أشهر أفلام السجون في السينما المصرية

أشهر أفلام السجون في السينما المصرية


أفلام السجون في السينما المصرية بين الإصلاحية والزنزانة

في أفلام عديدة حضرت السجون ضمن سياق الأحداث، فمثلت حجر زاوية في القصة في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى حملت دلالات سياسية واجتماعية ترتبط بعصر معين.

«شبابيك» يستعرض بعضاً من أفلام السجون في هذا التقرير، استناداً إلى كتابي «وقائع بوليسية في السينما» لناجي فوزي، و«العناصر النمطية في السينما المصري» للدكتور نبيل راغب.

جعلوني مجرماً

أُنتج هذا الفيلم عام 1945، وأخرجه عاطف سالم، ولعب بطولته فريد شوقي وهدى سلطان ويحيى شاهين، ولعب فيه السجن أو الإصلاحية التي دخلها البطل دوراً اجتماعياً خلال الأحداث.

ويدور العمل حول فتى ضائع في الحياة، فتلتقطه عصابة للنشل ثم يتم إيداعه في إصلاحية،  وبعد أن يخرج يفشل في أن يجد عملاً شريفاً، فلا يجد مفراً من أن ينضم إلى عصابة أخرى، ثم يلتقي بمطربة في كباريه، فيحبها، فإذا بعمه الذي نهب ميراثه من قبل ثم أودعه الإصلاحية، ينافسه في حبها، ويطارده في كل مكان متهماً إياه ظلماً في جريمة قتل، ويقضي فترة العقوبة في حين تحاول المطربة أن تحصل على دليل براءته، وحين تحصل على هذا الدليل ، يكون قد هرب من السجن، ويذهب لمقابلة عمه ويقتله ليصبح مجرماً بالفعل.

أربع بنات وضابط

أخرجه أنور وجدي عام 1954، ولعب بطولته أيضاً مع هند عاكف وأمينة رزق، وحلت فيه الإصلاحية أيضاً بدور اجتماعي.

وتدور الأحداث حول اليوزباشي "وحيد" المكلف بالإشراف على دار لرعاية الفتيات الجانحات (إصلاحية)، فينهج نحو معاملة نزيلات الدر معاملة حسنة في إطار من القواعد ذات النزعة الإنسانية، فيصطدم بتعنت مديرة الدار التي تتجه إلى استخدام القسوة والخشونة مع النزيلات استناداً إلى فكرتها المسبقة عنهن، باعتبارهن من سلالات إجرامية أو منحرفة، وإلا ما كن وصلن إلى الإصلاحية، ثم تتوالى الأحداث.

سجين أبو زعبل

وشهد عام 1957 إنتاج فيلم «سجين أبو زعبل» الذي أخرجه نيازي مصطفى، ولعب بطولته محسن سرحان ومحمود المليجي، وفيه لعب السجن دوراً في سياق الأحداث التي امتزجت بالجانب السياسي.

ويدور العمل حول شاب يُلقى في السجن وهو بريء، وذلك بسبب حقد تاجر مخدرات عليه لمجرد أن عشيقته تحبه، ويشترك في هذه المؤامرات مهرب مخدرات مصري يحقد عليه بدوره لاعتدائه بالضرب عليه بعد أن ضطبه يغازل شقيقته.

وفي غارة من غارات العدوان الثلاثي على مصر يهرب الشاب ومعه زميله من السجن، وينضم الشاب للحرس الوطني، ويكتشف أن المهرب الأجنبي جاسوس يخفي في منزله جنود المعتدين، ويتعاون مع زملائه على قتله، ثم يعود الشاب ليقضي بقية مدة العثوبة في السجن.

سلطان

في هذا الفيلم لعب السجن دوراً مؤثراً في سياق الأحداث، حيث يضطهد المجتمع «سلطان» سواء في صباه أو شبابه، ويُتهم ظلماً ويدخل السجن، وعندما يخرج منه يرفض الجميع مساعدته، فيلجأ إلى عصابة في الجبل، ثم يهاجمها البوليس، فيهرب الجميع ما عدا سلطان الذي يبيد القوة، فيصبح رئيساً للعصابة، وتتحول حياته إلى سلسلة من جرائم القتل والخطف، وتنتهي بقتله على يد قوة ضخمة من البوليس.

أُنتج الفيلم عام 1958، وأخرجه نيازي مصطفى، ولعب بطولته فريد شوقي ورشدي أباظة وبرلنتي عبدالحميد.

