رئيس التحرير أحمد متولي
 هل الإفرازات الصفراء تسبب الإجهاض؟

هل الإفرازات الصفراء تسبب الإجهاض؟

يتسبب الحمل في حدوث تغيرات في الإفرازات المهبلية، والتي قد تختلف في اللون والملمس والحجم، ومن بينها الافرازات الصفراء، التي تشير في الغالب إلى وجود مشكلة صحية ما، لكن التساؤل الأهم الذي يدور في أذهان البعض، هو هل الإفرازات الصفراء تسبب الإجهاض؟

الافرازات الصفراء والإجهاض

الإفرازات المهبلية الصفراء ليست صحية وتوحي بوجود عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، مثل الكلاميديا ​​أو داء المشعرات، وتشمل الأعراض المحتملة الأخرى احمرار أو تهيج في الأعضاء التناسلية، إلا أن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي في بعض الأحيان لا تسبب أي أعراض.

أما بالنسبة لتساؤل هل الافرازات الصفراء تسبب الاجهاض؟ تحديدا، فمن الممكن أن تؤدي بالفعل في بعض الحالات إلى حدوث إجهاض، خاصة إذا كانت هذه الافرازات ناتجة عن الإصابة بمرض السيلان، الذي يمكن ألا يسبب أي أعراض في بعض الحالات، وفي حالات أخرى تتمثل أعراضه في:

  • زيادة إفرازات المهبل، غالبا الصفراء
  • الانزعاج أثناء التبول
  • شعور بعدم ارتياح في البطن

وفقا لمركز السيطرة على الأمراض، تم ربط عدوى مرض السيلان التي لا يتم علاجها أثناء الحمل، بـ:

  • زيادة الإفرازات المهبلية، غالبا يكون لونها أصفر
  • تمزق الأغشية المبكر
  • التهاب المشيماء والسائل الامينوسي
  • الولادة المبكرة
  • انخفاض الوزن عند الولادة

عندما يمر الطفل عبر قناة الولادة، يمكن أن يُصاب بالسيلان، وقد يؤدي ذلك إلى إصابته بالتهابات العين إذا لم يتم علاجه.

​​​​​​​

ما يجب فعله للإفرازات الصفراء

إذا لم تؤد الافرازات الصفراء إلى الاجهاض، فمن الممكن أن تسبب مضاعفات أخرى على الحمل، قد تؤثر على كل من الأم والطفل، وهذه المضاعفات في بعض الأحيان لا تظهر إلا بعد سنوات من الولادة ، لكنها يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي ونمو الطفل وتسبب العقم عند المرأة، خاصة أن هذه الافرازات تكون في الغالب علامة على وجود عدوى مهبلية، لذلك يكون من المهم مراجعة الطبيب بسرعة، خاصة إذا كانت هذه الافرازات:

  • صفراء داكنة، وسميكة أو متكتلة.
  • لها رائحة كريهة
  • مصحوبة بأعراض أخرى
  • باهتة ومائية، ولها رائحة جيدة أو بدون رائحة، في هذه الحالة قد تشير إلى تسرب السائل الأمينوسي، الذي يحمي الجنين.

يتمكن الطبيب من تحديد سبب هذه الافرازات، والتوصل إلى العلاجات المناسبة والإجراءات التي يمكن اتخاذها للحفاظ على سلامة الطفل وصحته، وفي الغالب يتم علاج هذه الافرازات عن طريق الكريمات أو أدوية تؤخذ بالفم، خاصة إذا كانت ناتجة عن عدوى.

الإفرازات الطبيعية فترة الحمل

من الطبيعي أن يحدث إفراز في مراحل مختلفة من الدورة الشهرية وأثناء الحمل. الإفرازات المهبلية الطبيعية، والتي تُعرف باسم (leucorrhea) أو الإفرازات البيضاء، تكون رقيقة وواضحة أو بيضاء ولها رائحة خفيفة فقط.

