كثير من الإنجازات مثل حفر قناة السويس وإنشاء دار الأوبرا، لكن في نفس الوقت يعيب عليه المؤرخون إدخال مصر في دوامة الديون التي سمحت بالتدخل الأجنبي وانتهت باحتلال بريطانيا لمصر عام 1882.
محمد شريف باشا
من تلاميذ البعثة الخامسة، الذي تولى عدة مناصب مهمة بعد رجوعه إلى مصر، كما أرسله محمد علي في مهمات دبلوماسية إلى أوروبا والآستانة، وكان ممثلاً لمصر بصفة غير رسمية في مؤتمر لندن عام 1840 لبحث مصير مصر وعلاقتها بالدولة العثمانية.
أسس شريف باشا النظام الدستوري في مصر، تولى رئاسة وزراء مصر أربع مرات، لكنه استقال في الوزارة الرابعة عام 1884 اعتراضاً على سلخ السودان عن مصر، والقائل كلمته الخالدة: «إذا تركنا السودان فالسودان لا يتركنا».
عبدي شكري باشا
من تلاميذ البعثة الأولى، وهو ابن حبيب أفندي كتخدا (رب الدار أو المشرف على القصر) محمد علي، وقد التحق بالبعثة وعمره 29 سنة، وتخصص في دراسة الحقوق والإدارة الملكية.
عاد شكري من فرنسا سنة 1830، ثم عُين مأموراً للبعثة بفرنسا وترقى في المناصب إلى أن صار رئيساً للمجلس العالي في عهد محمد علي، ونال رتبة الباشوية، وعُين مديرا لديوان المدارس أي وزيرا للمعارف العمومية في عهد عباس باشا الأول، وقد ذكره الفرنسي الدكتور كلوت بك ضمن نوابغ خريجي البعثات.
أرتين بك
من تلاميذ البعثة الأولى، عاد من فرنسا بعد أن أتم دراسة الحقوق والإدارة الفكرية، وعُين وكيلاً لمدرسة المهندسخانة ببولاق، ثم سكرتيراً أول وتُرجماناً لمحمد علي باشا، وهو الذي تولى إبلاغ وكلاء الدور بمصر في أبريل سنة 1839 بلاغ محمد علي قبل الحرب السورية الثانية أنه كتب إلى إبراهيم باشا ألا يخوض غمار الحرب إلا إذا تحقق من زحف الجيش العثماني.
صار أرتين بك وزيراً للتجارة والخارجية خلفا لبوغوص بك، ويعده الدكتور كلوت بك من نوابغ البعثات المصرية وهو والد يعقوب أرتين باشا الذي تولى منصب وكيل نظارة المعارف العمومية سابقاً.
اسطفان بك
من تلاميذ البعثة الأولى، وقد عُين مديراً للمدرسة المصرية التي أنشئت للبعثة العلمية الخامسة بباريس، ويعده الدكتور كلوت بك من النوابغ التي أنجبتها البعثات، وكان من كبار موظفي الحكومة في عهد عباس باشا الأول ووزيراً للخارجية في عهد محمد سعيد باشا.
عبد الله بك السيد
هو من العجميين بالفيوم، تلقى تعليمه في مدرسة الألسن وأتقن علومها والتحق بالبعثة الخامسة التي سافرت لفرنسا، وهناك تخصص في دراسة الحقوق.
بعد عودته إلى مصر تقلد عبد الله عدداً من المناصب الحكومية، وآخرها تعيينه رئيسا للمحكمة التجارية بالإسكندرية، ثم مستشاراً بمحكمة الاستئناف المختلطة سنة 1875 وتوفى سنة 1876.