ركائز أساسية للوصول إلى السعادة
ركائز أساسية للوصول إلى السعادة
من الجميل أن يشعر الفرد بالسعادة المطلقة في أيام حياته، حيث أصبح اليوم التخلص من الأشياء التي تسبب للإنسان الحزن والأرق شعاراً أساسياً لا غنى عنه، وفقاً لما ورد في كتاب "التبسيطية"، تبين أن دحض الأشياء التي لا حاجة لها في حياتنا والعمل على التركيز على الأساسيات فقط، أمراً بالغاً الأهمية، حيث أستطرد "ميلبورن" و "نيكوديموس" الكاتبان والمؤلفان لكتاب "التبسيطية" أن هناك ركائز أساسية في حياتنا تساعدنا للوصول إلى السعادة التي نرنو إليها، وهم: الصحة، والعلاقات الاجتماعية، والشغف، وتطور الشخصية، والمساهمة، وتم تصنيفهم على أنهم أهم الركائز الأساسية في حياتنا.
الصحة
كشف المؤلفان في كتابهم عن شعاراً يحمل معنى كبير، وهو "كُل قليلاً، ولكن تحرك كثيراً"، الأمر هنا يشير على أن الصحية وسيلة وليست غاية كما يعتقد البعض.
عزيزي القارئ لكي تنعم بالسعادة المطلقة التي ترنو إليها عليك أن تتمتع بصحة جيدة قدر ما أمكن، وعليك أيضاً أن تعي جيداً أن الوسامة والجمال ليس هو الهدف، بل هو سمة من سمات الجمال، فضلاً عن أن من ينام بشكل جيد، ويتحرك كثيراً، ويتناول الطعام الصحي، ويمارس تمارين التأمل، تكون طباعه أجمل وأرقى مقارنة بغيره.
ومن الجدير التأكيد هنا على أن الرياضة تلعب دوراً هاماً في تحسين عمل أجهزة الإنسان الداخلية، كالجهاز الهضمي، وتقوي وتعزز المناعة، وتكُسب الإنسان بنية عضلية، ومظهراً جميلاً، ففي حال كنت تشعر بالتعب الشديد عند ممارستك لـ10 تمارين من ضغط الصدر، فمع الممارسة والتمسك بالتمرين يوماً بعد يوم، فبالتأكيد سيصبح بإمكانك إجراء أكثر من 50 ضغطة في اليوم بعد مرور فترة معينة من ممارسة التمرين.
يؤكد المؤلفان والكاتبان على أن التمتع بالصحة الجيدة يكمن في معاملة الجسم على أنه أغلى ما يملك الإنسان، وبدون أدني شك أن الصحة لا يُمكن مقارنتها بأيّ شيء أخر.
صنف علاقاتك
يُعد تصنيف العلاقات حسب ما ورد في الكتاب ركيزة أساسية تأتي في المرتبة الثانية؛ وبما أن الكاتبان متأكدين جداً بأن الروابط التي تربطنا بالأخرين ليس روابط ثابتة، فهم يطلقون الدعوة لتصنيف كافة العلاقات البشرية إلى ثلاثة تصنيفات، الفئة الأولى وهي الفئة الأساسية التي لا غنى عنها، والفئة الثانية هي الفئة الثانوية، والفئة الثالثة هي الفئة التي غيابها أفضل من وجودها.
ولكن ما يستحق الذكر هنا أن الناس تقضي معظم أوقاتها في تعزيز العلاقات ذات الفئة الثالثة، والتي يكون تأثيرها على الفرد بالإيجاب وليس بالسلب، ولكن يؤكد الكاتبان على أن أفضل طريقة لتحويل التأثير السلبي إلى الإيجابي يجب العمل على التقرب من الزملاء ونقلهم من التصنيف الثالث إلى التصنيف الأول.
وبخصوص الحصول على المال، فلم يتوانى الكاتبان عن تقديم خطة اقتصادية فعالة بشكل كبير تقوم بشكل أساسي على توفير شهري بشكل مفصل، إضافة إلى تسديد الديون، وإنشاء حسابات للاستفادة منها خاصة في الأوقات الصعبة، والعمل على تقليل وتخفيض التكاليف الحياتية.
ويضيف الكاتبان أن دخل الإنسان المادي ليس شرطان للتعامل مع هذه الخطة الاقتصادية، فبغض النظر عن أنك عازباً أو أباً لخمسة أطفال، أو حتى إن كان دخلك المادي كبيراً أو قليلاً، فإن هذه الخطة قد أثبتت مفعولها، ولذلك لأنها قائمة بالدرجة الأولى على الاستفادة من الموارد المتاحة.
كما وأضاف الكاتبان أن قبل البدء في تصنيف العلاقات يجب على الفرد أن يسأل نفسه إن كان الناس من حوله يجعلونه سعيداً أم لاء، هل يُضيفون لمسة إيجابية في حياة الفرد أم لا؟ وبناءً على ذلك قم عزيزي القارئ بتصنيف علاقاتك، كما وينصح الكاتبان بضرورة دحض الماضي ونسيانه مع العمل على التفكير في المستقبل، إضافة إلى كتابة كل ما تتوقع حدوثه في المستقبل، والبحث عن أعلى جودة من الأصدقاء وتكوين العلاقات.
الشغف
إن كنت تطمح عزيزي القاري أن تحصل على السعادة الأبدية عليك دائما أن تبحث عن أكثر شيء تحب فعله في الحياة، فشغفك وحبك لفعل هذا الشيء بالتأكيد سيجعلك سعيداً، وكن على يقين أن العمل وحده هو الذي يحدد هويتك وطريقة تفكيرك.
تطوير الشخصية
توضح الكاتبة أن الركيزة الرابعة للوصول إلى السعادة التي يرنوا إليها الفرد تكون في تنمية وتطوير الشخصية والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً في الحالة العقلية للفرد، والأمر أيضاً مرتبط بالمعايير وعوامل التطوير.
الأعمال التطوعية والمشتركة
الركيزة الخامسة للوصول للسعادة الأبدية تكون من خلال تقديم يد المساعدة للآخرين والأخذ بيدهم نحو الأفاق التي يطمحون بالوصول إليها، كما ويؤكد الكاتبان على أن كلما نضح الإنسان أكثر، كلما ذادت قدرته على العطاء.
اعمل عزيزي القارئ على تقديم يد العون دوماً للآخرين ولا تتواني للحظة من أن ترسم الابتسامة على شفاههم، فعندما يكون من حولك سعيداً، فبالتأكيد ستكون أنت سعيد، كما وينصح الكاتبان بضرورة تشكيل فريق لأداء الأعمال التطوعية خلال فترات محددة وبشكل دوري، والبحث عن الناس التي تحتاج مساعدة وتقديمها لهم دون تردد.