من هو محمد الدرة وما قصة استشهاده؟

من هو محمد الدرة وما قصة استشهاده؟

يجهل الكثيرون من أبناء الأجيال المتقدمة من هو محمد الدرة الذي يخلد العالم العربي والإسلامي ذكراه اليوم رغم انقضاء 19 عامًا على وفاته.

ولا يعلم هؤلاء من محمد الدرة سوى صورة هذا الطفل الباكي وهي يحتمي بوالده، مختبئا بظهره خلف برميل في منطقة تُظهر أرضها وجدارها ما حل بها من خراب، فيما يلوح أباه بيده مستغيثًا، فبمن كان يستغيث؟

من هو محمد الدرة

محمد الدرة هو طفل فلسطيني من مواليد 18 نوفمبر 1989، ولد بمخيم البريج للاجئين الفلسطينيين بقطاع غزة، ودرس في مدرسة تحمل نفس الاسم- مدرسة المخيم الابتدائية.

محمد الدرة كسائر الأطفال الفلسطينيين، يتسم بالشجاعة، وكان يحلم بأن يصبح قائدًا للدفاع عن القضية الفلسطينية، باعتباره شاهدًا على الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.

استشهاد محمد الدرة

المكان: حي الزيتون جنوبي قطاع غزة، الوقت: 30 سبتمبر 2000 وبعد يومين من انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، رافق الطفل محمد الدرة والده لأحد أسواق السيارات، لشراء سيارة جديدة كبيرة، إلا أنه لم يجد تلك التي يرغب فيها، فقررا العودة إلى المنزل مرة أخرى.

في طريق العودة صادف محمد الدرة ووالده اشتباكات بين مجموعة من الشباب الفلسطيني قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما دعاهما لتغيير مسارهما لطريق آخر، لم يدريان حينها أنه طريق الموت.

سلك الأب وابنه شارع صلاح سالم، بالقرب من مستوطنة نتساريم، وفي مفترق الطرق انهال الكيان الصهيوني بوابل من رصاص الغدر صوب الدرة وطفله الذي لم يتجاوز حينها 11 عامًا، فالتجئا إلى هذا البرميل الأسمنتي الذي واراهما لبعض الوقت، إلا أن بطش الأعداء كان أكبر.

جمال الدرة

أخذ جمال الدرة والد الطفل محمد الدرة في التلويح بيديها، مستغيثًا بأعدائه لوقف الرصاص الذي انهال صوبهم، ولكن لم يتمكن أحد من إغاثتهما خوفًا من الفتك بهم تحت أمطار رصاص الغدر، حتى القناة التليفزيونية الفرنسية التي وثقت تلك اللحظات الأليمة، وأصيب الطفل برصاصة في ركبته اليمنى، والأب في يده.

استشهاد محمد الدرة

 سقط محمد الدرة بعد ما اخترقت الرصاصات جسده ومات في الحال، صرخ أبيه- مات الولد، مات الولد- وسقطت رأسه منحنية على صدره وكف حينها عن الصراخ أو الاستغاثة، مستسلمًا في صورة هزت قلوب العالم العربي والإسلامي.

بعد استشهاد محمد الدرة وإصابة والده، لم يكف الاحتلال الإسرائيلي عند هذا الحد، ولكنه قذف صاروخًا صوبهما، ولكن أحجار الرصيف كان فداءًا لهما، فلم يصيبهما.

فيديو استشهاد محمد الدرة

ويمكنكم الاطلاع على فيديو قتل الشهيد محمد الدرة عبر هذا الرابط.

جنازة محمد الدرة

أقيمت جنازة شعبية مهيبة للأيقونة الفلسطينية الشهيد محمد الدرة، إلا أن والده حُرم من توديعه لمثواه الأخير وحضور جنازته، لتواجده وقتها بأحد المستشفيات لتلقي العلاج والإسعافات، بعد ما أصيب بعدة رصاصات في يده.

فيديو جنازة محمد الدرة

كما يمكنكم مشاهدة فيديو وداع الطفل الشهيد محمد الدرة لمثواه الأخير عبر هذا الرابط.

كذبة محمد الدرة- هل محمد الدرة على قيد الحياة؟

ادعت بعض المواقع التابعة للاحتلال الإسرائيلي التي قتلت الطفل محمد الدرة بين ذراعي والده وعلى مرأى ومسمع من العالم، في مشهد بثته إحدى القنوات الفرنسية مباشر، وعلى رأسها رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، أن الدرة مزال على قيد الحياة وأنها لم تتسبب في مقتله بدم بارد وأن الفيديو الذي ذاعته القناة الفرنسية هو فيديو مفبرك، وأن الطفل كان متأثرًا فقط برصاص الغاز التي أطلقت عليه.

هل توفي والد محمد الدرة

مازال جمال الدرة، والد الشهيد محمد الدرة على قيد الحياة، بعدما تلقى الإسعافات، ويخلد اليوم الذكرى الـ 19 لوفاته وسط أسرته في قطاع غزة، ومازال يذكر ابنه البطل في الحوارات الإعلامية التي تستضيفه إلى اليوم.

أغنية محمد الدرة

أثار استشهاد محمد الدرة موجة من الغضب العارم في العالم العربي، والعالم أجمع، وتأثرت الشعوب، ولا سيما الشباب بمقتله ما دعا إلى خروج الآلاف من المظاهرات حول العالم، تؤيد انتفاضة الأقصى وتدين قتل الطفل، وكان للحدث أيضًا وقعه على الفنانين، حيث كتب الشاعر مدحت العدل أغنية عنوانها- القدس هترجع لنا- ولحنها رياض الهمشري، وقام بتوزيعها حميد الشاعري.

وشارك في الأوبريت العديد من الفنانين المصريين والعرب، من بينهم لطيفة، سميحة أيوب، آثار الحكيم، أحمد السقا، منى زكي، حنان ترك، إسعاد يونس، سامي العدل، محمد هنيدي، محمد حماقي، منى عبد الغني، هشام عباس، وغيرهم.

ويمكن الاستماع إلى الأغنية عبر هذا الرابط.

وكان سبب الاشتباكات التي وقعت في عام 2000 بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال الإسرائيلي، هو اقتحام الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمسجد الأقصى، ما أدى لاندلاع انتفاضة الأقصى.

 

 

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011