محمد حسن خليفة.. من هو الكاتب الشاب الذي توفي بمعرض الكتاب؟
رثاء وحزن وأدعية.. حالة سيطرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخميس 23 يناير 2020، عقب وفاة الكاتب الشاب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب 2020، فكان الأمر صدمة لمحبيه والمقربين منه، ظلوا ينعوه على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي ويدعون له بالرحمة والمغفرة، ويتذكرون سيرته الطيبة.
في شهر يوليو الماضي تقدم خليفة الذي لم يتعدى عمره الـ22 عاما، بمجموعته القصصية «إعلان عن قلب واحد» لدار نشر كنزي، والمكونة من 17 قصة، وتحمست الدار والعاملين بها لنشر المجموعة وطرحها بمعرض الكتاب لكتابتها بطريقة مميزو وفريدة، تجمع قصص واقعية وسحرية أيضا.
تخرج محمد حسن خليفة من كلية الزراعة، وهو أحد أبناء مدينة البدرشين، ولكنه لم يتجه لمجال دراسته، فكما وصفه زملاءه كان ممسوسا بالكتابة، فذهب لما يحب وقرر خوض التجربة، وبدأ بكتاية العديد من المقالات النقدية بالصحف العربية، كما كان يقدم مقاطع من الفيديو عبر يوتيوب لتحليل الأعمال الأدبية والفنية.
شخصية خليفة التي وصفها الصحفي بشري محمد كانت تتسم بالهدوء والخجل، وقال بشري إن اللقاء الأول الذي جمع بينه وبين الشاب كان في أحد عربات المترو، تبادلا الحديث عن أحد الروايات فأصبحا أصدقاء فيما بعد، وقال إنه كان يجب الأدب الروسي بشدة، وكان يضع على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ترشيح لمتابعيه لقراءت وكتب مفيدة.
تقدم الكاتب للعديد من المسابقات الأدبية والثقافية، كما تقدم بمسرحيته «رأيت موتى العابران» في مهرجان الشارقة للإبداع العربي خلال العام الماضي، وحصلت المسرحية على تنويه خاص مما يحعلها مؤهلة للفوز بجائزة كبرى، وظل مستمرا في حلمه وعشقه للكتابة، واستكمل مجموعته القصصية لعرضها بمهرجان الكتاب 2020، وقبل ساعات قليلة من بداية المعرض ونهاية حياته، شارك خليفة متابعيه على فيسبوك، مقتطفات من مجموعته القصصية، ومنها «علقت خبر موتي أمامي على الحائط، كل صباح ومساء كنت ألقي نظرة عليه، لأطمئن أن ورقة الجرنال التي كُتب فيها الخبر بخط كبير، وصفحتي أولى، بعيدًا عن الوفيات، مازالت سليمة، وتستطيع أن تقاوم معي الأيام القادمة »، وكأنه كان يتنبأ بموته ومفارقته للحياة.
أحمد صاحب دار تبارك التى طبعت المجموعة قصصية لخليفة، قال إنه حضر لمتابعة مجموعته القصصية لمعرض الكتاب، وبعد فترة شعر بتعب وسقط مغشيا عليه أمام هيئة قصور الثقافة بعد توقف عضلة القلب، وتم نقله للمستشفى لكنه كان قد فارق الحياة.