أسعار النفط تتراجع بسبب الخلاف في أوبك بلس
تراجعت أسعار النفط الخام إلى ما دون أعلى مستوياتها في 32 شهر يوم الجمعه 2 يوليو، وذلك مع توخي الحذر من المستثمرين حيال تأجيل منظمة أوبك بلس استراتيجيتها لمستويات الانتاج خلال النصف الثاني من عام 2021.
وعلى الرغم من تراجع أسعار النفط الا أنها ظلت متماسكة فوق مستوى 75 دولار للبرميل، وخلال التعاملات الصباحية ليوم الجمعه (2 يوليو) خسر خام برنت نحو 0.2%ليصل سعر البرميل إلى 75.71 دولار بعد أن بلغ أعلى مستوى له في 32 شهر عند 76.74 دولار في الجلسة السابقة، لينهي خام برنت تداولات الأسبوع الماضي عند 76.17 دولار للبرميل، بينما أغلق غرب تكساس الوسيط (WTI) الأسبوع الماضي على ارتفاع عند 75.16 دولار للبرميل، مسجلاً المكاسب الأسبوعية السادسة على التوالي.
معدلات الطلب العالمية على النفط تتجاوز مستويات ما قبل الوباء
نجد أن الفرق بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط تقلص ليصل إلى 1.01 دولار للبرميل، الأمر الذي يجعل خام غرب تكساس أقل قدرة على المنافسة مقارنة بخام برنت، في اشارة قوية على المعروض النفطي الأمريكي ليس قادرًا على أن يتعامل مع ارتفاع الطلب المتزايد، وسينتج عن ذلك، تراجع الصادرات النفطية من الولايات المتحدة، في حين أن معدلات الطلب العالمية على النفط تتزايد باستمرار والتي تخطت مستوى 20.8 مليون برميل يوميًا، بأعلى من مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا التي كانت عند 20.6 مليون برميل يوميًا.
من الطبيعي أن تعود معدلات الاستهلاك العالمية على النفط إلى ما قبل جائحة فيروس كورونا، خاصة مع قيام الدول بفتح اقتصاداتها بصورة تدريجية، بالتزامن مع تكثيف عمليات التطعيم لوضح حد لانتشار الفيروس، وهذا يعني أن سوق النفط الفعلي متعطش لمزيد من الإمدادات، وهو ما انعكس في المنحنى الآجل للعقود الآجلة للنفط والذي بلغ أقصى حد له منذ أكثر من عام.
لذلك، تشير الدلائل إلى أن الإمدادات العالمية لا تزال ضيقة، مع تعافي الاقتصاد الأمريكي سريعًا وارتفاع الطلب على الوقود ودفع الأسعار إلى مستويات لم تشهدها منذ 3 سنوات.
لا تزال دول أوبك بلس في طريق مسدود بشأن زيادة إنتاج النفط
تستأنف مجموعة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) المؤلفة من 13 عضوا وحلفاؤها مؤتمرا بالفيديو يوم غدًا الاثنين (5 يوليو)، على أمل تخفيف قيود الإمدادات العالمية وضغوط الأسعار التضخمية،بعد أن وصلت لطريق المسدود حول اتفاق كان متوقعا في الأصل يوم الخميس.
أحبطت الإمارات العربية المتحدة خطة لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا بين أغسطس وديسمبر لتلبية الطلب المتزايد، بعد أن أعربت السعودية وروسيا عن دعمهما لها، وانخفضت زيادة الإنتاج المقترحة من 500 ألف برميل في اليوم التي نوقشت سابقًا خلال اجتماع أوبك بلس في مايو.
تريد الإمارات زيادة إنتاجها بشكل كبير في الوقت الذي تكافح فيه أوبك بلس سبل تعزيز الإنتاج بعد التخفيضات الحادة في عام 2020 بسبب الوباء، لكن دول أوبك بلس الأخرى تشعر بالقلق إزاء الفواق الاقتصادي المحتمل وتأثيرات متغيرات كوفيد 19 من الآن وحتى عام 2022.
هذا وقد أعربت أسواق النفط العالمية عن تقديرها لخفض الإنتاج الطوعي للمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى تخفيضات إنتاج أوبك بلس التاريخية والإجراءات الإضافية التي اتخذتها المملكة لزيادة خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا، ساعدت هذه التحركات بشكل كبير على استقرار السوق وسط أكبر صدمة للطلب على النفط في التاريخ.
لقد جعلت جهود المملكة لتحقيق التوازن في سوق النفط العالمي مثالاً يحتذى به،فقد كان ذلك جليًا عندما عززت السعودية دورها باعتبارها المنتج البديل الوحيد في العالم، والتي تمكنت من خفض إنتاج النفط من مستوى قياسي بلغ 12.3 مليون برميل يوميًا إلى 7.49 مليون برميل يوميًا فقط في غضون شهرين.