رئيس التحرير أحمد متولي
 كلمة مكتوبة عن المولد النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم

كلمة مكتوبة عن المولد النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم

يقدم «شبابيك» لقرائه من أبناء الأئمة الإسلامية في مصر والعالم العربي، نص كلمة مكتوبة عن المولد النبوي الشرف صلى الله عليه وسلم.

وتقام بالتزامن مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم، العديد من الفعاليات في المؤسسات العامة والتعليمية والخاصة.

وتحرص العديد من المؤسسات على إحياء ذكرة المولد النبوي الشريف، كل بطريقته سواء من خلال الإذاعات والحفلات المدرسية، والندوات الجامعية، والاحتفالات العامة والخاصة.

ويحتاج البعض إلى إلقاء كلمة مكتوبة عن المواد النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم، في افتتاح الحفل أو ختامه.

كلمة مكتوبة عن المولد النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم

ونستعرض لقرائنا من أبناء الأئمة الإسلامية في مصر والعالم العربي، نص كلمة مكتوبة عن المولد النبوي الشرف صلى الله عليه وسلم، في التالي :-

«ولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يتيما يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من عام الفيل. يقول صلى الله عليه وسلم: “أنا دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى، رأت أمي حين حملت بي كأن نورا خرج منها أضاءت له قصور بصري من أرض الشام.

فهي ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكرى نذكرها ونذكر بها الأمة لأنها من أيام الله العظيمة، وذكرهم بأيام الله، ونذكرها ونذكر بها لأن الذكرى تنفع المؤمنين، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، نذكرها ونذكر بها لأن عهد الأمة برسول الله صلى الله عليه وسلم طويل وبعيد، فهي بحاجة لمن يُذكَرها بسيرته وحياته، بمحبته واتباعه، بأخلاقه وآدابه، بنصرة دينه والجهاد في سبيله.

ولكون رسول الله هو الرحمة المرسل للعالمين، فعلى الأمة أن تفرح به، قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. ولكون رسول الله هو النعمة المُسداة، فعلى الأمة أن تُحدَث به ولا تمل ولا تكل، وأما بنعمة ربك فحدث.

ولكون رسول الله هو السراج المنير فعلى الأمة أن تسعد به في حياتها، وتستضيء بنوره في هذه الظلمات الحالكة، إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.

مولاي صل وسلم دائما أبــدا..على حبيبك خير الخلق كلهــم

محمد سيد الكونين والثقلــين..والفريقين من عرب ومن عجم

هو الحبيب الذي ترجى شفاعته..من كل هول من الأهوال مقتحم

نحتفل بذكرى مولد رسول الله حتى تتجسد فينا تلك الشخصية النبوية النورانية سلوكا إيمانيا، وعملا جهاديا، وحتى نكتشف من خلال دراسة سيرته أسرار المنهاج النبوي في التربية والتعليم، وفي التنظيم والجهاد، ما يرفع العبد إلى مقام الإحسان، والأمة إلى حيث تنال شرف الخلافة في الأرض.

نحاول من خلال هذه السطور أن نسلط الضوء على جانب من جوانب شخصه الكريم رغم عجزنا عن استيفاء حقه، وهو جانب الخيرية من خلال مقطع من غزوة ذات الرقاع، الشاهد فيه قول غورث بن الحارث: جئتكم من عند خير الناس.

عَنْ جَابِرٍ‏ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: “كُنَّا مَعَ النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-بذاتِ الرِّقَاعِ، فإذا أتينا على شجرةٍ ظَلِيْلَةٍ تركناها للنَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فنزل رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، فتفرَّقَ النَّاسُ في العَضَاةِ، يَستظلُّون بالشَّجرِ، ونَزَلَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- تحتَ شجرةٍ، فعلَّق بها سيفَهُ‏. ‏قال جابرٌ‏:‏ فنمنا نومةً، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ المشركينَ‏: فاخترطَ سيفَ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، فَقَالَ‏:‏ أتخافني‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لا‏)‏، قال‏:‏ فمن يمنعك مني‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏الله‏)‏‏.‏ قال جابر‏:‏ فإذا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يدعونا، فجئنا، فإذا عنده أعرابي جالس‏. ‏فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:‏ (‏إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صَلْتًا‏.‏ فقال لي‏:‏ من يمنعك مني‏؟‏ قلت‏:‏ الله، فها هو ذا جالس‏)‏، ثم لم يعاتبه رَسُول اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-‏”.

وفي رواية أبي عوانة: “فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ، قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال الأعرابي: أعاهدك على ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فجاء إلى قومه، فقال: جئتكم من عند خير الناس”.

وفي روايةِ البُخاريِّ‏ “قال مسدد عن أبي عَوَانةَ عن أبي بشرٍ‏:‏ اسم الرجل غَوْرَث ابن الحارث‏”.

خير الناس كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهد بذلك الأعداء مثل الغوث بن الحارث، وإلا فالله تعالى شهد له قبل ذلك بأنه خير خلق الله وأكرمهم عنده. عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: “هبط جبريل عليه السلام فقال: إن ربك يقول: إن كنت قد اتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذتك حبيبا، وما خلقت خلقا أكرم منك، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي، ولولاك ما خلقت الدنيا”.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “جلس أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون، قال بعضهم: إن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وقال آخر: موسى كلمه الله تكليما، وقال آخر: فعيسى كلمة الله وروحه، وقال آخر: آدم اصطفاه الله، فخرج عليهم رسول الله وقال: “قد سمعت كلامكم وعجبكم، إن إبراهيم خليل الله وهو كذلك، وموسى نجي الله وهو كذلك، وعيسى روح الله وهو كذلك، وآدم اصطفاه الله وهو كذلك، ألا وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر”” 3. جئتكم من عند خير الناس شهادة نطق بها العدو لما رأى من اجتماع كل أوصاف الخير في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو خير الناس اسما ونسبا وخلقا وخُلقا وذكرا وفي كل شيء».

أحمد الليثي

أحمد الليثي

صحفي مصري، عضو نقابة الصحفيين ومقيم بمحافظة المنوفية