حياة خطرة

في هذا الفيلم تصل لرجال الأمن تحريات عن عصابة جواسيس تستعد لمؤامرة داخل البلاد، ويتعاون معها شيخ قبيلة يعمل في تهريب المخدرات، فينتحل ضابط شخصية مجرم ويقيم في نفس زنزانة أحد أقارب شيخ القبيلة الذي يمنح للضابط ثقته، ويحكي له عن أسرار العصابة، بل ويصطحبه لمقابلة شيخ القبيلة، وبعد أن يعرف كل أسرارهم ستدعي رجال الأمن للقبض عليهم.

الفيلم أُنتج عام 1971، وأخرجه أحمد فؤاد، ولعب بطولته صلاح قابيل ونبيلة عبيد وسهير رمزي.

عنبر الموت

في هذا الفيلم الذي أخرجه أشرف فهمي عام 198، ولعب بطولته نور الشريف ويحيى الفخراني، تنشأ علاقة مشبوهة بين مأمور السجن ومسجون خطير من مسجوني قضايا المخدرات الكبرى، ويوضح الفيلم أن هذا المسجون يدير نوعاً من الاتجار بمخدر الهيروين داخل جدران السجن، وأن هذا المأمور يتستر عليه مقابل الحصول على رشوة.

وتصل المهانة بمأمور السجن إلى ذروتها عندما يعود هذا المسجون إلى السجن بعد الإفراج عنه، ولكنه يعود متخذاً سمة رجل الأعمال، وهو يحمل كماً من الهدايا إلى المأمور، كامتداد للتعبير عن امتنانه بالعلاقة الخاصة السابقة بينهما.

ليل وقضبان

أُنتج هذا الفيلم عام 1973 وأخرجه شرف فهمي، ولعب بطولته محمود ياسين ومحمود مرسي وتوفيق الدقن، حيث تناول جهاز الأمن الداخلي في مصر من خلال شريحة ضيقة منه، تتمثل في العمل في السجون الكبيرة المعروفة باسم "الليمانات".

يبدأ الفيلم بلوحة مكتوبة على الشاشة تشير إلى أن أحداثه تقع في أحد سجون مصر في عقد الأربعينيات من القرن العشرين، ثم يُبنى الفيلم درامياً على قسوة مدير أحد الليمانات في تعامله مع نزلاء سجنه، إلى حد نهش أجساد الهاربين منم بأنياب الكلاب الجائعة المسعورة المدربة على ذلك تحديداً، وتتوالى الأحداث.

إحنا بتوع الأتوبيس

أنتج هذا الفيلم عام 1979، ولعب بطولته عادل إمام وعبدالمنعم مدبولي ومشيرة إسماعيل، وأخرجه حسين كمال، واستخدمت السجون في الفيلم للإشارة إلى الانتهاكات التي كان يتعرض لها المعتقلون السياسيون في عصر معين.

وتدور أحداثه قبل نكسة 1967 في إحدى سيارات النقل العام، حيث تندلع مشاجرة بين اثنين من الركاب «جابر» وجاره «مرزوق» من جهة وبين محصل الأتوبيس من جهة أخرى، وتنتهى بتوجه الأتوبيس إلى القسم، حيث يُحجز «جابر» و«مرزوق» في القسم، ويشاء قدرهما أن تكون رهن الاعتقال في هذا اليوم مجموعة من المعارضين السياسيين، ويٌرحل جميع المعتقلين إلى أحد المعتقلات، وهناك يتعرضون للتعذيب.

البريء

لعب بطولته أحمد زكي وممدوح عبدالعليم ومحمود عبدالعزيز، وأخرجه عاطف الطيب عام 1986، وتعرض بشكل مباشر لأوضاع المعتقلين السياسيين داخل المعتقلات.

وتدور الأحداث حول الشاب الفقير أحمد سبع الليل الذي لم يتمكن من تلقي تعليمه بسبب ظروف معيشته القاسية، ويتعاطف معه حسين وهدان الشاب الجامعي المثقف، ويعلمه المبادئ الوطنية، ويشجعه على الالتحاق بالقوات المسلحة، ثم يُحول إلى حراسة المعتقلات، في الوقت الذي يتم القبض على حسين وهدان مع مجموعة من الطلاب ويحوّلون إلى نفس المعتقل الذي يخدم به «سبع الليل».

وفي المعتقل، يلتقي الصديقان في لحظة فارقة تنكشف فيها الحقيقة للمجند المُغيّب، فيرفض تعذيب صديقه، ويتم حبس الاثنين معاً، ويكشف حسين وهدان الحقيقة كاملة لسبع الليل الذي يثور بعدها ندماً على ما فعل بالأبرياء، ويتم قتل حسين بالأفاعي السامة، فيقرر سبع الليل الانتقام.

المصدر

  • *كتاب «وقائع بوليسية في السينما». ناجي فوزي.    *كتاب «العناصر النمطية في السينما المصري». الدكتور نبيل راغب.

محمد أحمد

محمد أحمد

صحفي يكتب في التراث والثقافة الشعبية