كوارث جوية.. الطائرة الفرنسية 477: «اللعنة سنتحطم»
بعد أن اقلعت الطائرة AF-477 من مطار ريو دي جانيرو الدولي يوم 31 مايو 2009 الساعة 19:03 بالتوقيت المحلي (22:03 التوقيت الدولي)، حيث من المقرر وصولها مطار باريس شارل ديغول الدولي بعد 11 ساعة، اختفت من على شاشاة الرادار فوق مياه المحيط الأطلسي.
الطائرة كانت تقل 228 شخصًا عندما اختفت عن شاشة الرادار بعد إقلاعها باتجاه مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية، باريس، وتحمل الطائرة 126 رجلاً، و82 امرأة، وسبعة أطفال ورضيع وفق مصادر رسمية من شركية الطيران في البرازيل. الرحلة كانت رقم "إيه أف 447".
كانت آخر محادثة كلامية مع الطائرة كانت الساعة 01:33 بالتوقيت العالمي، بالقرب من قبالة ناتال شمال شرق الساحل البرازيلي. حيث أبلغهم طاقم الطائرة بأن من المتوقع استخدامهم الخط الجوي UN873 ودخولهم المجال الجوي السنغالي، وبعدها خرجت الطائرة من رادار البرازيل لمراقبة الأطلنطي الساعة 01:48 بالتوقيت الدولي.
الطائرة AF-477 سقطت في المحيط، ولكن لم يتمكن المحققون من تحديد سبب الحادث. التحقيقات الأولية أظهرت بأن سبب السقوط قد يكون وجود الصقيع على أجهزة استشعار السرعة الجوية والمسماة أنابيب بيتوت خلال الرحلة، ما سبب بإعطاء بيانات سرعة جوية غير صحيحة، وإن كانت تلك الفرضية محل جدل.
وفي يوم 6 يونيو 2009 تمكنت عملية البحث والإنقاذ من انتشال جثتين وبعض الحطام الطافي فوق مياه المحيط على بعد 680 ميل شمال شرقي جزيرة فرناندو دو نورونها على السواحل الشمالية الشرقية للبرازيل. ومن ضمن الحطام عثر على حقيبة بها تذكرة طيران وقد تأكد لاحقا بأنها لتلك الرحلة المنكوبة، وفي يوم 27 يونيو توقف البحث عن الجثث والحطام بعد انتشال 51 جثة من مياه المحيط.
الأمر الصعب في تلك الحادثة هو عدم وجود شهود عيان أو أدلة لمسارات الرادار، فضلا عن فقدان صندوق الطائرة الأسود.
حادثة الطائرة AF-477، صُنفت من ضمن أسوأ حوادث الخطوط الجوية الفرنسية حيث وصفها «بول لوي ارسلانيان» رئيس مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي بأنها أسوأ حادث في تاريخ الطيران الفرنسي، وهو الحادث الجسيم الوحيد الذي يحدث لطائرة ايرباص A330 منذ دخولها خدمة الركاب.
واستمر البحث في الصندوق الأسود حتى تم الكشف عن تسجيل لصوت داخل قمرة الطائرة، وذلك قبل ثلاث ثواني من تحطمها، حيث قال أحد الموجودين في القمرة: "اللعنة، سوف نتحطم، لا يمكن أن يكون هذا الأمر حقيقياً!".
وكشفت البيانات الأخيرة التي تم الحصول عليها من أحد الصندوقين الأسودين في الطائرة تلقي مزيداً من الأضواء على أسباب تحطم الطائرة، وأن الطائرة هبطت 38 ألف قدم خلال 3 دقائق و30 ثانية، دون أن يستوعب طاقم الطائرة سبب عدم استجابة الطائرة لمحاولاتهم وتسبب في سقوطها في المحيط.