تزداد كمية الإفرازات طوال فترة الحمل لتقليل خطر الإصابة بالتهابات المهبل والرحم، ويكون الإفراز في أشد حالاته خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل، حيث قد يحتوي على مخاط وردي، الذي يكون عادة لزج وقوامه مثل الجيلي، وهو يشير إلى أن الجسم يستعد للولادة.

لون الإفرازات ومعناها

ليس من الضروري أن تكون الافرازات المهبلية صفراء، لكن يمكن أن تلاحظ المرأة فترة الحمل نزول إفرازات لها ألوان أخرى، وهى تشير في الغالب إلى مشاكل صحية مختلفة، منها:

  • اللون الرمادي

قد يشير الإفراز المهبلي الرمادي إلى التهاب مهبلي يسمى التهاب المهبل الجرثومي، خاصة إذا كان له رائحة كريهة تصبح أقوى بعد الجماع، وهو يحدث نتيجة لخلل بكتيري في المهبل.

  • البني

الإفرازات عادة تكون بنية اللون بسبب خروج الدم القديم من الجسم، ما قد يكون أحد الأعراض المبكرة للحمل، وبشكل عام لا تستدعي الإفرازات البنية أثناء الحمل القلق، ولكن إذا كانت بنية داكنة يجب الاتصال بالطبيب.

  • الوردي

الافرازات الوردية أثناء الحمل قد تكون أو لا تكون طبيعية، فهى غالبا تظهر أثناء الحمل المبكر أو في الأسابيع الأخيرة عندما يستعد الجسم للمخاض، ويمكن أن تحدث أيضا قبل الإجهاض أو أثناء الحمل خارج الرحم.

  • الأحمر

الإفرازات المهبلية الحمراء أثناء الحمل تستدعي زيارة الطبيب على الفور، خاصة إذا كان النزيف شديدا، أو يحتوي على تجلطات، أو يحدث مع التشنج وآلام في البطن. هذه الأعراض تشير إلى الإجهاض أو الحمل خارج الرحم، وما يقرب من 10 إلى 15% من حالات الحمل تنتهي بالاجهاض.

التعامل مع الإفرازات المهبلية أثناء الحمل

زيادة كمية الإفرازات المهبلية ذات الرائحة الخفيفة أثناء الحمل أمر طبيعي، لكن الألوان والروائح غير العادية تشير في كثير من الأحيان إلى العدوى.

يمكن للطبيب أن يصف المضادات الحيوية أو الأدوية الأخرى لعلاج الالتهابات في هذه المنطقة من الجسم، وعلى المرأة الحامل الحفاظ على صحة المهبل أثناء الحمل عن طريق:

  • تجنب استخدام السدادات القطنية (التامبون)
  • اختيار منتجات العناية الشخصية غير المعطرة، بما في ذلك ورق التواليت والصابون غير المعطر.
  •  مسح المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف بعد مرور البول أو البراز، وليس العكس.
  • تجفيف الأعضاء التناسلية جيدا بعد الاستحمام أو السباحة.
  • ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من القطن.
  • تجنب ارتداء الجينز الضيق، ما يزيد من خطر العدوى.
  • تناول نظام غذائي صحي وتجنب الكثير من السكر، لأنه يمكن أن يشجع على الإصابة بعدوى الخميرة.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على بروبيوتيك والمكملات الغذائية التي يمكن استهلاكها أثناء الحمل والتي قد تمنع الاختلالات البكتيرية في المهبل.

من الضروري مناقشة أي إفراز غير عادي مع الطبيب لأن هذه الأعراض قد توحي بوجود عدوى تتطلب علاجا أو مشكلة في الحمل، وبدون علاج، يمكن أن تؤدي العدوى إلى مضاعفات.

المصدر

أسماء أبو بكر

أسماء أبو بكر

عن كاتب المقال: صحفية مصرية حاصلة على كلية الإعلام من جامعة القاهرة، تهتم بشؤون الطلاب